المقالات

سته على سته (41)

اليوم العالمي للمرأة .يوافق ٨ مارس من كل عام . لا حدس المرأة نصف الفرد ، فالفرد يتكون من رجل ومرأة ” ذكر وأنثى ” نصفان متعامدان كلاً منهما يكمل الأخر ، وأجمع عقلاء الأمم على إختلاف مناحلهم ، ومشاربهم ، وفكرهم للمرأة حضور قوي في الحياة الاجتماعية ، وقد ذهب معظم علماء السلوك ، والاجتماع ان نجاح الأمم ، والمجتمعات الإنسانية يتوقف عرضاً وجوهراً على المرأة. باعتبارها الركيزة الأولى ، والبنية الأساسية يتوقف عليها كيان اي مجتمع ، فالمرأة دورها في المجتمع محورياً وفق الثوابت الشرعية ، وضوابطها التقعيدية ، وذهبت الحضارة الصينية القديمة نجاح الأسرة يتوقف على المرأة ، كذلك اجمعت الشرائع السماوية والارضية ، وشرع من قبلنا على ماهية المرأة في الحياة الإنسانية ، ومجالها مهم باعتبارها محوراً رئيسيًا في تكوين الأسرة ، والحياة الاجتماعية ، واتفق مصلحوا العالم المرأة النواة الأساسية ، والنبتة في ازدهار العائلة ونجاحها ، ويتوقف حسن عبقها وطيبه على غرسها ، فالمرأة قلايع غرس ان طاب من طيب قلايعه ، وقد تواترت الآيات المكية والمدنية ، والاحاديث الصحاح والحسان ما تواتر منها ، وما أشتهر عن المرأة . فالمرأة أم وأخت وزوجة وأبنة ، وشقائق الرجال ونصف الدين بها يكمل دين الرجل والجنة تحت أقدامها ، ومن أحسن تربية اثنتين من البنات أقل او أكثر كانت سبباً دخول الجنة ، فتربيتهن من الأعمال الصالحة الموجبة الجنة ودخولها ، والمرأة انجبت الرسل والأنبياء ، والعلماء والصالحون ، والملوك وأهل الزعامة والريادة ، والمخترعون والمبدعون ، وصانعوا التاريخ ومغيروا سلوك المجتمعات ، واورد القرآن الكريم قصة اخت موسى حينما قذف باليم ، وهو رضيع تقصه عن قرب حرصاً منها على أخيها ، وتدل ال فرعون عن أهل بيت أمين يكفلونه ويرضعونه . تدل على مكانة المرأة ، وعن زوجة فرعون آسيه بنت مزاحم ، وعن بنت شعيب ، وعن خديجة بنت خويلد رضي الله عنها احد المبشرات بالجنة ، ووقوفها مع زوجها محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، إشارات عن دور المرأة ومكانتها ، ومن منظور كاتب المقال الشخصي ان كل أيام السنة على طولها أيام للمراة ، وخصوصاً للأم ، والسنة النبوية المطهرة توصي بالأم كمرأة ، وتجعل الجنة تحت أقدامها ، وكل رجل عظيم وراءه امرأة ، ومن الإجحاف للمرأة تخصيص يوم واحد لها في العام . ينعت او يسمى يوم المرأة العالمي ، فالمرأة عالمية أيام السنة ” ٣٦٥ “يوماً في العام كونها تغلب دور البطولة في حياتنا في كل يوم لأنها الأم والأخت والزوجة والبنت والحفيدة والخالة والعمة والجدة ” تلك ثمانية كاملة ” ، واي يوم يمر علينا دون وجود أحد منهن لا يعتد له قيمة بل يكفيهن قوله صلى الله عليه وسلم ( استوصوا بالنساء خيراً ، ورفقاً بالقوارير ، واختاروا لنطفكم ) .

نود اشارة عن المرأة واهميتها عند الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم تجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي على وفاة خديجة زوجته ، ويسمي عام وفاتها بعام الحزن . يحفر قبر فاطمة بنت أسيد زوجة عمه ابو طالب بيديه الكريمة ويقول هذي أمي بعد أمي .

يسأله احد الصحابة من أحب الناس إليك فيقول: عائشة . مخاطباً عليه أفضل الصلاة والتسليم لأحد أصحابه قائلاً له : لا تزوج إبنتك إلا لتقي ان حبها أكرمها ، وان أبغضها لم يظلمها . سمع ذات يوم عن رجل أهان أمرأه ، فينتفض ، ويقول : والذي نفسي بيده ما أكرمهن إلا كريم ، وما أهانهن إلا لئيم. سمع طرقاً على بابه بالمدينة المنورة ، فيقول ما أشبه هذا الطرق بطرق خديجة ، وينهض مسرعاً ، فيفتح الباب ، فاذا هي هالة بنت خويلد أخت خديجة ويأنس بكلامها شبيه بكلام خديجة زوجته . جاءته أمرأه فيفترش لها رداءه ويجلسها عليه احتفاء بها ، فإذا هي الشيماء أخته بالرضاعة . كأن دايم عليه أفضل الصلاة والتسليم يردد ” حبب لي من دنياكم ثلاث النساء والطيب وجعلت الصلاة قرة عيني فضلاً عما سبق يوصي بالنساء خيراً . كآن يقصد كل يوم ولم يقصد يوم الثامن من مارس .

اليوم العالمي للمرأة صنعه وحدده مثلث الشر ” الماسونية العالمية والمساد الصهيوني والعلمانية البرجماتية ” كلمة حق أريد بها باطل من أجل إخراج المرأة بكامل زينتها للكلاب الضارية قاعدتهم ” الغاية تبرر الوسيلة “.

من المنظور الشرعي وفق قاعدة شيخ الإسلام أبن تيمية ” الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي ”

معلوم ان الرجل مالك بيته، ولكن الرجل يسكن عند زوجته والنصوص على ذلك كثيره منها:(لتسكنوا إليها) سورة الروم آية/ ٢١ ولم يقل ليسكنن إليه. نعم … إنها بيوت الزوجات ..!

من كنوز القرآن الكريم :- هذه الآية الكريمة {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ } سورة الطلاق آية/١ نتسأل لماذا نسب الله عز وجل البيت إلى المرأة ، ولم ينسبه للرجل رغم أنه ملكه ؟! باعتباره محور الأسرة ، والقوامة لإن المرأة أكثر مكوث فيه من الرجل .

الآيات على ذلك كثيرة التي يُذكر فيها كلمة بيت مقترنة بالمرأة . تجد هذه الآيات أسمى ما يطيب خاطر المرأة ، ويراعي مشاعرها وتمنحها قدراً وثقةً بالاهتمام والاحترام والتقدير .

قال تعالى : ” وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِه ِ” سورة يوسف آية/ ٢٣ بينما في بيت زوجها عزيز مصر ، واي عزيز ؟ ملك مصر ، ورغم ذلك لم يقل الله عز وجل بيت العزيز .

وقال تعالى :

*{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ } سورة الأحزاب . آية /٣٣ وقال تعالى :

*{ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ } سورة الأحزاب آية/٣٤ ما أعظم الرحمن ! أليست هذه البيوت ملك للنبي صلى الله عليه وآلة وسلم ، وهو صفوة الخلق أجمعين بل صفوة الصفوة ، ولكنها نُسبت لنسائه ؟!

ياله من تكريم للمرأة !

وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنّ } سورة الطلاق آية/١ حتى في أوقات الخلاف وحين يشتد النزاع وتصل الأمور إلى الطلاق الرجعي هو بيتها ..!!

أي جمال ودقة في آيات الله فسبحان من كان هذا كلامه ، وتالله ، وبالله ما رأيت ديناً يصون ويرفع قدر المرأة مثل الإسلام ، ويحافظ على حقوقها . عقل من عقل ، وجهل من جهل .

 

بقلم / خالد بن حسن الرويس

13 مارس 2023 م 

للإطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

 

زر الذهاب إلى الأعلى