المنوعات

وزارة الثقافة تدشن أمسيتين شعريتين ضمن أنشطة البرنامج الثقافي لفعالية “الأعشى”

صراحة – الرياض:

نظَّمت وزارة الثقافة مساء اليوم أمسيتين شعريتين، أحياهما كل من الشاعرة الدكتورة هند المطيري، والشاعر حيدر جواد العبدالله، وذلك ضمن أنشطة البرنامج الثقافي لفعالية “الأعشى” المقامة حالياً في حي منفوحة التاريخي بمدينة الرياض.
واستهلت المطيري الأمسية الأولى بقصيدة رداً على معلقة الأعشى الشهيرة “ودِّعْ هُرَيرَةَ إنَّ الرَّكْبَ مُرْتَحِلُ”، ثم ألقت بعدها جملة من قصائدها، منها قصيدة “حريتي”، وقصيدة “عام مضى” احتفاءً بالعام الجديد، وقصائد عن الوطن مثل “سبع سمان” و”البطل”، وعدة قصائد تناهض العنصرية والطائفية والإرهاب.
وأكدت أن تحول أغراض الشعر إلى موضوعات جديدة هو تحول طبيعي بفعل التقدم وتناول الجوانب الإنسانية أكثر، ففي عصر سابق كان الشاعر يهتم بموضوع الشعر إما غزل أو مديح أو رثاء، واليوم أصبح الاهتمام بالنفس الإنسانية هو الغالب.
وعن ميل الشاعرة إلى الشعر العمودي أكثر من التفعيلة، قالت: “أشعر بأنني أنتمي للشكل الكلاسيكي للقصيدة، ربما بحكم التخصص أو القراءات، فالقصيدة العمودية بالنسبة لي كالرئة الثالثة التي أتنفس بها، وهي المنطقة التي أجد نفسي فيها أكثر”.
وذكرت أن تجربة المرأة في الشعر الفصيح، قوية منذ عصر ما قبل الإسلام، “فهناك الخنساء ونماذج عريقة سطرها التاريخ، وحتى في العصر الحديث للمرأة بصمتها في الشعر العربي، فالمرأة اليوم هي بنت الأمس، ولاتزال أجيال النساء ولادّة في الشعر، ولدينا الكثير من الشاعرات ومنهن من جلست على هذه المنصة الشعرية”.
وفي الأمسية الثانية، بدأ الشاعر حيدر العبدالله مشاركته بقصيدة وطنية، ألقى بعدها قصيدة “برتقالية أحب الهدايا”، وقصيدة عن جنود الوطن المرابطين في الحد الجنوبي، وقصيدة “البدائي الذي في النقش”، وقصيدة “النجاة غرق”، وقصيدة “هبوب الماء”، بالإضافة إلى قصيدة “لا أتخيلك بدون فم”، مشيراً إلى أن عناوين القصائد يُفضل أن تكون قصيرة وقابلة للتذكر وألا تكشف عن أوراق القصيدة أو تحرقها.
وقال العبدالله: “على الشاعر أن يقرأ الشعر بشتى ألوانه وأزمانه، ليكون امتداداً لهذه المسيرة الطويلة للشعراء، فنحن جذورنا التي تمسك بنا في الأرض هي تراثنا، ولا نكتفي بالتراث بل يجب أن نتابع سيرورة هذه القصيدة إلى أين وصلت؛ لنستطيع أن نبدأ حيث انتهى الآخرون، وألا تكون تجاربنا الشعرية متكررة، كما على الشاعر أن يقترب من نبض الشارع وهموم الناس، يُجلس القصيدة على الأرض، ويلبسها من ثياب الناس ويطعمها مما يأكلونه”.
وشدد على أن الشعر العربي ولد في جزيرة العرب، وسيبقى في جزيرة العرب، وسيخلد هنا، “نحن المتن ولسنا الهامش في خريطة الشعر العربي، ويجب أن نعرف متى نتواضع ومتى نعتز بأنفسنا، نحن شعراء نمسك بزمام مستقبل الشعر العربي، وقادرون على تخليده”.

زر الذهاب إلى الأعلى