المقالات

مقصف أبو ريالين

لا أحد ينكر دور وزارة التعليم في سعيها المتواصل نحو تجويد مخرجات التعليم لتحقيق مستقبل واعد وطموح ينهض بالوطن من خلال أبنائه ، وهذا ملاحظ في المتابعة المستمرة لكل مكونات التعليم بدء من الطفولة المبكرة وحتى الدراسات العليا ، ولاشك أن هذا السعي الدؤوب نحو الأفضل جعل التركيز منصبا على بعض الأمور وغفل أو تساهل في أمور أخرى لا تقل أهمية عن غيرها .

فمن الأمور المهمة أمر المقاصف المدرسية والتي يرى الغالبية أن الوزارة لم تعطه الاهتمام الكافي والواجب من المتابعة والمراقبة ، فالمعاناة مازالت مستمرة والأصوات مازالت مرتفعة للمطالبة بوضع آلية موحدة لتلك المقاصف في جميع المدارس من ناحية الاشتراطات الصحية والأسعار المناسبة والوجبات المعززة لصحة الطفل ، وأعتقد أن منسوبي الصحة المدرسية أفضل من يقوم بهذا الواجب ليكون جزءا من عملهم وجولاتهم الرقابية على المدارس ، فمن خلال نظرة سريعة على بعض المقاصف المدرسية نجد حالا مؤسفا ووضعا مترديا ، فإما أن تجد العامل ذو نظافة متدنية أو عدم التزام بالشروط الصحية أو أن المكان لايليق شكلا ، أو تجد سوء التخزين فعلا ، وهذه أمور اعتدنا أن نراها منذ أن كنا صغارا ومازالت حتى بعد أن صرنا كبارا .

ومايثير الحنق في موضوع المقاصف هو ارتفاع أسعار مايقدم داخلها ، واللوم هنا يقع على وزارة التعليم التي أجرت المقاصف بأسعار مبالغ فيها جعلت المستثمر يرفع مضطرا أسعار المنتجات التي يقدمها ليخرج ببعض الربح ، وللأسف أن هذا الربح البسيط لايتحمله سوى ولي أمر الطالب المغلوب على أمره ، فما كان في البقالات بريال فهو في المقاصف بريالين ، هذا إذا كان ولي الأمر لديه طالب واحد فقط ، فكيف بمن رزقه الله عددا من البنين والبنات ومجبر على توفير مصروف يومي لهم ، وهذا يشكل عبئا ماليا وضغطا نفسيا على كثير من الآباء وأيضا بعض الأمهات اللاتي لا يملكن وظيفة أو دخلا ، فهل لدى وزارة التعليم نية لمراجعة أسعار المقاصف ووضع حد للتلاعب والتفاوت في الأسعار رأفة ورحمة بأولياء الأمور ؟

الخاتمة :
إذا كان الإرتفاع أفرغ جيب ولي الأمر فكيف بمن لا ولي له ؟

 

 

بقلم / خالد النويس

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

زر الذهاب إلى الأعلى