المقالات

سته على سته – ٣٩ –

في عام ١٣٩٩ هجرياً معلماً بأحد مدارس روما الايطالية في الصفوف النهاية من المرحلة الابتدائية . يدرس طلاب في أحد الصفوف النهائية . أنزعج من تصرفات أحد الطلاب يدعى ” جورج ملر ” ، واستدعى المعلم والد الطالب جورج للمدرسة لمناقشة وضع إبنه.

قال لوالد الطالب : أريدك أن تفهم بأن إبنك جورج يحتاج ( لدواء لمن يعانون من صعوبة التركيز ، وفرط الحركة) يسمى { رتيتالين } .

موضح انه يزعج خلال الدرس ، ويشوش على مجرى الدرس كثيراً، وهو لا يتعلم!

وافق الأب على إقتراح المعلم ، لكن الطالب قال لأبيه: إنه يخجل من تناول الدواء أمام أعين طلاب صفه.

اقترح المعلم بأن يتوجه لغرفة المعلمين ليتناول {حبة الدواء} ، ويحضر القهوة ، ويعود للصف.

وافق الطالب وجرت الأمور كما هو متفق عليها ، وانصرم شهر من الزمن.

استدعى المعلم الأب مرة أخرى ، ومدح تصرفات أبنه الطالب وذكر مدى تحسن سلوكه وهدوءه وتعلمه.

فعلاً كان الأب مسروراً لسماع هذا الخبر السار عن أبنه من قبل المعلم ، توجه لأبنه مبتسماً ، وقال له: من الجميل أنك تتعلم الآن أفضل من ذي قبل، حدثني عن التغيير الذي مررت به ، والنجاح الذي قمت به.

قال الأبن لأبيه: الأمر يا أبي بغاية البساطة، فقد كنت أتوجه لغرفة المعلمين، أحضر القهوة للمعلم ، وأضع ” حبة الدواء ” في قهوته.. هكذا أصبح المعلم أكثر هدوءاً واستطاع أن يعلم بشكل جيد كما يجب ..

ياسادة هل يجب ان نعطي بعض المعلمين التي تصدر من بعضهم بعض التصرفات كتصرفات هذا المعلم الايطالي من أجل تحسين جودة العملية التربوية ” جودة مخرجات التعليم ”

ما نستشفه من هذه الواقعة يجب أن نراجع حساباتنا فربما نتهم الآخرين ، والخلل فينا ، وليس فيهم ، فلنتفقد عيوبنا قبل يعيوب الأخرين ولا يكون همنا عيوب الناس !!! فكم من بعض المعلمين والمسؤولين بالمنشآت الحكومية والأهلية لحبة كحبة هذا الدواء “رتيتالين ”

لا حدس طلابنا ثمرة الفؤاد وفلذة الأكباد يهمنا صلاحهم ، وفلاحهم .

 

بقلم / خالد بن حسن الرويس

03 مارس 2023 م 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى