حول العالم

بوتين يجدّد التعبئة الوطنية… «لكسب القلوب والعقول»

0

 

صراحة-وكالات: دخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكل ثقله على خط حملات «التربية الوطنية» و»إعادة بلورة آليات التفكير لدى الشباب»، التي باتت أخيراً الأوسع انتشاراً والأكثر تردداً في وسائل الإعلام والندوات المختصة.

وبدأت نقاشات مطوّلة في مجلس الدوما (البرلمان) الذي أقرّ سلسلة قوانين لمكافحة مروّجي «الأفكار الغربية المعادية لروسيا»، وانتقلت النقاشات إلى وزارات مختصة بينها وزارة التربية التي أصدرت تعليمات بعودة التدريب العسكري إلى المدارس، وإعداد كتب مدرسية تبثّ الروح الوطنية وتلعن «الطابور الخامس» الذي يحاول أن يزوّر التاريخ، عبر تقديم رؤية مغايرة لبعض أحداثه تتعارض مع سياسة الدولة.

الأمر ذاته انسحب على وزارة الثقافة التي حظرت تقديم أعمال فنية يمكن أن يُشتبه في أن بعض تفاصيلها يحمل أفكاراً لا تتوافق مع روح الانتماء إلى الوطن. وبعد كل هذا جاء دور الكرملين ليدخل بكل ثقله، مباركاً الخطوات التي أعقبت «الربيع الروسي» وفق التسمية التي تطلقها وسائل الإعلام الروسية على التطورات التي مرت بضم القرم وما جاء بعده.

وذهب زعيم الأمة أبعد عندما ركّز على أن روسيا تريد جعل تعليمها «أكثر وطنية». وبهدف حماية الشباب الذي يشكل هدفاً لمعركة عقائدية عالمية، من التأثيرات الأجنبية والدعايات الغربية، اعتبر أن الأفضل تدريس طهي الوجبات المحلية على دورات اليوغا والـ»فينغ شوي».

وقال بوتين خلال اجتماع حكومي: «ضروري مواصلة تحسين برنامج الدولة في التربية الوطنية». ونبّه إلى «معركة طاحنة تجري في العالم من اجل كسب القلوب والعقول، بتأثير الأيديولوجيا والإعلام».

وأضاف الرئيس الروسي: «نحن بحاجة إلى عمل منهجي مستمر، يمكن أن يدافع عن بلدنا وعن شباننا إزاء هذه الأخطار ويساعد في تعزيز التضامن المدني والانسجام بين الجنسيات».

وعرض وزير الثقافة فلاديمير ميدينسكي خلال الاجتماع، السياسة الثقافية الجديدة لروسيا، خصوصاً التغييرات التي ستقدّمها وزارته لتربية الشباب الروسي. وقال: «نتعلّم اكثر فأكثر لغات أجنبية الآن وهذا بالتأكيد أمر جيد، لكن يجب ألا يكون على حساب اللغة الروسية وأدبنا وتاريخنا المشترك». واستدرك: «من الأفضل عدم دعم دورات اليوغا والفينغ شوي، بل دروس التقنيات التقليدية مثل الرياضات القتالية المحلية أو دروس الطبخ المحلي». كما انتقد السياسات «البالية» للتسامح والتعدد الثقافي الأوروبي والتي «أخفقت بالكامل» في أوروبا.

ويكثّف الرئيس الروسي المدافع عن الوطنية الروسية، منذ بداية الأزمة في أوكرانيا، هجماته على القيم الغربية. وهو اعتبر أن «عملية تدمير ما يوصف بالقيم التقليدية الأخلاقية والروحية» والتي تجري في العالم «تسمح بنشوء منظمات للنازيين الجدد».

وكانت موسكو دشّنت خلال الشهور الأخيرة نشاطاً مكثفاً هدفه كما يقول خبراء حشد أوسع تأييد ممكن لسياسات الكرملين، خصوصاً في أوكرانيا وذلك في أوساط الشباب، تحديداً التيارات القومية التي تنشط بقوة منذ سنوات. وقال حقوقيون معارضون إن وسائل الإعلام الحكومية وتصريحات المسؤولين الروس «استعارت عملياً شعارات القوميين المتشددين، خصوصاً ما يتعلق بضرورة العودة إلى أمجاد روسيا القيصرية». وحذر بعضهم من أن الحملات الجارية «سلاح ذو حدين»، في إشارة إلى أن تعزيز حضور التيارات القومية قد يقلب السحر على الساحر، مثلما حدث عندما تقدمت القوى القومية المتشددة في أوكرانيا على التيارات السياسية التقليدية.

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى