المقالات

اختبار الرخصة المهنية بين سندان الطموح ومطرقة الإحباط

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

ظهرت قبل أيام نتائج اختبارات الرخصة المهنية للمعلمين والمعلمات ، وبدأ معها تذمر المعلمين والمعلمات من تلك النتائج غير المتوقعة ، وتعالت أصوات التظلم لدى مركز قياس ؛ من تفاوت الدرجات غير المبرر .
ويتساءل المعلمون والمعلمات هنا عن آلية التصحيح أهي محكية المرجع؟ أم معيارية المرجع؟ وأيهما في صالحهم؟

هناك ما يقارب ثلاثة عشر سؤالاً يقال إنها أسئلة تحكيمية ، ليس عليها درجات ! فإذا كان هذا صحيحاً فما ذنب المعلمين أن يحكموا أسئلة في اختبار حسّاس مثل اختبار الرخصة المهنية ؟
ألا يرى مركز قياس بأن عدم الإجابة على هذه الأسئلة قد يشكّل نتيجةً عكسية على نفسية المعلمين والمعلمات أثناء الاختبار ؟
ناهيك عن الجهد والوقت المستقطع من الاختبار للإجابة عن هذه الأسئلة ، وفي المقابل فهي محبطة لهم كون الإجابة عنها لن تحسب لهم  !

ألا يوجد طريقة لدى مركز قياس لتحكيم هذه الأسئلة دون أن تؤثر على نتائج الاختبار؟

ثم أليس من حق المعلمين والمعلمات الاطلاع على تفاصيل نتائجهم، مع تقديم تغذية راجعة تبين الإجابات الصحيحة والخاطئة لديهم؟

لذا على مركز قياس أن يبين بالتفصيل الإجابات الصحيحة والخاطئة ؛ إذا كان الهدف هو تأهيلهم وتمكينهم ، وهذا حق مكتسب ؛ لأن الاختبار برسوم وليس مجاناً ، وليس عليهم البحث عن صحة إجاباتهم حول بعض الأسئلة المختلِف في إجاباتها كثير من التربويين في وسائل التواصل الاجتماعي .

ثم إن صياغة بعض الأسئلة لا تخلو من بعض الملحوظات ، وقد لا يعود بعضها بأي فائدة للمعلمين ، فهي إمّا أن تكون نظريات بادت ، أو معارف تغيرت ، أو أسئلة حسابية ذات متوسطات ، ورسوماً بيانية ونسبا مئوية ليس شرطاً أن يعرفها المعلم ، وخاصة أصحاب التخصصات النظرية ؛ لأن هناك برامج تقنية تحلل النتائج برسوم بيانية ونسب ومتوسطات حسابية بدقة عالية في ثوانٍ معدودة .

وبعض الأسئلة ذات صياغة ركيكة ومعقدة توحي بالتعجيز والتحدي ؛ ونتيجةً لهذه الأسئلة نشط سوق التدريب للمعلمين والمعلمات على الاختبارات وأصبح المعلمون والمعلمات سلعة لكل من هب ودب لاستنزاف جيوبهم بالتدريب على تجميعات أسئلة الاختبار المهربة من المختبرين .
فلماذا لا يكون هناك بنك للأسئلة في موقع قياس يتدرب عليه المعلمون والمعلمات ويقدم تغذية راجعة لهم ، وتكون أسئلة الاختبار من أسئلة هذا البنك دون أن يكون هناك اجتهادات في البحث عن الحلول الصحيحة؟

وهنا يحق للمعلمين والمعلمات أن يتساءلوا هل الهدف من الحصول على الرخصة هو لمزاولة المهنة أم لزوالها من طموحاتهم؟

والسؤال الأخير: هل يعقل أن تربط علاوات المعلمين والمعلمات وترقياتهم بمثل هده الأسئلة؟

 

بقلم الخبير التربوي/  نواف بن سفر العتيبي

زر الذهاب إلى الأعلى