الكشف عن وجود 40 ألف حساب وهمي في مواقع التواصل تديرها عصابات منظمة

صراحة – متابعات :
كشف اختصاصي في مجال شبكات التواصل الاجتماعي عن وجود أكثر من 40 ألف حساب وهمي في السعودية تعمل على إثارة الرأي العام، وبحسب دراسات – قال إنها مؤكدة – تدار هذه الحسابات من مؤسسات وعصابات منظمة، مشدداً في الوقت نفسه على توعية المستخدمين والجمهور بخطورة تلك الحسابات الوهمية، مبيناً أن عمليات شراء المتابعين المزيفين منتشرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
وأوضح اختصاصي شبكات التواصل الاجتماعي والمدرب المعتمد خليجياً المهندس عمار محمد، في دورة تدريبية بعنوان «سوق لذاتك في الإعلام الاجتماعي» أقيمت أول من أمس، في برنامج «اصنع مهارة» الذي يقام في الدمام، أن الأرقام تعطينا مؤشرات لضرورة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بحكمة والابتعاد عن المشاحنات والمشادات الكلامية، مؤكداً أنه لا يمكن حالياً إلزام الأفراد بقوانين، مشيراً أن «دورنا ينحصر في توعية الناس بكيفية استخدام هذه المواقع مع وجود الكم الهائل من المحتوى داخل أوساط الشبكات الاجتماعية».
وأشار إلى أنه يمكننا تقسيم تواجد الجمهور السعودي داخل هذا الوسط الاجتماعي إلى ثلاثة أقسام، هي: المشاريع الريادية التي تستغرق الحيز الأكبر ومن خلاله استطاع الشباب السعودي تسويق أفكاره بشكل ناجح، والقسم الآخر يعنى بالشخصيات المؤثرة في المجتمع السعودي في مجالات ثلاثة هي المجالات السياسية والدينية والفنية، والقسم الثالث يتعلق بمبادرات التطوع خاصة وقت الأزمات.
وأكد بأنه لا يوجد مجتمع على مستوى العالم استطاع أن يستغل مواقع التواصل الاجتماعي في الجانب الإنساني، أو توعية الناس كالمجتمع السعودي، وهناك دراسات موجودة تثبت أن المجتمع السعودي يستغل ويوجه الحاجات الإنسانية وتوعية المجتمع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، داعياً دول مجلس التعاون والوطن العربي إلى تأسيس مرصد ومراكز بحث لقياس حجم ما يتناوله الجمهور عبر وسائط الإعلام الاجتماعي.
ونبه إلى أن نسبة تواجد الشبان في «تويتر» و»فيس بوك» أكبر من نسبة الفتيات، في الوقت الذي سجلت فيه الفتيات تواجداً أكبر على «بنترست» بسبب نوعية المحتوى علماً بأن هذه النسب تعد نسباً عالمية من خلال رصد البحوث المنشورة التي تؤكد هذا الأمر.
وأوضح بأن أكثر دولة مستخدمة لمواقع اليوتيوب في العالم العربي هي السعودية، مضيفاً أن عدد مستخدمي «فيس بوك» في العالم بلغ نحو بليون مستخدم، وفي كل دقيقة ترفع على اليوتيوب أكثر من 72 ساعة يومياً، لافتاً إلى أن عدد التغريدات المكتوبة باللغة العربية وصلت لأكثر من 22 مليون تغريدة شهرياً كما زاد المحتوى العربي بنسبة 2000 في المئة بعد تعريب موقع تويتر.
من جانب آخر، شدد الخبير التدريبي السعودي هاني المنيعي، على أهمية تسويق الأفكار باعتبارها تخصصاً نادراً على مستوى العالم، وأنه لا علاقة لها بالتعليم بل بالبناء المجتمعي الذي يهتم بعرض أفكار الشباب وتجاربهم. وأكد خلال البرنامج التدريبي «تسويق الأفكار»، على أن الشباب يزخر بأفكار إبداعية كثيرة ولكن تنقصه طريقة تسويق تلك الأفكار.
وأشار إلى أن الدورة التدريبية ركزت على دورة حياة الأفكار، وتشمل التصاق الأفكار وانطلاقها وانتشارها، بحيث يجب تنمية تلك الأفكار وتحويلها إلى منتج يستفيد منه الشباب، مبيناً أن الدورات بشكل عام تعمل على تغيير قناعات أو تغيير مهارات أو إعطاء معلومات، ولدينا ضعف من الشباب في تسويق أفكارهم، سواء كانت تطوعية أو في مجال النفع العام أو في المجال الخيري. وراهن المنيعي على تغيير قناعات ما لا يقل عن 5 في المئة من المتدربين بشكل كلي، فيما لا يقل عن 25 في المئة من المتدربين سيتم تغيير أفكارهم وقناعاتهم جزئياً، وإذا وجد شخص واحد في هذه النسبة فقد حققنا الأهم، وهو وجود من يستطيع التغيير في المجتمع.
وأضاف بأن تسويق أفكار الشباب عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي يحقق للشباب مزيداً من الاحترافية فالمرحلة الحالية تتطلب تغييراً جذرياً باستخدام تلك التقنية، مطالباً باستحداث مواد علمية في الجامعات السعودية لدعم تسويق أفكار الشباب وتحويلها إلى منتج تستفيد منه الدول، مشيراً إلى عدم وجود مخزون علمي يتم تحويله إلى «تخصصات جامعية» في تسويق الأفكار فما زال هذا العلم يدرس ويطور في الوقت الراهن عالمياً. ( الحياة )