محليات

وزير التربية : 83 % من ميزانية وزارة التربية تذهب للمرتبات

وزير التربية 3

صراحة – متابعات : قال وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد: إن رتب المعلمين وتراخيصهم ستصدر قريبًا، مشيرًا إلى أن الصالات الرياضية في مدارس البنات وضعت للحد من «السمنة» وتهيئة جيل مهتم بصحته.

واكد سموه أن 83 % من ميزانية وزارة التربية تذهب للمرتبات، وهو ما يعني أن ميزانية الوزارة 118 مليار ريال يذهب منها 103 مليارات رواتب كلها معاشات. وأضاف: أعتز وأفتخر أن يكون لدي فوق 58% من موظفي الدولة.. قائلا: «أنا فاتح بيوت».

ودعا سموه وزارة التعليم العالي إلى أن «تضبط نفسها» من ناحية معرفة احتياج السوق. وقال: «يؤلمني أن أقول إن الجامعات استوعبت 98%.. هذا ليس صحيحًا، والمفروض ألا يذهب للجامعة إلا نسبة معقولة، مشيرًا الى أنه في العالم كله لا يلتحق بالجامعات إلا 40% من خريجي الثانوية والباقون يستوعبهم سوق العمل.

وأضاف الوزير أنه تم استحداث نظام «التوظيف الجزئي» لمعرفة المتميزين، وبرامج +5 الخاص بالتقاعد حيث يطلب من المعلم أو المعلمة الذي بقي عليه 5 سنوات ان يتقاعد على ان يحسب له 5 سنوات ويحصل على نصف المعاش واستكمال خدمته إلى 30 سنة، على ان يتم توظيف معلمين بنصف المعاش الثاني.

جاء ذلك في لقاء أجرته المصادر مع سموه أثناء زيارته للباحة وإليكم ما دار في الحوار:

* كيف يرى سموكم زياراتكم لمناطق المملكة ومنها زيارة الباحة، وألا يرى سموكم أن هناك قصورًا في الزيارات الميدانية؟

** لا شك أن زيارة أي منطقة من مناطق المملكة واجبة خصوصا عندما تتحدث عن مسؤولية تجاه مواطنين، فكلنا في حقل التعليم نعتبر مواطنين. وبكل بساطة؛ التعليم هو الشيء الوحيد الذي مسؤوليته في كل جزء من الدولة، موجود في كل إمارة ومحافظة ومدينة وقرية وهجرة وفي كل شارع. يعني ذلك أنه لا بد من الزيارات التي أعتبرها واجبًا علينا. رغم أنني أحس بتقصيرنا في هذا الجانب. وزيارة المناطق كانت واجبة علينا لكن كان لزاما علينا أن نوجد بناءً مؤسساتيًا، لأنه دون البناء المؤسساتي لا يمكن يدوم أي عمل.

كنا نعمل بكثافة كيف نضع استراتيجيات وفوق هذا كله (اتهمونا أناس) بالتنظير. فمثلا؛ برنامج الملك عبدالله كان موجودًا، لكننا اعدنا صياغته وتركيبته. بنينا شركات لأننا نريد مُنتجًا. نرغب في خلق روح الحوكمة والتنافسية. فالشركات هذه أنا أقدر أحاسبها. أما الوزارة فصعب محاسبتها لأن برنامج الخدمة المدنية ضمان للموظف. فهو يجلس على الكرسي لمدة 4 سنوات ثم يترفع. لذا فإن برنامج «تطوير» كان مهمًا جدًا، وأعدنا صياغته وركزنا على تنفيذ البرنامج من خلال الشركات، والذي هو أساس البناء المؤسساتي، لأن فيها محاسبة. تستطيع تحاسبها وفيها منافسة وفيها كل ما ترغب بناؤه بناءً مؤسساتيًا. فالتطوير هدفنا. لذلك لا نريد حلا الآن، نحن نتحدث عن بناء انسان ومستقبل أمة. أبناؤنا هم الذين سيأتون إلى هذه المواقع. الأجيال هي التي ستأتي وتبقى.

بناء الاستراتيجيات

إذاً الاستثمار هو كيف نبني لهم شيئا واضحا. الناس يعتقدون أنه لا يوجد شيء. ولكن انا اقول لا يمكن أن ترى شيئا في يوم وليلة. الذي أوجدناه هو أننا بنينا استراتيجيات. إذاً لماذا زيارات المناطق مهمة، ولكن قبل ان تزورها يجب أن يكون في يدك شيء. الذي اشتغلنا عليه طوال السنين الفائتة هو بناء الاستراتيجيات التي تدعمها الدولة وتأتي بقرارات من المقام السامي ومن مجلس الوزراء. لو تلاحظ؛ بدأنا بأربعة توجهات مستقبلية هي: التطوير واللامركزية والهيئة للتقييم والتي أعلن عنها مؤخرا والقطاع الخاص إضافة إلى رياض الأطفال كأساس للتعليم. هذه هي الأشياء التي كنا نبحث «كيف نحققها». لذا يجب أن يكون لديك ضوابط لتحقيقها. فالتطوير، اظهر لنا ثلاثة أشياء أساسية وهي: نظام التعليم بدل سياسات التعليم، استراتيجية التعليم للسنوات المقبلة، للأجيال المقبلة، والهيكلة التي نعمل عليها الآن. مضبوطة بشيئين هما، أولا: لم يكن عندنا تنظيم، ثانيا: لم يكن عندنا معايير. أما التنظيم فقد ظهر في التشكيلات المدرسية التي حدثت قبل 8 اشهر. وتظهر المعايير اليوم. إذا الآن الصورة كاملة.

واقع الناس

* وكيف نحول كل هذا الكلام إلى فعل، سمو الوزير؟

** أولا، أنا متفائل لأن الزيارات حان وقتها، لأننا نستطيع أن نتحدث ونتكلم. ولكن إذا لم يكن فيه شيء وواقع فالناس يحسون به ويرونه. لدنيا برامج الآن -ولا أخفيك- يوجد توجهات مع القطاع الخاص مبنية على «القيمة المضافة» و»التنمية المستدامة» فمن خلال تبني مفهوم جديد كبرنامج الملك عبدالله الذي يربطه بتوجه الملك عبدالله تضع كل هذه الأشياء لكي تخلق روح التنافس في المناطق كلها، من خلال نوعية من التعليم ستكون مميزة وتطور التعليم وتغيره بسرعة. فأنا أحاول أن أبرر، لماذا ما زرنا المناطق. أنا سعيد بزيارتي للمناطق، فقد كان تركيزي في المدن الكبيرة التي هي الأساس وتحتاج إلى زيارات. وهأنذا أزور الباحة وأجد سعادة غامرة بما وصلت إليه، فهي تعتبر نموذجًا يحتذى به. فقد عملنا على الأنظمة.. برنامج فارس ونور والباحة كانت من أول المناطق التي طبقتها وأبدعت فيها، وعانت فيها. والآن رأينا النتائج، واقتنع الناس.

الشيء الثاني المجمعات المدرسية التي رأيناها في الباحة والتي تحل مشكلات كثيرة. ويوجد لها حلول كثيرة. فأنا سعيد جدا أن هذه الرسائل تبدأ من هذه المناطق، فأنا سعيد بما رأيته من تميز في هذه المنطقة. أنا مؤمل في برامج كثيرة. فأهم شيء أن يكون الأساس قويا. فالمملكة ولله الحمد لا ينقصها شيء، يوجد لدينا الثروة والموقع وأهم من هذا كله عندنا الانسان. وسؤال التحدي هنا؛ كيف تدير هذه الثروة وهذه الموارد؟ أيّا كانت الموارد اقتصادية، سياسية، اجتماعية، علمية، بحثية، هي مشكلة عالمية. وهي تعتمد على الله ثم على التخصص وعلى الرجال القادرين والنساء القادرات الذين ممكن أن يحركوا البلد ويطوروه. وعطفا على ذلك أقول: الحمد لله البلد فيها خير والتعليم ينبع من الشريعة الاسلامية السمحة. وما كذب من قال: كاد المعلم أن يكون رسولا. فرسالة التعليم هي رسالة عظيمة بالنسبة لنا كمسلمين، أول ما أنزل على الرسول «اقرأ». فالله -سبحانه وتعالى- لم يقل «معرفة».

المسؤولية والرسالة

أي واحد منا يحمل المسؤولية. لقد كان هدفنا كيف نبني هذه الرسالة. نحن ما لنا إلا 40 سنة في عملية التغيير التي نشاهدها بينما العالم سبقنا بأكثر من 300 سنة. لذا كنت أعتقد أنني لو زرت مدارس ممكن أرى شيئا مؤلما. أو أسمع كلاما مزعجا، لذا فضلت أن أبني البرامج الريادية. نحن نريد أن نبني شيئًا للأجيال المقبلة للخمسين سنة المقبلة وأكثر. نريد أن نخلق أو نوجد المجتمع المعرفي المبني على شيئين أساسيين دائما أقوله وهما: «القيمة المضافة» و»التنمية المستدامة». بلدنا ناجح ولله الحمد. فثروة البترول التي عندنا نجحنا -ولله الحمد- في استغلالها. في السبعينات كنا نبيع الطن من البترول ونشتريه مصنعًا من الغرب بألف. لم يكن عندنا صناعة. ثم بنينا الجبيل وينبع. كان الغرب يقول: أين هؤلاء البدو الذين سيأتون من الصحراء ويصنعون فيلا أبيض؟ يعني ذلك أننا لن نحقق شيئا. ولكننا أصررنا واستقدمنا أحسن الشركات وأنشأنا المصانع الكبرى واستثمرتنا في ثروتنا التي هي البترول، وطلعنا بقيمة «مضافة» وهي «الجبيل وينبع». أصبحنا نصنّع وننتج، التقنيات حديثة والمصانع حديثة.

وأهم من ذلك كله هي أنها قريبة من المادة الخام. وأصبحوا لا يستطيعون منافستك. لأنهم يعرفون أنه لو بدأت في الصناعات فلن يستطيعوا منافستك. بل إنهم الآن بأموالهم يستثمرون هنا. فبدلا ما كنا نبيع لهم ونشتري منهم، بدأوا هم يستثمرون عندنا ويضخون أموالهم هنا.

الإنسان هو الثروة

في السبعينات كان «البترول» هو الثروة. لكن الثروة الدائمة هي «الانسان». والأموال التي حصلنا عليها من هذه الثروة، قامت الدولة -ولله الحمد- بالتخطيط، واستثمرتها، فأهم استثمار الذي يبقى ويعتمد على «تنمية مستدامة» و» قيمة مضافة» هو الإنسان. وهذه الثروة الدائمة، أما البترول فهو ثروة نابضة. تركيزنا في الوزارة هو كيف نعيش الوقت الذي نحن فيه. كيف نأخذ مثال نجاحات هذه الدولة والتي وفقها الله بتمسكها بالدين وهو الأساس. وهذا الانسان السعودي الذي يستحق أن تخطط له وتقدم له شيئًا. فكان تخطيطنا هو كيف نبني هذه الوزارة التي عاشت مع ثلاث مشكلات رئيسة وهي: «المعلم» و»البنى التحتية» و»الأسرة». المعلم والبنى التحتية هما التحدي الذي أمامنا. أما الأسرة تعتبر تحديًا صعبًا لكننا أوجدنا لها حلولا. ولولا أن الله -سبحانه وتعالى- يسر في البدايات عندما قال الملك فهد -يرحمه الله- «إن كل مواطن له حق في التعليم». فنشر التعليم فظهرت نوعية من المعلمين، واضطررنا أن نستأجر مباني تعيسة ليست مؤهلة. أما اليوم فكما شاهدنا في الباحة فقد زرت مجمع الجوفاء التعليمي بالباحة الذي جمع عدة مدارس في مدرسة واحدة، وافتخرت به، لأنه حل مشكلة وهي وجود من 10 إلى 50 طالب في مدرسة واحدة. هذه ليست مدرسة بهذا العدد الضئيل من الطلاب. هذا تعليم.. لذا اشتغلنا طوال الفترة الفائتة لإيجاد حلول لهذه المشكلة.

الانسان والتنمية

* سمو الوزير: كيف ترى الفرق بين الوقت الذي أتيت فيه إلى الوزارة والوضع الحالي؟ هل هناك بالفعل نقلة؟ هل هناك بالفعل قدرة على الاستفادة من هذا الانسان وتنميته وتغيير توجهاته إلى الأفضل؟

** أنا أؤمن أنه لا يوجد شيء مستحيل. ولكن لو سألتني فأنا لا استطيع أن أرى شيئا لأننا جزء من الأثاث. والذي أشوفه أبعد بكثير مما هو حاصل. ما زلنا في أول الطريق، ولكن اهم شيء هو بناء شيء مؤسساتي. فيصل بن عبدالله موجود اليوم ولكن سيأتي بعده وزير. هذه قرارات تأتي من المقام السامي. أهم شيء أن يكون لديك نظام موثق ولا يتغير. يوجد توجه مستقبلي. أنت لا تنظر إلى اليوم، أنت تنظر إلى 25 و50 سنة قادمة، لأجيال قادمة. إذا كان لديك الأساس والضوابط والتي تحكمها واللوائح هي التي ستمشي ذلك. الوزارة -أخي الكريم- تحتاج جهدًا كثيرًا.

* هل أنت راض عما تقدمه وقدمته؟

** إلى الآن لم أضع القلم الأخضر -قالها مازحًا- لكن انتقلت من الأحمر إلى الأصفر. أنا أعتقد أني راض عن شيء واحد وهو أننا خرجنا بهذه التركيبة وهو بناء مؤسساتي نراه الآن. المشكلة في الانسان الذي ينفذ ويدير هذا التغيير. هو موجود عندنا. ولكن أين قدرة الانسان السعودي. نعتمد على الله ثم على الأعداد الهائلة التي ذهبت للابتعاث. لدينا 150 ألفًا كلهم متخصصون. أمل البلد في الله ثم في أبناء وبنات هذا البلد الذين سيأتون من الخارج ويكون لهم دور في التغيير وهذا جزء من برنامج الملك عبدالله الذين نعيش فيه.

المعلم هو الاساس

* سمو الوزير: المناهج تم تطويرها. الوظائف التي لم يكن يحلم فيها البعض استحدثتموها، والتقنية فعلتموها، المباني الحديثة والصالات الرياضية أوجدتموها. ولكن الشيء المهم سمو الوزير «المعلم» هناك من يقول: إن الوزارة لم تقدم شيئا للمعلم فهو كما هو من عقود من الزمن؟ فكيف يرى سموكم ذلك؟

** أنا أقول يا عزيزي السؤال.. ماذا قدم المعلم للوزارة؟!.. المعلم هو حجر الزاوية.. هو الأساس.. التعليم ليست وظيفة، هذه رسالة. أنا أعتز بكثير من المعلمين وافتخر بهم. أحس أنهم شيء صحيح. وأحس بألم أننا لم نقدم شيئا للمعلم. فأنت تتحدث عن عدد هائل. المشكلة في التعليم كما اسلفت في ثلاث منها المعلم والبنى التحتية. ولكن البعض أخذ «المعلم» مع احترامي «كوظيفة»، واليوم كل الذين يتقدمون يطلبون وظائف. يقولون نحن لنا حق، نحن تعلمنا إذا وظفونا. التعليم ليس وظيفة. التعليم رسالة. أنا أريد نوعية. كانوا يرفضون أن يأخذوا قياس.

الوزارة الآن بعد هذه التركيبة التي عملنا، تهدف إلى ثلاثة أشياء «جودة في التعليم، وجودة في التعليم، وجودة في التعليم». لا يمكن أن ننافس العالم إذا لم نطور أبناءنا ونطور تعليمنا. أنا مؤمن أنه لو تأتي بأحسن منهج وأحسن مبنى، نفس الشيء لو حطيت خيمة وكتاب، ولكن الذي سيوصل ذلك هو المعلم. لذلك أنا ليس لدي شك أن المعلم هو أهم شيء ولكن نحتاج أن تتغير نظرة المعلمين. الآن من أهم برامج تطوير المعلم هو التدريب. ولكن لا يمكن أن تدرب 650 الف معلم ومعلمة في يوم وليلة. لم يكن هناك تخطيط للتعليم. فكان الهدف نشر التعليم، لم يكن هناك تركيز على من نرغب. في تخصصات العلوم والرياضيات وغيرها. أين النشاطات الصفية؟ وأين المدارس ودورها في التربية؟ الآن تقييم جديد، اساسه هو الجودة.

يجب أن يكون المعلم هو الأساس. نحن لا يمكن نحرم أي معلم من وظيفته. بالعكس نحن في السنتين الفائتتين وظفنا 280 ألفا. أنا أقول أنه ربما الوزارة لا تحتاجهم. ولكن بضغوط وندفع ضريبة الماضي. خصوصا بالنسبة للمرأة.. المرأة لم تعط فرصة ان تعمل في أشياء ثانية، كلهم ذهبوا للتعليم أو الصحة. الصحة صعبة ويحتاج لها عمل، أما التعليم فسهل «جدار قصيّر» فإذا تخرجت الواحدة قالت أنا لي حق في التوظيف. إنها بالفعل مشكلة. ولهذا المعلم مكانته ونوعيته وتكلفته وتطويره شيء مهم. نحن نسير بسرعة 180 كلم في الساعة وأمامنا حاجز، فإما أن نرتطم به أو نخرج عنه فننقلب. يجب أن نهدئ ونرى ونطور. المسألة مسألة وقت. أنا اعتقد المجتمع بدأ ينفتح وبدأ يعطي فرصة لأعمال أخرى. وأقول إن مسألة السعودة والتوظيف ليست هي الحل. إنما الحل أن تخلق فرص عمل. وكيف تخلقها؟ بتنمية الاقتصاد وإيجاد مجالات أكثر وأوسع ليعمل فيها المواطن ويسد حاجته ويكون منتجًا.

التميز والحوافز

* ولكن سمو الوزير بعض الوزارات أحدثت نظام التميز والحوافز لموظفيها يصل احيانا إلى 30%. أليس المعلم أحق في ذلك؟

** لنا ثلاث سنوات نعمل على هيئة التقويم. أصابع يدك ليست سواء. الهيئة هي التي ستضع المعايير وأهم ما فيها المعلم. سيكون من مهام الهيئة «ترخيص المعلم» المعلم القادر له ترخيص. في الوزارة نفسها ولأننا نرغب في عمل شيء بدأنا نعمل في رتب المعلمين، الانسان القادر ممكن يطور نفسه في سنتين ومعاشه يتضاعف. إذا كان صحيحا مؤهلا ان يكون رسولا للتعليم. لذا توجد برامج كثيرة. الان أرسلنا مجموعة ليروا ماذا يحصل في سنغافورة في الإدارات وغيرها. الان التشكيلات المدرسية ستغير أشياء كثيرة. توجد أشياء كثيرة إيجابية. ولكنها لن تأتي في يوم وليلة. ولا بد أن يكون عملا منظما ومبنيا على استراتيجيات واضحة. مهم جدا التشكيلات المدرسية. لدي مدرسة كم طالبا فيها هو الهدف هو لب القضية. كيف أعطيه ما يستفيد منه. مدير مدرسة كم عنده طلاب؟ كم نائب مدير؟ وكم معلم؟ وكم مشرف؟ وكم هو نصاب المعلم وصلاحيته. هذا الذي سيغير وسيطور نفسه. توجد تنظيمات. وبدلا من ان نتألم سنبحث سنوجد الحلول.

أوضاع أسرة المعلم

* بلفتة أبوية حانية وجهتم بدراسة أوضاع أسرة المعلم الذي قتل في منطقة جازان محمد برناوي -يرحمه الله-. كيف يرى سموكم هذا الحادث وماذا ستقدم الوزارة لأسرته؟

** أنا كنت أتحدث مع أخيه قبل لقائنا هذا. الدنيا قضاء وقدر. أنا تألمت من الحادثة كثيرا. كيف طالب يدخل ويقتل معلمًا؟! ولكن هذه تحصل في دول من العالم. في أكثر الدول المتطورة يدخل طالب برشاش فيقتل عددًا كبيرًا. ولكن كلنا نتعلم من هذه الحوادث. ويجب أن نتعلم كيف نستطيع أن نحتوي أبناءنا ونشغلهم. وكيف للمعلم دور في ذلك. توجد حالات شاذة. ولكن يظل المعلم أبًا ورسولًا، وبدوره وتعامله يجب أن يعرف كيف يحتوي هذا الطالب. لماذا أنا اسبب مشكلة مع الطالب؟ لا بد أن تكون أيها المعلم أعقل وأنت الذي يجب أن تنتشل الطالب بيدك. ولكن في النهاية هذه مسألة قضاء وقدر ولكن هذا درس يجب أن نستفيد منه ونراجع أنفسنا لنجد الحلول. والوزارة ستبحث عما ستقدمه الوزارة لأسرته لأن هذه الأشياء هي التي تساعد وتدمل هذه الجروح ونحن لا نتأخر عن ذلك. المسألة ليست الوزارة فقط وإنما مسألة الدولة لمواطنيها.

حوادث المعلمات

* سمو الوزير كثرت حوادث المعلمات. وأوجدتم حلا وهو السكن فما هو توجه سموكم؟

** بالفعل تحصل حوادث كثيرة، خصوصا للأخوات اللواتي يمتن في حوادث مؤلمة. لذا من اهم الأشياء التي ارغبها هو بناء سكن في المدارس خصوصا لهن. مجتمعنا قاسٍ فهم وضعوا المرأة شماعة يعلقون عليها أي شيء. المرأة -يا عزيزي- هي شقيقة الرجل ودورها أكبر من دور الرجل في بناء المجتمع.

* وهل يعني هذا أن الحوادث الأليمة للمعلمات هي التي كانت سببا رئيسا في طلب سموكم انشاء مساكن لهن في المدارس؟

** أنا اتحدث عن مجتمع، الحوادث قضاء وقدر. هناك من يلوم الطرق وهناك من يلوم السائق. أنا أنظر إلى حلول أكبر.

أزمة مخرجات التعليم

* مخرجات التعليم لم يطرأ عليها تحسن وربما أنها أسوأ كما يقول البعض وكما تفرزه نتائج قياس. فما هو السبب من وجهة نظر سموكم؟

** المشكلة هي التعليم الأساسي. إذا ما طوّر التعليم العام وحسّن وكذلك المعلم فهنا المشكلة. الطالب عبارة عن مادة تستطيع أن تكونها كيف تشاء. ممكن أن تعمل منه شيء عظيم وممكن غير ذلك. والطالب يحتاج إلى صائغ جيد لكي يجعله مثل الجوهرة في يده يعطيها بريقا ولمعانا. المسألة لا بد من تحسين التعليم العام. نحن الان نعمل على القدرات التحصيلية والتي ستبين أين المشكلات. بدأنا هذا العام لنعرف أين نتجه.

وفي النهاية المخرج هذا سيذهب ويعود إلينا. في السابق لم يكن فيه برنامج قياس ولا غيره. ومن يتخرج في الجامعة هو الذي سيأتي، نحن مترابطين. إذا قدرنا نرتب أنفسنا ونخرّج نوعية، والجامعة أخذت هذه النوعية وتطورها، فأنا أعتقد أن ذلك هو الذي سيطور التعليم. توجد مسألة اخرى وهي العلاقة بين التعليم العام والعالي. هي حلقة مستمرة. هذا المعلم كان يوما ما طالبا. ورغم الاعداد المقبلة والجامعات التي فتحت. فإن هناك نقصًا. نحن الان ضبطنا أنفسنا.

وأتمنى وزارة التعليم العالي هي أيضا تضبط نفسها من ناحية معرفة احتياج السوق. أنا يؤلمني أن أقول والله جامعاتي استوعبت 98%. هذا ليس صحيح. المفروض لا يذهب للجامعة إلا نسبة معقولة. في العالم كله لا يلتحق بالجامعات إلا 40% من خريجي الثانوية. والباقون استوعبهم في سوق العمل. في التعليم المهني وأدخلهم السوق وتستوعبهم وزارة العمل وتشغلهم. أنا دوري في وزارة التربية تحضيرهم وتأهيلهم. وهذا الذي نفكر فيه: أن نربط رسالة الملك عبدالله في جامعة الملك عبدالله في التعليم. أن نبدأ في شيء -إن شاء الله- هو الذي سيؤهل الطالب في الثانوي إلى سوق العمل.

الصالات الرياضية

* سمو الوزير: استحدثتم الصالات الرياضية في مدارس البنات. هل هناك توجه إلى إيجاد حصة تربية رياضية للبنات؟

** أنا لا أنظر لها كصالة رياضية أنا أنظر لها كأساس لصحة البلد. صحة أجيال. أنا لا أريد أن يطلع بناتنا شيء آخر.. البنت والمرأة هما شرفي الذي يجب أن أحافظ عليه. أنا لا يمكن أن أخرج من تعاليم هذا الدين العظيم وهو الذي حمى المرأة واعطاها حقوقها. من حق المرأة أن تعيش حياة صحية. أنا أرى الأبناء على الأقل يأخذون راحتهم في الرياضة وفي المشي واللعب. لكن البنات لا يمشين. جالسات في بيوتهن. فأنا إذا بنيت لها صالة ووضعت لها أجهزة في مكان محترم. فنحن نراهم في الشوارع يمشين. فلماذا لا أريحهم وأضعهم في مدرستهم يمارسون الرياضة من خلال الصحة المدرسية الرياضية ليحافظن على صحتهن. «السمنة» مشكلة كبيرة في هذا البلد. نحن انتقلنا من اربعين سنة بسرعة فائقة. استوردنا اشياء كثير. في الزمن الفائت كان آباؤنا وأمهاتنا بصحة وعافية لأنهم كانوا يمارسون الرياضة بطريقة العمل والأكل الجيد. ولكن الآن أكل الأولاد والبنات وجبات سريعة واشياء لا تقوي الجسم. وهذا زيادة على تغير المجتمع الذي أقفل على البنات في البيوت. كن في السابق يتحركن. كل الهدف من التعليم هو التربية قبل التعليم. لماذا نخلق العاهة؟!

مكافأة نهاية الخدمة

* مكافأة نهاية الخدمة يراها البعض أنها ضعيفة مقارنة بجهود المعلمين وبالموظفين الآخرين في بعض قطاعات الدولة؟

** هذا نظام الخدمة المدنية.. وتوجد حلول مستقبلية. تحدثت سابقا عن معاش المعلم ومرتباتهم و «صاحوا» علي. أنا أقول إن مستوياتها عالية مقارنة بأنصبة المعلمين في العالم. عندما تأخذ المعدل وتقارنه تجدنا بخير. ولكن لا تقارن سيارات رولزرويس بسيارات فلوكس فاجن». المعلم هناك طور التعليم وأحدث نوعية جيدة في التعليم. فعندما يأتي أحدهم بشهادة الماجستير لم يأت بها إلا للتطوير. ولكن هنا لا يأخذ أحدهم الماجستير إلا لكي يزيد من راتبه. هناك عاشوا تجربة تعليمية. وعندما تقارن مرتباتهم فهم أناس حياتهم للتعليم. أتمنى -إن شاء الله- أن نكون كذلك. ومهما عملنا فأنا أقول إن المعلم هو حجر الأساس واتمنى أن نجد حلولا. وفي النهاية فالدولة تصرف.

سر الميزانية

هناك من يتحدث عن ميزانية التعليم.. كالأخ داوود الشريان مع احترامي له والذي أنا اقدر دوره ولكن عندما يطلع على الشاشة ويقول: ميزانية وزارة التربية والتعليم «كثر» أربع دول. فأنا اقول هذا صحيح الدولة ما قصرت ولكن 83% من ميزانيتي كلها مرتبات. يعني أن ميزانية الوزارة 118 بليون منها 103 بلايين رواتب كلها معاشات. أنا أعتز وأفتخر أن يكون لدي فوق 58% من موظفي الدولة. أنا فاتح بيوت وأنا اعتز أن المواطن وجد وظيفة لكن الذي أعمل عليه ما يجي ولا 17% من الميزانية. فهل هذه تكفي لأن ابني كل يوم ثلاث مدارس وأريد أن أطور رياض الأطفال وأطور المعلمين وأعمل برامج تدريبية وأشياء صحية ورياضة مدرسية، اشياء كثيرة. يوجد أكبر مما يتصوره البعض. ولكن هذا لا يعفينا وهذا الذي نعمل عليه. اشتغلنا وتحملنا «الضرب في الرأس» ووضعنا في أذن طين واخرى عجين. لأنه نحن في وطن يستاهل وإنسان يستاهل. لا يمكن احد يرفع هذه الشعلة إلا إنسان هذا البلد وأنا اتحدث عن المعلمين وإن شاء الله نطلع برسالة ونظام واستراتيجيات ورؤى في التعليم. الهدف الذي وصلنا إليه ومن خلال الذي لمسته في التنظيمات يحتاج اناسًا يطبقونه، نستطيع أن نضيء العالم الاسلامي من خلال رسالة تعليمية أساسها اللغة العربية والكتاب العظيم. ونحافظ على لغتنا. العالم ينتظر شيئًا ولا يوجد من يقدمه في الظروف الحالية إلا رجال هذا البلد. الله -سبحانه وتعالى- أكرمنا أن القلوب والأفئدة تهفوا إلى هذا البلد. بلد الحرمين الشريفين. ماذا سنقدم للعالم: رسالة «اقرأ» هي التي ستقودنا وهي التي ستوصلنا على ما نصبو إليه.

تخفيض خدمة المعلمة

* هل هناك نية للوزارة أن تخفض خدمة المعلمة؟

** نحن قدمنا حلولا.. هناك لجنة، أمر الملك -يحفظه الله- بتشكلها، وتحدث معي الأمير نايف -يرحمه الله- وأعطونا 52 الف وظيفة والبدلات ولكننا نريد أن نحل مشكلة. لقد طلعنا برامج منها التوظيف الجزئي لنعرف المتميزين وبرامج +5 وهي التقاعد وهو من أحسن البرامج. فنطلب من المعلم أو المعلمة الذي بقي عليه 5 سنوات أنني سأحسب له 5 سنوات يذهب إلى البيت ويرتاح وأعطيه نصف المعاش وأكمل خدمته إلى 30 سنة. ونصف المعاش الثاني أوظف به معلمين. فأنا بهذا حليت مشكلتين أنني وظفت ناس وساعدت ناس أنهم يحصلوا على تقاعدهم كاملا. وهو برنامج يدرس الآن من سنتين. يجد حلولا فيه اشياء كثيرة قدمناها. المسالة ليست سعودة وإنما خلق فرص عمل. ليخرج منها منتج.

* سمو الوزير ماذا تريد أخيرا؟

** نحن نهدف إلى أن نخلق التنافس والتميز ومن لديه القدرة أن يقوم معنا ويبدع ويتطور فله ذلك. وأخيرا تحيتكم الجميلة تقول: «مرحبا هيل عد السيل». ( المدينة )

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى