احفر وادفن

كان الاعتقاد أن الأحياء السكنية القديمة لا تحمل في باطنها بنية تحتية متكاملة توفر الراحة لساكنيها، لذا نرى بعضهم يفر منها إلى أحياء حديثة ظنا منهم أنها ستوفر لهم الراحة المرجوة وتبعد عنهم الإزعاج المتواصل، إلا أنهم يكتشفون لاحقا أن (فديمك نديمك لو الجديد أغناك)، فالأحياء الحديثة تفتقر غالبا لبعض الخدمات الأساسية أو لجودتها المقدمة وليس كما هو المفترض والمعمول به في معظم الدول المتقدمة.
إن من يقطن في أحد الأحياء الحديثة في معظم مناطق المملكة يعرف مدى المعاناة التي يعانيها هو ومن حوله من سكان الحي ، تارة بسبب تسرب مياه وأخرى لتمديد كهرباء وثالثة لإصلاح طبقة الإسفلت ورابعة لدرء أخطار السيول وغيرها ، ومايفاقم المعاناة ويزيد من حنق سكان الحي هو سوء التنفيذ والتأخير لمعظم تلك الأعمال ، فلا تكاد تمر فترة وجيزة على الانتهاء من هذا المشروع إلا ونجد شركة أخرى تأتي في ذات المكان لتقوم بالحفر مجددا لتصلح ما أفسدته الشركة السابقة ، وخير دليل على ذلك هو ما نشاهده من شوارع مرقعة وطبقات إسفلت غير متساوية وتسربات مياه مستمرة ، لتعطينا مؤشرا واضحا على سوء التنفيذ والجودة المتدنية في معظم تلك المشاريع التي من المفترض أن تكون لخدمة وراحة سكان الحي وليست لإزعاجهم وتذمرهم .
نعلم أن هناك أمور طارئة لم تكن في الحسبان أثناء التنفيذ أو بعده، ولكن ما نعلمه جيدا أن هناك جهات تقوم بعمل دراسات واستشارات تسبق البدء في تنفيذ تلك المشاريع كما هو مكتوب على اللوحات الميدانية الخاصة بها، لذا فمن حق سكان تلك الأحياء أن يطرحوا تساؤلا مشروعا: إذا كانت هناك دراسات واستشارات مسبقة فلماذا تفشل تلك المشاريع في تحقيق النتائج المرجوة على أرض الواقع؟ هل تقع المسؤولية على الجهة المشرفة أم الجهة المنفذة؟
وإلى أن نجد الجواب الشافي على هذا التساؤل فسنظل نرى الحواجز الخرسانية والشوارع المرقعة والتسربات المائية.
الخاتمة:
تختلف الأحياء وتتشابه المعاناة .
بقلم / خالد النويس
الجمعة 03 مايو 2024 م .
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )