محليات

رئيس حملة سكينة : 90 تغريدة مسيئة في كل دقيقة وإغلاق 500 حساب متطرّف الشهر الماضي

0

صراحة – متابعات : كشف رئيس حملة سكينة الشيخ عبدالمنعم المشوح عن وجود 90 تغريدة مسيئة مُمنهجة في الدقيقة؛ ممّا يعني أكثر من 129.600 تغريدة مسيئة ممنهجة في اليوم الواحد، مشيرًا إلى أن مستوى البث والنشر المسيء هذه الأيام -وتحديدًَا منذ شهر- كان في أقل مستوياته مقارنة بالأشهر السابقة.
وقال في حوار إن الجماعات المتطرّفة دخلت في مرحلة انحسار كبير، لكن الثورات وحالة الفوضى في بعض المناطق أعادتها من جديد، وبثت فيها النشاط.
وأشار إلى أنه حسب آخر إحصائية يدوية للشهر الحالي من 2014م تم إغلاق أكثر من 500 حساب منسوبة للجناح التسويقي الإعلامي لتجمع الجبهة الإسلامية والذي يشمل جبهة النصرة، وأحرار الشام، وغيرهما من الجماعات الإرهابية المنظمة للجبهة.
وطالب بتبني مرصد فكري وطني يستهدف شبكات التواصل الاجتماعي قراءةً ورصدًا وتحليلاً وتوجيهًَا لمواجهة هذه الأفكار المتطرّفة.
وفيما يلي نص الحوار:

* بداية هل يمكن تغيير أفكار الإرهابي؟ هناك من يقلل من أهمية الحوار الفكري وتأثيره الحقيقي على الإرهابيين؟
** الأفكار بشكل عام سواء كانت متطرفة أو غير ذلك يمكن التعامل معها إمّا بالتخفيف، أو التغيير إلى الأفضل، أو التشكيك، أو حتى دفعها سلبيًّا باتجاه تطرف أكبر وأكثر، وهذا يعتمد بشكل كبير على جزءين أساسيين في عملية الحوار:
الأول مدى قابلية واستعداد المتطرّف من خلال استعداده العلمي والنفسي والعقلي، فبعض المتطرفين ينجح معه الحوار العلمي بشكل كبير، ويؤثر فيه، ويصل إلى تغيير قناعاته المتطرفة، وبعضهم لا يستوعب الطرح العلمي أو يكون لديه مانع (نفسي) من استقبال الحوار العلمي، فلابد من تحريك المسار النفسي والعاطفي أو العقلي، هذه المسارات يحددها المُحاوِر أثناء الالتقاء الفكري مع المتطرّف، ومن خلال سيرة المتطرّف النفسية والعلمية والاجتماعية؛ لإدراك التراكمات والدوافع التي نقلته من شخص عادي إلى متطرف في فكرة، أو عدة أفكار، وربما انتقل إلى التطرّف العنيف وهو تنفيذ وتخطيط العمليات الإجرامية.
والجزء الثاني المهم في عملية الحوار مع المتطرّفين: البرنامج الحواري أو برنامج الإصلاح الفكري الموجّه للمتطرّف.. التنظير والسباحة في عالم التخطيط والتصوّرات تختلف بشكل كبير عن ممارسة الواقع مع التأكيد على أهمية المقاييس العلمية والتخطيط الواقعي، فالبرنامج الحواري الواقعي مؤثر لكنه يحتاج إلى وقت وتكرار وتنويع وتغيير الظروف المحيطة بالمتطرّف.

الحوار والمناصحة
* لكننا وجدنا من يخضع للحوار والمناصحة ثم يعود للتطرّف والإرهاب!
** هذا يدعونا إلى أهمية (قياس التراجع) فالعملية الفكرية ليست عملية حسيّة يمكن قياسها بسهولة، فهي عملية معقدة، لكن هناك مؤشرات يمكن أخذها في عين الاعتبار، ووجود من يخضع للنصيحة والحوار، ولا يغير أفكاره أو ينتكس أمر طبيعي ومتوقع، ووجود نسبة محدودة وقليلة هو مؤشر نجاح للعملية الكليّة، ثم إن الجهات المعنية بالمناصحة المطلوب منها القيام بدورها وتطبيق البرنامج المطلوب منها، ومهمتها حلقة ضمن سلسلة من البرامج والمشروعات التي يجب أن تُطرح وتطبق لرعاية ومتابعة المتطرف، فالإعلام عليه مسؤولية كبيرة والتعليم والمساجد والأسرة والإنترنت أصبح فاعلاً أوليًّا ومهمًّا في المجال الفكري، فلماذا نحن نحمّل الجهات المعنية بجزئية الحوار مع المتطرّفين كامل المسؤولية.
* كم عدد الحسابات التي تم رصدها في تويتر تدعو إلى التطرّف والجهاد، وتحرّض على الإساءة للمملكة تم ضبطها؟
** إذا أخذنا عينة عشوائية من الحسابات والهاشتاقات، وتم تحليلها وفق أسس فكرية محددة لقياس مدى تشعبها وتأثيرها، وبيان حقيقتها التكوينية نجد النتائج التالية -علمًا أن هذا المسح يدوي، ونسبة الخطأ فيه قد تصل إلى (30٪)، لكنه يعطينا مؤشرات تخدمنا في مجال المواجهة والمعالجة- أن متوسط (90) تغريدة مسيئة مُمنهجة في الدقيقة (أي ليست عشوائية)؛ ممّا يعني أكثر من (129.600) تغريدة مسيئة ممنهجة في اليوم، علمًا أن مستوى البث والنشر المسيء هذه الأيام -وتحديدًا منذ 1/ 9/ 2014 كان في أقل مستوياته مقارنة بالأشهر السابقة.
* تقييمك الفعلي للمراجعات في صفوف الجماعات المتطرفة؟
** المراجعات قديمة وكبيرة، وهناك من ألّف رسائل في التراجع عن أفكاره الغالية المتطرفة.. وهناك أجنحة لبعض الجماعات انشقت وتراجعت.. والمراجعات على مستوى القيادات موجود وعلى مستوى الأتباع والأعضاء، لكن هذه المراجعات تحتاج إلى وقت طويل حتى تتشكل في فكر يتلاءم مع قواعد الشريعة الصحيحة، فنلحظ تذبذبًا لدى بعض المتراجعين، ونلحظ أطروحات غريبة وشاذة وهذا طبيعي في أي مرحلة انتقالية، ونأمل أن تطرح الجهات العلمية وجهات الفتوى الإسلامية برامج توعية وتصحيح لمن أبدوا تراجعات وألاّ نتركهم للمؤثرات الفكرية الجديدة.

الفكر المتطرّف
* خرجت علينا تغريدات عبر تويتر مكثفة، وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي لبعض التائبين أو المفرج عنهم، وأصبح بعضها حديث المجتمع نظرًا لما تحمله من تطرّف، وكأن شيئًا لم يتغيّر؟
** يوجد من يحمل تطرُّفًا في بعض الأفكار لكن يجب ألاّ نبالغ في ذلك، وألاّ تكون لدينا حساسية مفرطة من أي طرح يخالفنا، وفي المقابل نأمل أن يكون هناك برنامج عملي وعلمي لمتابعة الحراك الفكري والمنهجي لمثل هذه الظواهر وقياسها بشكل حقيقي بعيدًا عن المبالغات أو حتى التهوين والتخفيف المضر.
المجتمع السليم يلفظ ويرفض التطرّف فالتحرك القوي في برامج مجتمعية نحو تعزيز الوسطية مطلبٌ ملحٌّ وهو أفضل من ملاحقة الظواهر والموضات الفكرية والتعامل الوقتي معها.
* كان «للسكينة» طرح في موضوع الاحتساب وضوابط النهي عن المنكر، هل هو استشعار بوجود انحراف في هذا المجال؟
** بل هو تأكيد على أهمية هذه الشعيرة العظيمة، وأن تطبيقها بشكل صحيح وسليم ومضبوط هو أدعى للحفاظ عليها وتحقيق الأهداف الشرعية منها، فالمقصد من الاحتساب النصيحة وليس الفضيحة، بالإضافة إلى ضوابط مهمة يمكن مراجعتها في موقع السكينة.
* (وثائقي السكينة)، أو مجموعة حوارات السكينة وإنتاجها الفكري ومقالاتها حول التطرّف وجماعات العنف رغم استفادة طلاب الماجستير والدكتوراة منه لكنها ما زالت بعيدة المنال عن الباحث العادي؟
** يوجد آلية محددة لدينا للتعاون مع الأبحاث والدراسات وذلك لضمان وصول الوثائق والمعلومات إلى جهة بحثية علمية تفيد منها، وقد استفاد منها أكثر من 15 باحثًا، ولم نرد أي طلب يوجّه إلينا ويستكمل الاشتراطات اللازمة.

بناء منظومة فكرية
* هل ما زالت السكينة تؤدّي مهمة الحوار؟
** نحن نركز بشكل كبير منذ أربع سنوات على التأصيل وبناء منظومة فكرية علمية تخدم كل من يتعامل مع التطرّف أو الانحرافات الفكرية، وتركيزنا في هذه الفترة على الموقع ليكون أرشيفًا متنوِّعًا يخدم كلَّ مَن يواجه التطرّف.
* هل الجماعات المتطرّفة ما زالت موجودة؟
** الجماعات المتطرّفة دخلت في مرحلة انحسار كبير، لكن الثورات وحالة الفوضى في بعض المناطق أعادتها من جديد، وبثّت فيها النشاط، فحسب آخر إحصائية يدوية لشهر أكتوبر خلال سنة 2014 م تم إغلاق أكثر من 500 حساب منسوبة للجناح التسويقي الإعلامي لتجمع الجبهة الإسلامية والذي يشمل جبهة النصرة، وأحرار الشام وغيرهما من الجماعات المنظمة للجبهة، وفي المقابل فتحت أكثر من 400 حساب في شبكات التواصل. هذا فقط الذي استطعنا رصده وفقًا للمعطيات لدينا، والتي تخدمنا في عملية التوعية والتوجيه، وهذا فقط ضمن تيار واحد من الجماعات المتطرّفة. بخلاف المواقع والحسابات الفردية والشخصية أو المتعاطفة التي لا تعبر عن رأي جماعة محددة. فهذه المنظمات والجماعات تعيد إنتاج أفكارها وتتبرعم بشكل سريع؛ لأن الحلول المطروحة ما زالت أضعف من عملية الضخ الإرهابي.
وما زالت آليات التعامل مع هذه الحسابات فكريًّا وتقنيًّا -بالنسبة لنا- أقل من المستوى المطلوب لكن درجة الوعي لدى المجتمع تتقدم وتتطوّر، كذلك توجد معالجات سلبية فهي تحاول مواجهة الإرهاب لكنها تصنع خروقات في السلم المجتمعي، فنحن لا نريد حل مشكلة بصناعة مشكلات في جوانب أخرى، وهذا يؤكد أهمية وجود إستراتيجية واضحة المعالم والآليات وتقويم مستمر للبرامج المطروحة.

تنظيم القاعدة
* وماذا عن تنظيم القاعدة؟
** تنظيم القاعدة ترهّل جغرافيًّا وفكريًّا.. لكنه ما زال الروح التي تتنفسها بعض الأذرع للتنظيم، ضعف وجودهم في الإنترنت واضح، وضعف الإنتاج الفكري كذلك ظاهر، وعلى أرض الواقع أصبح التنظيم مخترقا من قبل جماعات وجهات أخرى وكان في السابق هو المؤثر والأقوى، لكن هناك من يريد أن يظل تنظيم القاعدة الروح التي تنفخ التطرّف في العالم.
* هل أنت راضٍ عن أداء السكينة؟
** حققنا -بفضل الله- بعض ما سعينا إليه وساهمنا في عملية مواجهة التطرّف وتعزيز الوسطية، وفريق العمل قدّم الكثير خلال عشر سنوات من العطاء والبذل والمحاولات والنجاحات والفشل، وواجه كل الانتقادات ومحاولات التثبيط وأنا قريب منهم وأدرك مدى المثابرة والمخاطرة التي واجهتهم، أعتقد أننا قدمنا ما نستطيع وفق المعطيات التي لدينا والقدرات المتوفرة، يوجد نقص وتقصير في بعض الجوانب لكنها ليست بأيدينا، ونرحب بالتعاون والأفكار النوعية.
* قبل فترة خرج أحد التائبين عن طريق حملة السكينة في إحدى القنوات الفضائية، وقال عبارة مؤثرة موجهة إليكم (أين حملة السكينة من سنوات)؟ ماهو تعليقكم؟
** أضم صوتي لصوته، أين نحن منذ سنوات؟ ولا أقصد السكينة فقط، لكن أقصد كل المعنيين في معالجة الأفكار المتطرّفة. نحن بحاجة إلى برامج ميدانية وإعلامية نوعية تصل بشكل مناسب للجميع وبشكل إيجابي متوازن وليس بالشكل العبثي التهييجي.
* كيف يمكن ان تقيم لنا الوضع في المملكة من ناحية رجوع فكر الجهاد؟
** البذور موجودة.. ونأمل ألا تجد البيئة المناسبة للنمو. الوضع يحتاج إلى خطة وطنية شاملة للتعامل الفكري وإلى برامج فعلية وواقعية، ونجاح السعودية الكبير في تحجيم التطرف يدعونا أكثر للاستمرار وتطوير الآليات.
* ماذا تقترحون لمواجهة أفكار القاعدة خصوصَا عناصرها الجديدة التي تعتبر من صغار السن؟
** التعليم هو المحور الأساس والمعلم هو مفتاح المنهج التربوي والتعليمي والفكري، مع أهمية القطاعات الأخرى يظل التعليم الأهم.
* كيف تتعاملون مع كثافة المعلومات وأمواج الأفكار الآن عبر شبكات التواصل الاجتماعي؟
** نتحرك وفق قدراتنا وندرك خطورة الوضع، والسكينة ليست المعنية الوحيدة في التعامل مع الفتن والأحداث بل هي جزء من منظومة ضخمة، ونرك كذلك أن وضعنا الحالي لا يتناسب مع المرحلة؛ لذلك أدعو من هذا المنبر الإعلامي إلى تبني مرصد فكري وطني يستهدف شبكات التواصل الاجتماعي قراءة ورصدًا وتحليلاً وتوجيهًا، أتمنى أن يوجد من يتبنى هذه الفكرة.

 

( المدينة )

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى