المقالات

مقطع متداول

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

كالعادة ومع بداية كل يوم تبدأ وسائل التواصل في نشر العديد من المقاطع والتي يسندونها لأشخاص يتحدثون عن كيفية الوقاية من الإصابة بمرض ما أو علاج مشكلة صحية منتشرة أو الإرشاد إلى خلطة سحرية غفل عنها كل الناس إلا (حبيبنا) صاحب الحساب.

ولا شك أن الله قد حبا أشخاصا المهارة والخبرة والمعرفة في بعض الأمور الصحية ، ومن باب زكاة العلم نشره فقد حدا هذا الأمر بالكثير من أصحاب الحسابات إلى نشر مقاطع لأولئك الأشخاص – سواء بقصد أو بغير قصد – وتحمل في مضمونها وصفة يدعي مصدرها أنها طبية ، ولكي يقنع المتلقي بصحة كلامه فإنه يضمن المقطع حرف الدال متبوعا باسمه ، وأحيانا أخرى يضع بعض الألقاب التي تكسب تعاطف الناس وتظهر لهم صدق صاحبها ، وإذا نظرنا إلى المعلومة التي يقدمها نجد أنها لا تستند إلى حقائق علمية بل على تجارب لأشخاص أثبتت فاعليتها معهم ( وهذا بلا ابوك يا عقاب ) ، فالأشخاص يختلفون في تركيباتهم الجسمانية وحالاتهم وأعراضهم الصحية ، وما يصلح لشخص ليس بالضرورة أن ينجح مع شخص آخر لعدة اعتبارات يجهلها عامة الناس ويعرفها أهل الاختصاص في مجال الطب ، وبسبب ذلك سمعنا عن حالات كثيرة راحت ضحية تصديق وتجربة تلك الخلطات الخطرة التي تروج لها حسابات في منصات التواصل بحثا عن التفاعل والمتابعة على حساب صحة الناس وتشويه سمعة الأطباء المتخصصين والتشكيك في مجالهم ويسبق ذلك بجملة : مقطع متداول حتى يخرج نفسه من المساءلة القانونية .

إن وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء ( مشكورتين ) كانتا ومازالتا تقومان بدور التوعية والتنبيه من أمثال هؤلاء وما ينشرونه في وسائل التواصل من خرافات وخزعبلات هي أوهى من بيت العنكبوت ، إلا أن هذا الدور ينبغي أن تترافق معه عقوبات مغلظة وتشهير قوي ليكون رادعا لكل من ينشر تلك الخلطات والوصفات ويستغل حاجة الناس باستخدام مصطلحات طبية فيها تضليل وتعريض حياتهم إما إلى مرض مزمن أو موت محقق ، وكم سمعنا وقرأنا من تحذيرات وتنبيهات من الأطباء المختصين بضرورة الانتباه وعدم الانقياد وراء صحة مزعومة وعلاج وهمي والرجوع إلى أهل الاختصاص للتأكد من الحقيقة قبل وقوع الفأس بالرأس .

 

الخاتمة:

ليس كل متداول يعود بالفائدة.

 

بقلم / خالد النويس

الخميس 02 أكتوبر 2025م

للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )  

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى