الاخبار الرياضيةمحليات

نواف بن فيصل : رسالة للشباب ….. من خادمهم

الأمير نواف بن فيصل 4

صراحة – الرياض : الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ..كنت اعتزم ان اكتب لإخواني الشباب في تويتر منذ فترة رسالة من القلب وكنت دائما اتحرى الوقت المناسب البعيد عن أي حدث مرتبط بالرياضة لئلا يكون هناك أي مؤثر على تلقي ما سأكتبه او تفسير لتوقيته …دخلت من عامين تقريبا لعالم تويتر قاصدا التواصل مع من اتشرف بخدمتهم شباب ومستقبل بلادي وفتح قناة جديدة للتواصل معهم شاركوني فيها اخواني الاحزان والأفراح وأفادوني كثيرا بنصحهم وملاحظاتهم ونقدهم ولان الكثير من الشباب أصبح يمتلك وسيلة إعلامية قائمة بذاتها من خلال توفر وسائل التواصل الاجتماعي و أصبح بمقدور أي شاب أن يصيغ أي موضوع ويطرحه في فضاءات الإعلام الجديد وله الحرية الكاملة فيما يتناوله دون حدود , وهذا شان الشباب في العالم اليوم , ولكن الفرق أن شبابنا من الله عليهم بنعمة الإسلام , وحب الوطن , فمسؤوليته مختلفة عن أي شاب آخر بالمعمورة في وجهة نظري ولكي اكون أكثر صراحة معكم أنا اعرف أن الكثير من الشباب يحب الانتقاد لكل شي سواء سياسي , علمي , اقتصادي , تقني , طبي , و رياضي سواء كان مختص في المجال أو لم يكن , وهذا من حقه التطلع لطلب التطوير و التحديث, لكن الخروج عن المبادئ و النسق المهني للطرح كالتطاول أو الشتيمة أو التهكم أو السخرية التي ربما سيضحك منها البعض بعض الوقت , ولكنها تحيق بك بذنب و إثم عليك اذا تجاوزت بطرحك طول الوقت , وأنا شخصيا تعرضت لشتائم وتجاوزات مرارا في تويتر ولكني احتسب اجرها عند رب العباد وأسامح من صدرت منه ولكنها ظاهرة بدأت تطغى في الطرح لاباس اذا لم تلتزم دائما بالمهنية والموضوعية في طرحك ولكن عليك على اقل تقدير ان تحترم الناس وتضع نفسك مكانهم او مكان اولادهم وأهاليهم .
لاحظت ايضا أن أسهل جملة أصبحت على لسان البعض, و هي بدون دليل و لا برهان ناصع مكتمل المسوغات و العناصر , هي اتهام شخص والمطالبة بمعاقبته أو التهجم عليه وعلى كل ما قام به من جهد لمجرد إشاعة مغرضة أو خبر عار من الصحة في ( تويتر) مثلا , دون التأكد من صحة الموضوع أو حقيقته وأصبح هناك نغمة جديدة غير حميدة يرددها البعض بأن صار يعلق على أي حدث ويقول مثلا (أكيد بيطلع المسئول ويبرر ويقول كذا وكذا ) ويحرض الناس على عدم تصديقه قبل أن يفند بما لديه من حقائق و معلومات دقيقة , و يجافي بذلك القاعدة القانونية المعروفة ( المتهم برئ حتى تثبت إدانته ) ويجعلها (اتهم من تريد فهو مدان مدان ) , وهذا لا يجوز لا شرعا ولا قانونا ولا خلقا ولا مبدأ لمن يكتب بوسيلة إعلامية تقليدية كانت أو عصرية, والبعض أصبح في هذا الزمن المتاح للجميع إبداء رأيهم ونقدهم بكل الوسائل, لا زال هناك قلة تمجد وتمدح أي واحد يتجاوز في مداخلاته و تحليلاته بحق المسئول أو أي مواطن وجعل كل متطاول كأنه بطل استند على حقيقة أو قرينة لا تقبل الشك , بينما واقع الحال هو عكس ذلك تماما , فقد أخطا بحق نفسه بان تجاوز حدود المشروع و العرف و الأخلاق بأن يتحامل على مسلم و يتجنى ضده , فضلا عن أنه قد اخطأ بحق وطنه أن حرض على إنسان يخدم الوطن دون بينة , وأنا بحكم تشرفي بالمسؤولية لخدمة شباب وطني وبرصد ميداني دقيق وضح لي أن عدد ليس بالقليل من شبابنا افتقد وبشكل ملحوظ الكثير من الأمور الهامة لأي شاب مسلم بمقتبل العمر وسألخصها بالنقاط التالية :
أ‌- الاهتمام فقط بالواجب جدا من أمور الدين والبعض هداه الله أصبح لا يقوم حتى بالواجب أيضا رغم عدم وجود أي عذر شرعي لذلك.
ب‌- افتقاد حس المبادرة النافعة أو تطوير القدرات أو الذات والاكتفاء بما حصل عليه في درجات التعليم مهما كانت متدنية دون الحرص على أي نوع من الدورات أو أي شي ليطور نفسه .
ج- الطرح السلبي المستمر بحق او بدون حق وعدم إبراز الايجابيات في أي عمل وطني نافع إلا ما ندر أصبح يتملك البعض من الشباب اخطر شعور ممكن يمر على إنسان وهو الشعور باليأس , وهو في نظري مقبرة لصاحبه , لان اليأس التام بلا آمل هو قنبلة موقوتة على نفسه وأهله ووطنه.
د- المقارنة لدى بعض الشباب في كل شي دون دراسة الفرق بين الحالات والاتكالية في كل شي لديهم على الاخر دون حتى الشعور بضرورة تحمل المسؤولية .
طبعا ما ذكرت لا يعني ان كل الشباب كما ذكرت ولكن هناك ولله الحمد الكثير والكثير جدا من الشباب المميز الطموح الذي يشرف أهله وبلده ولكن هناك شباب لم يحالفهم التوفيق وأوجه لهم نصيحة محب :-
1- احرص على طاعة ربك في السر والعلن وعلى تعاليم دينك ورضى والديك ونفع نفسك بتطويرها وعدم إيذائها .
2- البعد كل البعد عن أي نوع من المخدرات أو المسكرات او أي شي ضار بالصحة لأنه مهما زين لك متعتها الوقتية فإنها هلاك لك في الدنيا والآخرة.
3- الانتقاد حق مشروع ومطلوب, لكن ليس من حق أي إنسان الشتم والتطاول على أي إنسان آخر, وضع نفسك أو والدك ووالدتك مكان من تشتمه فما لا تقبله على نفسك واهلك يجب ان لا ترضاه على الناس .
4- لا تخجل او تستثقل من المبادرة او الشكوى لدى المسؤول أي كان فتوجيهات ولي الأمر لجميع المسؤولين استقبال الجميع والسماع منهم وإنفاذ رغباتهم وإذا لم يكن هناك صلاحية او قدرة لأي قطاع يرفع الموضوع للجهات العليا بالدولة وإذا لم يقنعك شي وقتها لو تقول أي شي بحدود الاحترام للآخرين فلن يلومك احد والاهم أنت لن تخجل من نفسك .
5- حاول ثم حاول ثم حاول تطوير مهاراتك وقدراتك مهما كانت شهادتك فالعلم لا حدود له والفرصة لا تكون إلا للمتميزين .
6- تخلص من أي شعور بالنقص او المقارنة بالآخرين فلا يغرك أي تميز تلحظه لدى الآخر فكل انسان له همومه ومتاعبه .
7- مهما عملت من خطا او تجاوز اذا كان معصية فتب الى الله المهم ان تبتعد كل البعد من أن تقوم بشي فيه ضرر للآخرين او الممتلكات العامة او الخاصة او للمجتمع فأنت تستطيع ان تطلب الرحمة من ارحم الراحمين عن خطا في حق نفسك ولكن البشر بشر لو أخطأت في حقهم لن يتسامحوا معك من قلب دون بقاء بعض مما يبقى في النفس البشرية وممكن دعوة عليك من قلب مؤمن تقبل عند رب العالمين وتكون سبب في تعاسة حياتك حتى لو كان خطأك بتغريده في تويتر !!
أحببت أن اطرح رسالتي هذه لمحبتي لكم ولخوفي عليكم ولأنني أتشرف بخدمتكم وأتحمل مسؤولية أمام الله ثم القيادة والوطن بالإخلاص بالعمل والنصح لكم .
اعتذر عن الإطالة ولكن يشهد الله علي أنني ما كتبت هذه الرسالة إلا من محبة صادقة ومن أمانه لكم لدي بالصدق والصراحة في كل أمر واخيرا اؤكد لكم ان نقدكم يحثني على تطوير ادائي ويكشف لي جوانب كثيرة واهتمامكم وتواصلكم لقضايا الشباب والرياضة يساعدني على الحصول على اكثر البدائل لاتخاذ القرار، وتواصلي معكم اصبح جزء مهم من يومي تعاتبون للتطوير وتشرهون من محبه لوطنكم ومثلما تقبلت منكم طرحكم بما فيه من ألاف الانتقادات تقبلوا من محبكم ومن يسعده خدمتكم صادق النصيحة وحالوا البعد عن الشتيمة والبهتان واعلموا ان الاستهزاء بالناس يحط من قدر المستهزئ ويرفع عند الله المستهزئ به .
طموحنا كبير وأحلامنا اكبر كشباب فلنحصنها دائما وأبدا بالتوحيد وطاعة رب العالمين ثم حب الوطن والإخلاص له والدفاع عنه كل حسب قدرته ولاباس من خلاف يشحذ الهمم لرفعة الوطن الذي انتم عماده غفر الله لي ولكم وادعوه سبحانه لكم بالعون والتوفيق فمن يجد برسالتي أي منفعة فلله الحمد ومن لم يقتنع بها فبابي وعقلي مفتوح له ولخدمته بإذن الله
ادعوا الله لكم من كل قلبي بالفلاح والتوفيق في شؤونكم وان يمدكم الله بعونه ومغفرته انه سميع مجيب

خادم الوطن و شبابه
نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى