محليات

خادم الحرمين الشريفين يوجه بوضع استراتيجية شاملة تخدم أهداف وزارة الحج على مدى 25 عامًا القادمة

خادم الحرمين 1

صراحة – مشعر منى : أكد معالي وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار أن خادم الحرمين الشريفين وجه بتشكيل لجنة برئاسة وزارة الحج وعضوية بعض الأجهزة ذات العلاقة بأعمال الحج لوضع استراتيجية شاملة تخدم أهداف وزارة الحج على مدى الخمسة وعشرين عامًا القادمة, تأخذ في الحسبان الزيادة المضطردة في أعداد الحجاج والمعتمرين وتنقلاتهم منذ وصولهم إلى المملكة وأثناء إقامتهم وحتى مغادرتهم في إطار مفهوم الإدارة المتكاملة لأعمال الحج والعمرة.
وأوضح معاليه أن الوزارة قامت بتشكيل فريق علمي من عدة جهات لوضع المواصفات الفنية للدراسة, وعيّن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج مشرفًا على المركز البحثي الذي سيجري الدراسة وتم الانتهاء من عرض الدراسة على بيوت الخبرة المتخصصة وبعد استكمال الإجراءات الإدارية والمالية مستقبلاً في التنفيذ إن شاء الله.
وقال الدكتور محمد حجار في تصريح صحفي : إن برنامج الوزارة للمراقبة والمتابعة نجح في جميع مواقع تواجد الحجاج ، مبينًا أن البرنامج يهدف إلى رقابة جميع مقدمي الخدمات من مؤسسات الطوافة ومؤسسات حجاج الداخل ومقدمي الخدمات المساندة كالإسكان والنقل والتغذية, مشيرًا إلى أنه تم توظيف عدد كبير من الموظفين الموسميين ومضاعفة أعمال اللجان المشاركة في تنفيذ البرنامج على مدار الساعة مزودة بجميع التقنيات ووسائل النقل من سيارات ودبابات,حيث تقوم برصد المخالفات والعمل على إزالتها بشكل فوري توظيفًا لمثل هذه التقنية في تسريع وتيرة المعالجة وتحقيق راحة الحجاج.
ونوّه معاليه أن المشاعر المقدسة تشهد في حج هذا العام نقلات نوعية في مشروعاتها, وهذا يأتي في إطار ما وضعه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – من عمارة الحرمين وتوسعتها وتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة في مقدمة أولوياته انطلاقًا من إيمانه العميق بأن هذه الرعاية هي أمانه وشرف ومسؤولية اختاره الله لها, لافتًا الانتباه إلى أن المدينتين المقدستين تشهدان مشروعات عملاقة لم يسبق لها مثيل في التاريخ من حيث المساحة والجودة وسرعة وكفاءة الإنجاز وشمولها لجميع مناحي التطوير, وتشمل شبكة الطرق وتنويع وسائل النقل وتوفير المياه واستكمال الطرق الدائرية وإقامة المزيد من الأنفاق والجسور واكتمال بناء منشأة الجمرات والمسعى وإنشاء خطوط قطار المشاعر المقدسة, إلى جانب المضي قدمًا في مشروع قطار الحرمين ومشروع النقل العام وتوسعة المطاف, وصاحب هذه المشروعات تطوير مستمر لمنظومة القوانين والتعليمات وتأهيل الكوادر البشرية العاملة في المشاعر المقدسة.
وشدد على أن وزارة الحج تترجم مهامها واختصاصاتها إلى خطة تشغيلية تحقق أهدافها وتتضمن آليات تنفيذ وتقييم ونطاق زمني ومكاني بحيث يبدأ تنفيذها من غرة شهر ذي القعدة وحتى مغادرة آخر حاج للمملكة في منتصف شهر محرم, أما النطاق المكاني فيشمل جميع أماكن تواجد الحجاج بداية من المنافذ الجوية والبرية والبحرية, ثم في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وانتهاءً بالمغادرة النهائية, مفيدًا أن أهم ملامح الخطة يكمن في توسيع استخدام التقنية في تنفيذ الإجراءات وخاصة المتابعة والمراقبة والإشراف وتكثيف التدريب لكل العاملين في الميدان سواءً من موظفي الوزارة أو المؤسسات التي ترخص لها الوزارة وتحديد مؤشرات كمية لقياس أداء الخدمة ومعايير لقياس رضا الحجاج.
وفيما يتعلق بموافقة المقام السامي الكريم على مقترح وزارة الحج بإنشاء مدينة متكاملة لاستقبال وتوديع الحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة أوضح معاليه أن إنشاء مدينة متكاملة لاستقبال وتوديع الحجاج والمعتمرين والزوار في المدينة المنورة تبعد عن المسجد النبوي الشريف بنحو أربعة كيلومترات وعن مسجد قباء بنحو كيلو واحد على أرض مساحتها حوالي مليون وستمائة متر مربع, حيث تضم المدينة مكاتب لجميع الأجهزة الحكومية وأجهزة القطاع الخاص التي تقدم خدماتها لضيوف الرحمن وتشمل مكاتب للمؤسسة الأهلية للأدلاء ومكاتب الخدمة الميدانية وشركات الطيران وشركات ومؤسسات حجاج الداخل وشركات ومؤسسات العمرة ومحطة لوزن الأمتعة ومبان سكنية للحجاج والمعتمرين والزوار ومستشفى ومعرض ومتحف للحج والعمرة .. تكون جميع الخدمات في مكان واحد وبهذا نختصر الوقت والجهد ونخفض الازدحام والتكدس في المنطقة المركزية، وقد أسند تنفيذ المشروع لوزارة المالية مبينًا في ذات السياق إلى الانتهاء من عمل الدراسات الأولية لمشروع مشابه سيكون في مكة المكرمة إن شاء الله ويهدف إنشاء هذه المدن إلى الارتقاء بمستوى الخدمات وتبسيط الإجراءات والتسهيل والتيسير على ضيوف الرحمن.
وكشف أن الوزارة تقوم حاليًا بإعادة هيكلة الشركات والمؤسسات الخاصة بحجاج الداخل واقتراح أنظمة جديدة وتعديل بعض الأنظمة واللوائح الحالية لتضييق الفجوة بين الواقع والمثال, مرجعًا ذلك إلى أنه كلما كانت التطلعات كبيرة وصاحب تلك التطلعات العزيمة والإصرار على الوصول للأفضل فتصبح عملية التطوير عجلة مستمرة لن تتوقف, فدور الوزارة إيجاد البيئة المناسبة للتنافس الشريف وتذليل المعوقات لتمكين مقدمي الخدمة من القيام بدورهم بكل كفاءة واقتدار وخلق البيئة المناسبة يتحقق من خلال تطوير الأنظمة واللوائح والاستخدام الواسع للتقنية وتقوية المؤسسات ماليًا وإداريًا والالتزام بتقييم ممارسة المهنة.
ونفى معاليه زيادة أعداد شركات ومؤسسات حجاج الداخل لأن المساحة المخصصة لحجاج الداخل في مشعر منى لا تستوعب أكثر من 210 ألف حاج علمًا أن إجمالي الأعداد المصرحة للشركات والمؤسسات يصل إلى 370 ألف حاج لأن مشعر منى لا يستوعب أكثر من مليون وأربعمائة ألف حاج بافتراض أن خصص لكل حاج 1.60م2 ولذلك لا توجد إمكانية لزيادة عدد الشركات والمؤسسات حاليًا إلا إذا زيدت الطاقة الاستيعابية للمشاعر وخاصة مشعر منى .
وركز معاليه على قيام الوزارة بتأهيل وتدريب الكوادر البشرية التي تعمل في خدمة الحجاج والمعتمرين مشددًا على أن وزارة الحج لا تسمح لأي موظف دائم أو موسمي سواء يعمل في الوزارة أو في المؤسسات التي تشرف عليها الوزارة بالعمل في مجال الحج والعمرة والزيارة إلا بعد انخراطه في دورات تدريبية متنوعة تؤهله لممارسة عمله بكل كفاءة واقتدار وتتناول هذه الدورات ثلاثة محاور رئيسية, يركز الأول منها على الجوانب الشرعية وخاصة بالنسبة للمطوفين, فمهنة الطوافة تستلزم الإلمام بنسك الحج والأدعية والأحكام ولذلك امتهن هذه المهنة في الماضي القضاة والعلماء, ويركز المحور الثاني على الجوانب المهنية,أي المعرفة بالأنظمة والإجراءات واستخدام الحاسب وفي بعض المواقع الإلمام بلغة أو أكثر,والمحور الثالث على الجانب السلوكي أي التعامل بأسلوب حضاري مع ضيوف الرحمن وتكريس مفهوم ثقافة الضيافة وحسن الاستقبال حتى في ظل ضغوط العمل ولذلك يجري اختبار الموظفين الذين يستقبلون ويودعون الحجاج بعناية.
وأضاف أن الالتزام بالتدريب ينسحب على جميع المؤسسات التي ترخص لها الوزارة وهناك رؤية مستقبلية للتدريب تتمحور حول عدم السماح لكل من يعمل في الحج والعمرة والزيارة من أي قطاع من قطاعات الدولة أو القطاع الخاص بالعمل إلا بعد أخذه دورات تدريبية, موضحًا أن وزارة الحج تعمل في الوقت الراهن على تطوير مركز تدريب العاملين في الحج والعمرة.
واختتم معاليه تصريحهبالتأكيد على أهمية الأخذ بالأسباب وبالتوجيه النبوي الشريف ( أعقلها وتوكل ) يجعلنا نعمل بكل راحة واطمئنان فوضوح الرؤية وسلامة التخطيط وإحكام التنفيذ والمتابعة والإشراف والتقييم المستمر يجعلنا مطمئنين إن شاء الله ، متمنيًا أن الرقي بأداء الوزارة إداريًا ومهنيًا وتقنيًا لتمارس مهامها بمعايير عالمية بحيث تكون قادرة على جعل رحلة الحج ذكرى جميلة وممتعة.

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى