ويلي و إبرا
قد يخيل لك أيها القارئ الكريم أن ويلي و إبرا هما شخصيتان في رواية من الأدب الإنجليزي كما هو الحال في روميو وجولييت و عطيل و ديدمونة ، إلا أن خيالك سيتبدد عندما تعلم أن ويلي و إبرا ماهما إلا اختصار لاسم لاعبين سعوديين ، حيث يشير ويلي إلى وليد و إبرا إلى إبراهيم ، وهذا ماكتب على قميصي اللاعبين ولعبا به أمام الجماهير الحاضرة في الملعب والقابعة خلف الشاشات التلفزيونية .
ومن الطبيعي أن يعتبر البعض ذلك من الحرية الشخصية للاعب في اختيار المناسب له في مناداته وتميزه عن غيره ، وهذا شأن خاص به إن سلمنا بهذا الإعتبار ، إلا أن هناك أبعادا أخرى يجب أن تؤخذ في الحسبان قبل أن تخرج للعيان ، فاللاعب عندما يظهر أمام المشاهدين فقد أصبح محط الأنظار ومحل التقليد من الصغار الذين يرون فيه قدوة لهم ومحل إعجابهم ، خاصة إذا كان يحظى بجماهيرية لدى متابعي كرة القدم سواء من ناديه أو الأندية الأخرى ، وهنا يكمن استشعار المسؤولية الذاتية لدى اللاعب أولا ، ثم المراقبة والتوجيه الأمثل من قبل النادي الذي ينتمي له ثانيا ، وبعد ذلك يأتي النصح من محبيه القريبين له ، ناهيك عن الأبعاد الأخرى والتي من أهمها الحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية للاعب السعودي وعدم الإنجراف وراء تقليد سلبي قد تظهر نتائجه – وللأسف أن جلها بدأ بالظهور – على الجيل الحالي إن لم يتم تدارك هذا الموضوع والتراجع عنه وعدم التذرع بالحرية الشخصية للاعب .
ولعل مما يشاهد ويشار إليه أن هناك لاعبين وصلوا شهرة ومجدا وجماهيرية وعرفهم العالم أجمع ومع ذلك لم يختصروا أسمائهم أو يغيروا في معالم أشكالهم ، بل تمسكوا بثقافتهم وفرضوا شخصيتهم وأجبروا غيرهم على تقليدهم ، لذا نتمنى من وزارة الرياضة ومسؤولي الأندية واللاعبين أنفسهم أن يولوا هذا الأمر أهمية فائقة وينظروا في تأثيره المستقبلي قبل أن نرى لاعبينا وقد تحولت أسمائهم العربية إلى اختصارات تطمس هويتهم الأصيلة .
الخاتمة :
عندما تخرج أمام الناس فتقبل النقد.
بقلم / خالد النويس
الأربعاء 27 نوفمبر 2024.
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )