محليات

إمام وخطيب المسجد الحرام: من علامات توفيق الله حبَّ أهل العلم، وذكرَهم بالجميل، ودفعَ قالة السوء عنهم

2016-04-15_171531

صراحة – محمد المحسن : أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد،أن العبادة تزكي السرائر وتحفظها من العلل البواطن والظواهر وأن العبادة ليست العبادة بكثرة الصيام والصلاة وإنما العبادة بالاستقامة على أمر الله والورع عن ماحرم الله، والصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذاب، الله ومن اتعظ بخطوب الأيام أغنته عن خطب الأنام .
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام اليوم :” كمائن القلوب تُظْهِرها المحن ، والمؤمن أسير الحق ، الإخلاص مطيته ، والصدق محجته ، وعلى هذا الطريق الأقوم يقف أعلام ورؤوس ، يثبتون في الشدائد والملمات ، ويعتصمون بالحق عند الأزمات ، ويَصْبرون ويبَصِّرون عند الفتن والابتلاءات ، إنهم علماء الشرع المطهر ، رفع الله قدرهم ، وأعلى مقامهم ، قائمون بالحق ، متمسكون بالهدى ، ثابتون على الجادة “.
وأضاف فضيلته أن طاقة علماء الشرع مقرونة مع ولاة الأمر بطاعة الله ورسوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) عظم الله شأنهم ، وأستشهدهم على أعظم مستشهد : (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) هم المرجع عند السؤال ، واليهم الرد عند الاستشكال وإليهم المفزع في النوازل والفتن ، والمدلهمات والمظلمات ، وهم الملاذ في الأزمات مجالسهم مجالس فضل وخير ، تفيد العلوم والحكم ، وتحفظ من الغفلة ، استنبطوا أصول الأحكام ، وضبطوا قواعد الحلال والحرام حاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب ، يقول الإمام أحمد رحمه الله : ” الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب ، لأن الطعام والشراب يُحتاج إليه مرتين أو ثلاثا ، أما العلم فيحتاج إليه في كل وقت ” .
ومضى الشيخ ابن حميد يقول: بحسن تعليمهم يتخرج المتخرجون ، وبجميل مواعظهم يرجع المقصرون في حكمة مسالكهم تتجلى صلابة الإيمان ، وثباتُ المواقف في الخطوب والنوازل ، هم سرج العباد ، ومنابر البلاد . هم أولياء الرحمن ، وغيظ الشيطان يقول الإمام الشافعي رحمه الله : ” إذا لم يكن العلماء أولياَء الله فلا أعرف لله ولياً ” .

وأضاف فضيلته يقول: العلم تركة الأنبياء ، ورثه الصحابة رضوان الله عليهم ، ثم ورثه من بعدهم التابعون ، وهكذا جيلا بعد جيل إلى أن يشاء الله قبضه ، ولهذا يقول عبدالرحمن بن مهدي رحمه الله : ” كان الرجل من أهل العلم إذا لقي من هو فوقه في العلم فهو يوم غنيمة ، سأله وتعلم منه ، وإذا لقي من هو دونه علَّمه وتواضع له ، وإذا لقي من هو مثله في العلم ذاكره ودارسه . وإن من الجفاء أن يموت العالم ولم يؤخذ عنه العلم ولم يورث”.
وبين الشيخ ابن حميد أن من علامات توفيق الله حبَّ أهل العلم ، وذكرَهم بالجميل ، ودفعَ قالة السوء عنهم ، وتوقيَرهم ، من غير ادعاء عصمتهم ، أو عدم الرد عليهم عند أخطائهم ، حب من غير تعصب ولا تعسف ، ولا يصدنك حبهم أن ترى الحق عند من خالفهم وأن حبهم من أجل ما خصهم به مولاهم من علم وصلاح وتقوى ، وبما منحهم ربهم من فضل واستقامة ، أما الحق فخذه أنى وجدته . مؤكداً أن من أعظم حقوق أهل العلم حفظُ الألسنة عن الوقيعة بهم ، أو النيلِ منهم بالسيئ من القول والعمل ذلك أن النيل منهم مما هم منه براء أمر عظيم ، ونهش أعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم.
ولفت إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن أغلب ما يقود إلى الوقيعة في أهل العلم الغيرةُ ، والحسد ، والهوى ، والتعصب ، والحزبية ، والتعالم ، ناهيكم بخطط الأعداء ، بل انه لا يقع في أعراض العلماء إلا ضال ، أو جاهل ، أو مغرض ، أو متعصب . مشدداً على أن إضعاف دور أهل العلم يؤدي إلى عواقب خطيرة في حاضر الأمة ومستقبلها، وبخاصة مع هذه التطورات المعاصرة في وسائل اتصالاتها وتواصلها ، وما تموج به من تيارات مضلة ، وعقائد منحرفة ، وأن بناء المجتمع يعتمد – بعد الله – على علماء الشرع ، ومشاركتهم ، والرجوع إليهم ، واحترامهم ، وتقديرهم ، وحفظ مكانتهم ، وإضعافُ دورهم إضعافٌ للمجتمع وإضعافَ مقاومته أمام معاول الفساد والإفساد والانحراف وأوحال الثقافات ، مما يؤدي إلى الضياع ، وفقدان الهوية ، وتصدر الجهال
وقال الشيخ صالح بن حميد: إن هدم هيبة العالم ، وإضعاف مكانته كسرٌ لباب عظيم يحول بين الناس وبين الفتن والفساد ،وإن محاولة الوقيعة بين العلماء والأمة ، والفصل بين الأمة وعلمائها هو من أعظم خطط الأعداء في الداخل والخارج ففي كثير من بلاد الإسلام ما غاب أهل العلم ولكن غُيِّبوا ، وماَ قصَّروا ولكن حُجبوا ، وتصدَر الجهال بل قد صُدِّروا ، وأشد من ذلك أن يتصدر المجتمعاتِ أصحابُ اللهو والمجون .
وأشار فضيلته إلى أن العلماء ليس فيهم معصوم ، ولا من الخطأ سالم ، ويرد عليهم أخطاءهم أمثالهم ونظراؤهم من أهل العلم ، وليس كل من عرف القراءة والكتابة تجرأ وخطَّأَ وصوَّب ، والخلاف بين أهل العلم سنة من سنن الله ، فلا يجوز أن يتخذ سبيلا للحط من مكانتهم أو الانتقاص من قدرهم ، مع ما يجب من التثبت في صحة ما ينسب إلى العالم ومرادِه ومقصدِه ، وليعلم أن هناك فرقا كبيرا بين تخطئة العالم والرد عليه ، وبين تجريحه والحط من منزلته ، والإنصاف عزيز لافتاً النظر إلى أن من يُدِخلون أهل العلم في مسالك التصنيف ، سيماهم التغريد من أجل التغرير ، وأن من ابتلى بتتبع الزلات ، ودخل في التصنيفات قسى قلبه ، وجانب العدل والإنصاف مسلكه ، وقلما يُكتب له التوفيق ، محذرا من الفرح حين السماع بخطأ عالم في فتيا ، أو زلة في فهم ، أو غلطاً في حكم ، فضلا عن أن الابتلاء بنشر ذلك ، أوالتفكه به في المجالس ، أو التزين به في المجتمعات والمجموعات ، أو بثه في التغريدات .
وأوصى الشيخ صالح بن حميد أهل العلم بالحرص على سلامة العرض ، والبعد عن مواطن الريب والشبه ، وسدِّ الذرائع المفضية إلى التطاول عليهم ، وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ( على رسلكما إنها صفية ) خير أسوة ، وأوضحُ منهج ، وهو في وسط الصحابة الأطهار الأخيار ،وأنه أعظم بالعالم وأكرم حين يكون قدوة في علمه ، وعمله ، وسمته ، وزهده ، وعفته ، وورعه ، وتحري التثبت فيما يصدر عنه ، من قول ، أو رأى ، أو فتوى ، أو حكم ، مع الترفع عن بعض المجالس ، وما قد يكون فيها من استدراج أو تلبيس أو ملتبس ، وما خاصَم ورعٌ قط وإن عز العالم يكون بالعلم ، والتقوى ، ومعرفة السنن ، والعمل بها ، وتعظيمها ، وتعليمها ، وفقه المسائل ، وشرحها ذلك إن العالم يؤثر في الناس بقدر صلاحه ، وتقواه ، وعبادته ، وطاعته ، وإخلاصه .

وفي المدينة المنورة تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير عن أكل الميراث على الوارث , موصياً فضيلته المسلمين بتقوى الله عز وجل.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم: الدنيا متاع من اشتد عليها حرصه أوشك فيها وقصه ومن مد عينيه إلى ما ليس في يديه أسرعت الخيبة إليه وعكفت الحزونة عليه ,والآخرة عند أهل الإيمان خير من كل علق نفيس وأجل من كل مستعاض وأعظم من كل مستظرف ,وقسمة التركات شريعة نازلة وفريضة عادلة .
وبين فضيلته، أن شر الناس من إذا طمع سرق وإذا شيع فسق واذا احتاج نهش ,ومن الغور في الجور أكل الميراث على الوراث ( وَتَأْكُلُون َالتُّرَاثَ أَكْلا لَمًّا) ،مشيرا فضيلته إلى أن من احتال على اسقاط الفرائض والمقادير وتغيير الانصباء والسهام واجحف في تقسيمه وحاف في توزيعه وقطع وارثا من ميراثه وحبس مالا لتركة واخفى أصولها واعيانها واستأثر بالتصرف فيها وماطل في قسمتها فقد تعدى حكم الله وفريضته وقسمته وحدوده.
وأوضح فضيلته أن هذه الفرائض والمقادير هي حدود الله ومن يطع الله ورسوله أي لم يزد بعض الورثة ولم ينقص بعضا بحيلة ووسيلة وتركهم إلى حكم الله، وفريضته وقسمته يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ,ومن يعص الله ورسوله ويتعدى حدوده أي بمضادته في قسمته وفريضته في المواريث يدخله ناراً خالدا فيها وله عذاب مهين .
وأشار فضيلته إلى أن في العدل وصل ومودة واجتماع وفي الظلم اختلاف واوزاع وتباغض وتشاجر ونزاع على متاع قليل وأطماع ,والخؤون الظليم يتحفز ويتوفز إلى حق المرأة واليتيم في الميراث.
ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي إلى من وجد مال التركة سهلًا مهلاً ويا من استولى على ميراث الاناث واغراه ضعفهن وسكوتهن وحيائهن ويامن استولى على ميراث الأيامى واليتامى وغره صغرهم وعجزهم وانقطاعهم بتقوى الله والتوبة قبل أن يحل به الخزي والهلاك وإعطاء كل ذي حق حقه ومستحقة .

 

 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى