المقالات

لا ترميها

مع انحسار موجة البرد واقتراب لفحات الصيف نبدأ – كعادتنا السنوية – في التخفيف من الملابس الملونة الثقيلة ونستبدلها بالملابس البيضاء الخفيفة ، وبالتأكيد فإن معظمنا لن يبقى جسمه على ما كان عليه في الموسم السابق ، بل سيتغير إما زيادة وزن أو نقصان أو طول كما هو الحال عند أطفالنا الصغار الذين تتغير أجسامهم بشكل مستمر في كل سنة .

 

هذه التغيرات تجبرنا على الاستغناء عن الملابس القديمة والاستعاضة عنها بجديدة تتناسب مع تغيرات الجسم ، وهنا يأتي سؤال قديم متكرر ولكنه مهم : ماذا نفعل بالملابس القديمة وكيف نتصرف فيها ؟ وقد أجابت بعض العائلات على هذا التساؤل بالطريقة المعتادة وهي جمع الملابس القديمة في أكياس أو حقائب وركنها في مستودع المنزل على أمل أن تبقى على حالها ويستفاد منها في الموسم القادم هذا بالنسبة للكبار ، أما بالنسبة للصغار فغالبا ما تكون النغمة المعروفة : ( مهيب ضايعة ارفعوها لين ربي يرزقنا بولد أو بنت )

 

ومما لاشك فيه أن تكدس الملابس الغير مستخدمة هي مشكلة تؤرق ربات المنزل لأنها تشغل حيزا وتشكل عبئا في كيفية التعامل الأمثل معها ، ومؤخرا تم إيجاد حل هذه المشكلة بشكل سهل وميسر ورسمي بل وزيادة على ذلك فيه كسب أجر وثواب ، ويتمثل ذلك من خلال الجمعيات الخيرية التي انتشرت مؤخرا عبر نقاط الاستقبال الموزعة في كل حي تقريبا ، وهي نقاط ثابتة وعادة ما تكون في زاوية مبنى ويوضع عليها لوحة تعريفية بالجهة التابعة لها ووضع ملصق يزين نقطة التوزيع ويوضح طريقة استقبال الملابس ووضعها في الحاوية ، بل إن بعض الجمعيات سهلت الأمر أكثر من ذلك فقامت بوضع (باركود) لمن أراد أن يتبرع بهذه الملابس وليس لديه سيارة فيقومون مشكورين بالحضور واستلام الملابس من المنزل ، ليتم بعد ذلك جمع ماتوفر لديهم من ملابس ومن ثم تنظيفها وترتيبها وتوزيعها حسب الآلية المتبعة لديهم ، ليكونوا بذلك قد ساهموا في حل مشكلة تكدس الملابس في البيوت وأيضا تخفيف معاناة الأسر المحتاجة ، وبالتالي قد نالوا الأجر والثواب وثقة واحترام الجميع بكونهم مصدرا موثوقا ورسميا وقريبا من الجميع ، وهي فكرة منتشرة في الرياض مؤخرا كما شاهدتها ، فهل نشاهدها تنتشر في بقية المناطق ؟

 

الخاتمة :

فعل الخير قريب وسهل فلا تجعلوه مكدسا في المنزل

 

بقلم / خالد النويس

03 مارس 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

 

زر الذهاب إلى الأعلى