إعادة إرسال

في خضم الحرب المتوقفة حاليا بين إسرائيل وإيران فإنه من الطبيعي أن يتم تسليط الضوء الإعلامي العالمي عليها ومتابعة كل ما يتصل بها من أخبار ومعلومات وتأثيرات وتطورات متواصلة لحظة بلحظة ، أما ما ليس طبيعيا فهو تلقف بعض الناس الأخبار من كل حدب وصوب – وغالبا من وسائل التواصل الإجتماعي – وإعادة إرسالها للآخرين دون التثبت من صحة تلك الأخبار والمعلومات والتي يعتقدون أنها من باب الأسبقية في نقل المعلومة ، وبعضهم من باب التوعية ونشر المعلومة التي تهم المجتمع في مثل هذه الظروف كما يظنون ، أما الغالب منهم فينقلون ما يتلقفون حبا ورغبة في تصدر المشهد وكسب النسب العالية من المتابعات والمشاهدات حتى ولو كانت تلك الأخبار مغلوطة أو لا تستند إلى دليل ومصدر رسمي .
وبما أن الحال في الحرب يختلف تماما عن غيره من الأحوال الأخرى فإنه يتحتم على كل ذي لب أن يستشعر الوطنية والمسؤولية التي تقع على عواتقنا جميعا في التريث والتثبت قبل نقل الخبر والتأكد من المعلومة – سواء كانت مسموعة أو مرئية أو مقروءة – عند الرغبة في نشرها والرجوع إلى الجهة ذات الإختصاص للتأكد من صحتها أو عدمها ، خاصة في ظل توفر المواقع الحكومية والحسابات الرسمية على شبكة الإنترنت وسهولة الوصول إليها والتفاعل السريع من قبل القائمين عليها في الرد .
إن وجود متحدث رسمي لكل جهة ليس أمرا وجاهيا أو مجرد ظهور إعلامي أو وظيفة عادية كغيرها من الوظائف ، بل هو صوت ينقل الحقيقة ويرد على التساؤلات ويدحض الشائعات ويقدم الحقائق ويتفاعل مع المجتمع ولديه إلمام شامل بكل مايختص بجهته ومايدور حولها بين الناس ويسعى لطمأنتهم ويبني جسور التواصل معهم ويعزز الثقة في نفوسهم ، وأيضا لاننسى الوسائل الرسمية الأخرى كالقنوات والإذاعات الرسمية التي تقدم الخبر الموثوق من مصدره وتنشر معلومات واضحة وصادقة ، وهذا ما يقطع الطريق على كل نفس دنيئة تحاول بث الشك وزعزعة الإستقرار وضرب اللحمة الوطنية عبر إرسال رسائل وتغريدات ومقاطع لاتمت للحقيقة بصلة ، ولم يعد هذا الأمر مقتصرا على أعداء الخارج وإنما أصبح بعض الإخوة في الداخل يسيرون على هذا النهج بحسن نية ودون قصد يدفعهم حب التنبيه وإرادة التحذير فيصبحون لا إراديا معول هدم من حيث لايشعرون ، ومن هنا وجب التذكير بإعادة التفكير قبل التسرع في نشر كل مايصلنا من معلومات ، خاصة في زمن بالغ الحساسية وأحداث متسارعة يحاول الطامعون والحاقدون استغلالها في النيل منا ومن أمننا ووطننا ووحدتنا .
الخاتمة :
فكر قبل إعادة الإرسال
بقلم / خالد النويس
الثلاثاء 28 يونيو 2025 م
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )
