أمير منطقة جازان يرعى ختام فعاليات منتدى جازان الاقتصادي

صراحة – واس : رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان اليوم حفل ختام فعاليات منتدى جازان الاقتصادي , بحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء و500 شخصية اقتصادية محلية وعالمية ، وذلك بمقر المنتدى بمدينة جيزان.
وتضمنت الجلسة الثامنة والأخيرة التي نفذت تحت عنوان ( الاستثمار في المهارات وسبل الرفاهية وجودة الحياة ) برئاسة الدكتور عبد الرحمن الجعفري , مشاركة معالي وزير العمل المهندس عادل فقيه تحدث فيها عن ( تنمية الموارد البشرية في منطقة جازان) , مؤكداً أن المملكة تختلف من حيث السكان عن بقية سكان ودول العالم , فالمملكة بلد ناشئ ويواجه تحديات كبيرة لا تواجهها تلك الدول بل أن في المملكة يمثل نسبة الشباب والفتيات زيادة عن بقية الفئات العمرية وهم بحاجة لتوفير الوظائف والأعمال.
وأبان أن وزارة العمل تطلق عدداً من البرامج في مجال التطوير ومنها برنامج نطاقات وأجور التمكين , مفيداَ أن هناك دراسات سيتم إطلاقها لتوسيع فرص العمل مستعرضاً العديد من التجارب في مجال الأعمال , مؤكداً أهمية دعم الشباب وإتاحة الفرص التدريبية لهم ومنها تشغيل “37” كلية تميز تابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بشراكة مع عدد من الشركات العالمية يستفيد منها حالياً نحو “13” ألف شاب وفتاة إلى جانب برنامج الشراكات الاستراتيجية التي تنفذ بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية يأمل الجميع أن تكون نماذج لشراكات متميزة أخرى تعود على الوطن وأبناءه وبناته بالخير والفائدة.
وأوضح معالي وزير العمل في ورقة العمل التي قدمها لبرنامج دروب الذي يعمل على مجالين الأول مجال التعليم الإلكتروني والثاني التدريب على رأس والعمل , أن عدد المسجلين بالبرنامج بلغ “10” آلاف شاب وفتاة سيتم تدريبهم ليحصلوا على دبلومات في أكثر من “50” تخصصاً في مجالات المحاسبة والمبيعات والموارد البشرية وغيرها من المجالات التي ينفذها البرنامج مع العمل على توفير الفرص الوظيفية للمتدربين .
وأشار إلى سعي الوزارة لتنفيذ برنامج تعريفي “مراكز الإرشاد المهني ” التي ستنفذ بالمدارس والمعاهد والكليات للتعرف على قدرات الشباب والفتيات وتوجيههم للمجالات المناسبة لهم , وكذا مواصلة العمل على تمكين المرأة للحصول على الوظائف المناسبة لها بما يحفظ لها حقوقها في الحصول على الفرصة الوظيفية وفي البيئة المناسبة لها , وتمكين الشباب وتشجيعهم على إنشاء مؤسسات صغيرة , وتوفير الوظائف الجزئية في أوقات الإجازات الرسمية بما يسهم في تعود الشباب وهم في سن مبكرة على تلك الوظائف والاستفادة من الفرص المتاحة بسوق العمل بما ينمى قدراتهم ويسهم في تقديم كل ما يعود عليهم وعلى وطنهم بالنفع والفائدة , مشددا ًعلى ضرورة التعاون بين مختلف الجهات لتحقيق الأهداف المرجوة والعمل على تقديم كل ما يخدم أبناء الوطن.
عقب ذلك سلط معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار ورئيس مجلس إدارتها المهندس عبداللطيف بن أحمد العثمان، الضوء على ( مستقبل مدينة جازان الاقتصادية) من خلال ورقة عمل استعرض فيها أهمية المدن الاقتصادية ودورها في تطوير المهارات والقدرات والطاقات الشابة من خلال توفير بيئة استثمارية رائدة وفرص استثمارية مستدامة تضمن تقديم خدمات متميزة.
وأشار إلى أهمية تطوير فرص الاستثمار والعمل على إيجاد الفرص التي تلبي حاجة المستثمر , من خلال التركيز على أهمية اغتنام الفرص وتفعيل والاستفادة من الإمكانات المتوفرة بالمملكة وخلق الثقة التي تجذب المستثمر خاصة المستثمر الأجنبي والعمل على تحقيق النجاح للمستثمر والتطوير والتنمية المستدامة بمختلف المناطق.
وتحدث العثمان عن الأولويات الاستثمار من حيث تطوير الطاقة والصناعات التحويلية والنقل والصحة والتعدين والسياحة والخدمات والقطاعات الإنشائية والهندسية والقطاع المالي والتطوير العقاري والتعليم والتدريب والبحث العلمي , وفق خطة استثمارية موحدة تتعاون في تنفيذها مختلف الجهات ذات العلاقة , مستعرضاً في ختام ورقة العمل الخدمات التي تقدمها ,الهيئة عبر المسار السريع والخدمات الموجهة للأداء الاستثماري , وما تنعم به المملكة من نمو استثماري وبيئة اقتصادية رائدة.
إثر ذلك قدم رئيس شركة أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين خالد بن عبدالعزيز الفالح ورقة عمل عن ” تجربة ارامكو في تطوير القدرات البشرية ” قال في مستهلها :” إن تنفيذ مدينة جازان الاقتصادية ينسجم مع الرؤيةِ السديدةِ لحكومتنا الرشيدة من خلال إنشاءِ قواعد اقتصاديةٍ موزعةٍ على عدد من مناطق المملكة، تسهم في تحقيقِ تنميةٍ إقليميةٍ متوازنة، من أجل إحداث فارقٍ إيجابيٍّ كبير في مستقبلها، وفي دورها المتنامي كرافدٍ أساس لاقتصادنا الوطني “.
وأضاف : ” نحن بحاجة إلى تنويع مصادر اقتصادنا الوطني، وسيحدث هذا بصفة رئيسة من خلال تأسيس قطاعات صناعية وخدمية جديدة. وستتطلب هذه القطاعات الجديدة مجموعات جديدة من المهارات وتدريبًا متخصصًا “.
وأشار إلى أهمية تنمية قطاعات اقتصادية تساند قطاع البترول مثل البتروكيميائيات وصناعة السيارات والمعدات الصناعية والأجهزة المنزلية والمجال الطبي والدوائي والطاقة المتجددة ,مع التركيز على قطاع الخدمات مثل السياحة ,وزيادة توريد السلع والخدمات من السوق المحلية إلى أقصى حدٍّ ممكن , فعندما يزيد توطين هذه الأنشطة، والعمل على تعزيز سلسلة القيمة التي تتمتع بها المملكة حاليًا والعمل على إنشاء خدمات إضافية عالية القيمة و الانتقال إلى اقتصاد المعرفة، جنبًا إلى جنب مع جهود البحث والتطوير وإنتاج التقنية، وترجمة ذلك كله إلى عمل تجاري مربح، وتطوير قوة عاملة مقتدرة من أجل المستقبل وتعزيز فرص التعليم في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات بما يسهم في تطوير قوة عاملة يمكنها أن تلبي احتياجات المملكة العملية مستقبلاً .
وأكد أخذ شركة أرامكو السعودية زمام المبادرة في ردم الفجوة والارتقاء بمخرجات التعليم من خلال تبنيها لبرنامج إثراء إذ يلعب البرنامج دورًا رائدًا في رعاية عملية تنمية الشباب في المملكة العربية السعودية، ويسهم في تطوير مجتمع يستند إلى المعرفة , من خلال التركيز على التعليم الإبداعي في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، والذي تم من خلاله تطوير ما يزيد عن خمسين (50) ألف طالب ومدرس في جميع أنحاء المملكة، قدم لهم ما يزيد عن مليوني ساعة تعليم. وبلغت نسبة تحسُّن تزيد عن 20% في أدائهم في الاختبارات والامتحانات، وهو الأمر الذي جعلهم موضع فخر لعائلاتهم ووطنهم على حدٍّ سواء.
وأبان رئيس شركة أرامكو السعودية أن أرامكو تركز على سلسلة الإمداد من خلال تعزيز الإنفاق لإنشاء قطاعات تصنيعية وخدمية المدى القصير من خلال التركيز على المبادرات المحورية الجديدة التي تتميز بقدرتها على خلق أعداد كبيرة من الفرص الوظيفية. وإقامة مشاريع تتعلق بتصنيع معدات خدمات حقول النفط وتطوير حوض للسفن والشحن (مركز عملي نسائي واعد في مدينة الرياض، يرتكز على مركز تسيير إجراءات الأعمال). المدى المتوسط إلى البعيد: وضوح الرؤية للمستثمرين وسياسات توريد المواد من أجل تحفيز قطاعي التصنيع والخدمات المحليين.
وقال :” لقد كانت عملية تطوير المواهب السعودية، ولا زالت، جزءًا لا يتجزأ من خطط وأعمال أرامكو السعودية منذ تأسيسها. فالشركة تتبنى فلسفة “التعلُّم مدى الحياة” لجميع موظفيها طوال مسيرتهم المهنية , من التوظيف إلى التقاعد , وتُعنى عملية التطوير في أرامكو السعودية بالموظفين في جميع المستويات الصناعية والمهنية والحرفية والفنية، والقيادية. والعمل حالياً على إعداد شريحة مهمة من الموظفين المهنيين المستقبليين في جامعات مرموقة وعالمية ذات تنافسية عالية , حيث يدرس 2500 موظف من المواهب السعودية الشابة في الشركة في قطاع التعليم العالي للحصول على درجات عليا (البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في كليات وجامعات مرموقة حول العالم , و تأهيل قيادات شابة من الشركة عملت على تأسيس برنامج يعنى بتطوير الكفاءات القيادية لقيادة الشركة في المستقبل وعمل قطاع الطاقة التنافسي على خلق حوالي 500 ألف فرصة وظيفية وتأسيس العديد من المعاهد التدريبية تضم حوالي عشرة آلاف متدرب مع إدراج عشرة آلاف متدرب آخرين في خطط تدريبية من أجل خلق أكبر عدد ممكن من الفرص الوظيفية للمواطنين السعوديين من خلال تطوير القدرات والإمكانات المحلية.
وكان اليوم الثاني والأخير من المنتدى قد شهد جلسات عمل متخصصة شملت : جلسة عمل بعنوان ” تحقيق الشراكة المجتمعية ” برئاسة عبدالاله آل الشيخ , قدم خلالها أمين منطقة جازان محمد بن حمود الشايع ورقة عمل عن ” مزيج بين الحديث والجديد ” ، فيما استعرض مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار بجازان رستم الكبيسي ورقة عمل أخرى بعنوان ” أجمل مكان “، وقدم أمين عام غرفة جازان المهندس أحمد القنفذي ورقة عن ” الجدوى الاقتصادية للاستثمارات في المنطقة ” .
وركزت جلسة العمل الأخرى على ” الاستثمار في المهارات والمؤهلات: صناعات متقدمة ” والتي رأسها الدكتور محمد بن سعود البدر، وتحدث فيها وكيل وزارة العمل للسياسات العمالية أحمد الحميدان ، فيما قدم مدير عام التدريب والتطوير في أرامكو السعودية نبيل الدبل عرضا عن ” الطلب على المهارات : قصة نجاح ” .
كما استعرض مدير جامعة جازان المكلف الدكتور حسن بن حجاب الحازمي ورقة عمل تحت عنوان ” دعامة من القدرة التنافسية الإقليمية ” , فيما قدم محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور على الغفيص رؤية متكاملة حول ” شراكة في التدريب والتأهيل ” ، وشارك نائب المدير العام التنفيذي في صندوق تنمية الموارد البشرية الدكتور عبد الكريم النجيدي بورقة عن ” الشباب السعودي والسعودة ” ، ألقى المتحدث الرسمي مدير البنك الدولي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للتجارة والتنافسية العالمية الدكتور ناجي بن حسن ، كلمة حول ” جازان.. بوابة بين قارتين : أسيا وأفريقيا “.
وفي ختام الحفل سلم سمو أمير منطقة جازان الهدايا والدروع التذكارية للجهات المشاركة وفريق العمل المنفذ لمنتدى جازان الاقتصادي وتسلم سموه هدية تذكارية بالمناسبة.