محليات

بن حميد في خطبة الجمعة: أمامكم شهر كريم, من تقرب فيه بنافلة كان كمن أدى فريضة فيما سواه

2(52)_m

صراحة – خالد الحسين : أم المسلمون في صلاة الجمعة بالمسجد الحرام معالي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد.
وفي مستهل خطبته حمد الله تعالى على نعمه المسبغة وعلى قرب شهر رمضان المبارك داعياً الله أن يعيده على الأمتين الإسلامية والعربية بكل خير, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وقال معاليه: أيها المسلمون : المرء بحسن عمله ، لا بطول عمره ، ولقد عوض الله أمة الإسلام عن قصر أعمارها بركة أعمالها ، ومواسم الخيرات من نفحات دهرها ، في نفحات ومناسبات لا تتناهى ، يخرج المؤمن من عبادة ليستقبل أخرى, وتظلنا في هذه الأيام القريبة – عباد الله – نفحات ربانية ، تحمل الخير ، والبر ، والرحمة ، والبركة ، وقد ورد في الخبر : ” إن لربكم في أيام دهركم نفحات ، ألاَ فتعرضوا لها ” مواسمُ طاعات، ومفاتيحُ خير، ومغاليق شر.
وأضاف: والمؤمن كيس فطن ، يعلم أن أنفاسه معدودة ، وأيامه محدودة ، والحياة فرص ، فمن أحسن اغتنامها فاز وسعد ، ومن ضيع وفرط فلا يلومن إلا نفسه, واعلموا – رحمكم الله – أن الأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات ، فإن الاستباق إلى الخيرات يستدعي فعلها وتكميلها على أكمل الهيئات والأحوال ، مع المبادرة في ذلك والمسارعة .
واستطرد: معاشر الأحبة : ومما يعين على التنافس في الصالحات والمسارعة إلى الخيرات ، معرفة قدر الدنيا بالنسبة للأخرة ، حتى قال بعض السلف : لو كانت الدنيا من ذهب يفنى ، والآخرة من خزف يبقى ، لكان المتعين على العاقل أن يؤثر الخزف الذي يبقى ، على الذهب الذي يفنى ، فكيف والآخرة هي الذهب الذي يبقى وهي خير وأبقى, وإذا كان التأني ، والتمهل مطلوباً في أمور الدنيا ، فإن أعمال الأخرة فمطلوب فيها المسارعة والمبادرة والمسابقة.
وبين بن حميد: معاشر الأحبة : وأمامكم شهر كريم ، ميدان للمسابقات والمنافسات ، من تقرب فيه بنافلة كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن فطر فيه صائما كان له مثل أجره ، ولو فطره على تمرة أو مذقة لبن ” , والأجر فيه عظيم من غير حساب ، لأنه شهر الصبر ، يقول الله عز شأنه في الحديث القدسي ” والصوم لله وأنا أجزي به ” ، فيه ليلة خير من الف شهر ، من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن صام شهر رمضان وقامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
وأوضع الشيخ: والخيرات لا تحصر أنواعها ، ولاتحد أبوابها ، من صلوات ، وزكوات ، وصدقات ، وصيام ، وقراءة قرآن ، واعتكاف ، وتفقد ذوي الحاجات ، والأرامل ، والمساكين وذوي القربى ممن لا يسالون الناس الحافا ، ولا تنسوا زيارة المريض ، والإحسان إلى الجار ، وطلب العلم ، والدعوة إلى الله ، وإغاثة الملهوف ، وإنصاف المظلوم ، وكف الظالم ، ورعاية الأولاد ، والأسر ، وإعمار المساجد ، والقيام بالمسؤوليات ، وأداء الواجبات ، وكل قول حسن ، وفعل حسن .
وإن من جد وجد ، ومن سَهِر في طلب المعالي ليس كمن رقد ، ولا مستراح للمشمرين إلا تحت شجرة طوبى .
وأوصى معاليه: فاحرص – يا عبدالله – على ما ينفعك ، واستعن بالله ، ولا تعجز, وقد قال الحسن رحمه الله : ” من نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره “, ومن جميل تعبيرات المعاصرين : ” كن مبادرا سباقا ، ولا تكن مدير كوارث “.
وفي نهاية خطبته تطرق معالي الشيخ لقمة الرياض قائلاً: وهي الدولة التي تنتهج سياسة الحزم والعزم ، وإعادة الأمل ، تقوم عليها حكمة القيادة والدولة, وهي سياسة حزم وقوة وأمل ، لا يخدم الأمن الوطني فحسب ، ولكنها تمثل أمن العرب والمسلمين أجمعين ، وهي رافدة الاستقرار للعالم كله, أيها القادة المجتمعون : ليس أشد منعة من الإسلام لأنه أساس شريعة هذه الدولة ، ولله الحمد والمنة ، وقوتها ، والتفاف الناس حولها عربا ومسلمين, ينبغي أن يكون الطرح واقعيا ، وان توضع النقاط على الحروف ، والتأكيد على ان التدخلات في المنطقة كان لها الأثر السيئ في تفاقم الصراعات الطائفية ، والدينية ، والقومية ، والعرقية ، وغلبة المصالح الجزئية ، والأحادية عليه.

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى