المقالات

حشر النوم في عقر داره

*-أثبتت الدراسات أن (الإنسان) يقضي ثلث عُمره في (النوم) فمثلاً لو توفَى عن (60) عامًا فهذا يعني أنه قضى (20) عامًا منها في النوم بينما قضى الثلثين الآخرَين في بقية مناشط الحياة كالعمل والعبادة واللهو وغيرها ، فماذا يعني ذلك بلغة الرياضة؟ يعني ذلك أن (النوم) استحوذ على كافة بطولات (دوري العُمر) منذ الولادة حتى ظننا أن العمر سينتهي دون أن يجد (النوم) منافسًا له لكن الـ(20) سنة الأخيرة أظهرت لنا أن هناك منافسًا شرسًا قادم بقوة لمنافسته والاستحواذ على النسبة الأكبر من عمر الإنسان بل أنه قد بدأ في بسط نفوذه على كل البطولات بشكل مخيف وهو (الجوال)، فهذا الجهاز الذي أصبح لا يفارق أيدي الناس طوال الوقت لم يكتفِ بمنافسة (النوم) بل أصبح ضيفًا ثقيلاً عليه في (ملعبه) ومن المتوقع له أن يتمكن في السنوات القليلة القادمة من اقتطاع جزء كبير من تلك الكعكة المخصصة للنوم فتقل ساعاته لتُصبح نسبة النوم ربع عمر الإنسان فقط وأعتقد أننا في الطريق إلى ذلك.

*- كلامي أعلاه لا يؤكد صحة اتهام البعض لهذا الجهاز بأنه أفسد الأُسر والمجتمعات لأن مَن يفكر في الأمر بقليل من العقلانية سيجد أن الجوال كجهاز بحد ذاته بريء من تلك التهمة ، فنحن من أفسدنا بعضنا البعض إما بسوء اختيارنا للمحتوى الذي نقدمه في وسائل التواصل أو بدعمنا لكل ناعق في تلك الوسائل ونشر ما يقدمونه من محتوى هابط .

 

الكاتب / أحمد الشيخي

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

زر الذهاب إلى الأعلى