إطلاق سلسلة “الأساطير في عالمنا وحوله” في #معرض_الرياض_للكتاب

صراحة – الرياض : في إطار فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، أطلقت دار موزون الإبداعية الإلكترونية سلسلة جديدة حول الأساطير في مناطق المملكة العربية السعودية والعالم العربي بعنوان “الأساطير في عالمنا وحوله”، وهي مبادرة ثقافية تهدف إلى إعادة إحياء الأساطير القديمة من مختلف الحضارات بأسلوب عصري يجمع بين السرد الأدبي والتقنيات الرقمية.
وتسلط هذه السلسلة الضوء على الأساطير والخرافات التي شكلت وجدان الشعوب، كما تقدم محتوى تفاعليًا يجمع بين النصوص والرسوم التوضيحية والوسائط الرقمية، وتعزز الهوية الثقافية من خلال استكشاف الموروث الشعبي المحلي والعربي والعالمي.
وتتضمن السلسلة مجموعة من القصص المستوحاة من الأساطير الخليجية والعربية، بالإضافة إلى إعادة سرد أساطير فرعونية ومشرقية بأسلوب أدبي حديث، ومقارنات بين الأساطير المحلية والعالمية لفهم رمزية الشخصيات والمعتقدات.
وتزخر المملكة بتراث غني من القصص الشعبية التي تتناقلها الأجيال، وتتميز بطابعها الصحراوي والرمزي، ومن أبرز أساطيرها أم الدويس وهي امرأة جميلة ذات رائحة عطرية نفاذة، تظهر في الأماكن المهجورة وتغوي الرجال قبل أن تتحول إلى كائن مرعب لتأكلهم، وتُستخدم القصة لتحذير الشباب من التجوال ليلًا، وأسطورة السعلوة وهي مخلوق غامض نصفه إنسان ونصفه حيوان، يظهر في الصحراء ويخطف الأطفال أو المسافرين، وترمز هذه الأسطورة إلى الخوف من المجهول، ومن الأساطير الخليجية أيضًا أسطورة طسم وجديس وهما قبيلتان عربيتان قديمتان، انتهت إحداهما بخيانة الأخرى، وتُروى القصة عبرة عن الطمع والدمار.
وتتنوع الأساطير العربية القديمة بين المرويات الجاهلية والأساطير الشعبية التي انتشرت في المشرق والمغرب، ومن أشهر الرموز الأسطورية “الغول والعنقاء” والغول كائن مفترس يسكن الصحراء، أما العنقاء فهي طائر أسطوري يحترق ويولد من رماده، يرمز للتجدد، وأسطورة وادي عبقر الذي يُعتقد أنه موطن الجن الذين يمنحون الشعراء الإلهام، مما ربط الإبداع بالقوى الخارقة، وأسطورة الزير سالم وعنترة وهو من الشخصيات التاريخية تحولت إلى رموز أسطورية تمثل الفروسية والشجاعة والتمرد على الظلم.
وتعُد الأساطير الفرعونية من أقدم المرويات في العالم، وتتميز بتعقيدها الرمزي وارتباطها بالكون والموت والبعث، وتُمثل سلسلة “الأساطير في عالمنا وحوله” نافذة جديدة لفهم الموروث الثقافي من خلال عدسة إبداعية حديثة، وتعيد تقديم القصص التي شكلت وجدان الشعوب بأسلوب يليق بجمهور اليوم.
من أم الدويس إلى إيزيس، ومن وادي عبقر إلى رع، تظل الأساطير مرآةً للهوية والخيال والرمزية.