جامعة الملك عبدالعزيز تواكب الإستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية بمراكز أبحاث متطورة

صراحة – جدة : واكبت جامعة الملك عبد العزيز؛ الإستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية؛ التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-؛ بمراكز أبحاث متطورة في المجال البحثي والتعليمي والتدريبي؛ التي تضم نخبة من الباحثين المتميزين، وتنتج عدداً كبيراً من الأبحاث المتميزة في مجال التقنية الحيوية؛ وتنتمي إليها عدد من الوحدات البحثية؛ وتملك براءات اختراع نوعية في مختلف التخصصات والمسجلة عالمياً التي تعزز النظام البيئي للتقنية الحيوية في المملكة.
واستعرض نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور أمين بن يوسف نعمان, الخدمات البحثية التي تقدمها هذه المراكز؛ ومنها “مركز التميز البحثي في علوم الجينوم الطبي”؛ الذي يعمل على تطوير المناهج البحثية المتقدمة لتحقيق أقصى قدر من التقدم في ترسيخ القواعد البحثية في مجال علوم الجينوم الطبي لدى الأجيال الحالية معايشة للمستقبل؛ مما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030؛ وجعل المملكة مركزاً عالمياً للتقنية الحيوية بحلول عام 2040.
وبيّن أن لدى جامعة الملك عبدالعزيز “مركز الابتكار في الطب الشخصي”، وتتمحور مجالاته في استخدام تقنيات متقدمة؛ كالتقنية الحيوية وتقنية النانو الحيوية، والطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، وهندسة الجينات والعلاج الجيني؛ بهدف الوصول لحلول وقائية “كاللقاحات”؛ مشيراً أيضاً إلى “مركز التميز البحثي للأنظمة الهندسية الذكية” بالجامعة، والمتخصص في تطوير الأجهزة والتقنيات الطبية المبتكرة؛ حيث قام بتصميم وتطوير أجهزة للتصوير الطبي لها استخدامات متعددة في مجال التقنية الحيوية.
وأشار إلى أن الجامعة أسهمت من خلال “مركز التميز البحثي لبحوث الدواء والصناعات الدوائية”؛ في تطوير وتوطين الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية الوطنية، وذلك من خلال تحويل البحوث وبراءات الاختراع إلى منتجات طبية ودوائية في مجال التقنية الحيوية كالعلاج الجيني والعلاج المناعي، بالإضافة إلى تقديم استشارات دوائية وصيدلانية متخصصة؛ فيما يتخصص “مركز سمو الأميرة الدكتورة نجلاء بنت سعود للتميز البحثي في التقنية الحيوية” في عدة مجالات من التقنية الحيوية؛ كالتقنية الحيوية الميكروبية والنباتية والحيوانية والمعلوماتية الحيوية، بالإضافة إلى وراثة الإنسان والتقنية الحيوية الجنائية؛ حيث يلعب المركز دوراً هاماً في إجراء البحوث العلمية المتميزة في النواحي الطبية والزراعية، والمساعدة في تطوير منتجات وخدمات جديدة؛ مما يدعم تحسين القدرة التنافسية للمملكة على الساحة الدولية في مجال التقنية الحيوية.
ونوه بالدور الذي يؤديه “مركز عبدالله بخش للتميز في الرعاية الصحية لكلى الأطفال”؛ من خلال علاج أمراض الكلى لدى الأطفال، وتقديم الخدمات التشخيصية العلاجية التعليمية والبحثية المتميزة في هذا المجال الطبي الدقيق والتقنية الحيوية؛ حيث يستخدم المركز التحليل الجيني لتشخيص الحالات النادرة والدقيقة للأطفال المرضى المستفيدين من خدمات المركز العلاجية؛ من أجل الوصول إلى دقة التشخيص ووصف العلاج المناسب لكل حالة؛ لافتاً إلى أن الجامعة تنفرد “بمركز التميز البحثي في العلوم الحيوية متناهية الصغر”؛ الذي يركز على تطوير جسيمات معدنية حيوية نانوية لاستخدامها في قطاعات متنوعة؛ خاصة في التطبيقات الطبية والتقنية الحيوية، حيث تقديم الحل الفاعل في علاجات مكافحة السرطان، وتعزيز العلاج الإشعاعي، وتوصيل الأدوية، والاستئصال الحراري، والأنشطة المضادة للبكتيريا والفطريات، واختبارات التشخيص، وتوصيل الجينات.
وقال الدكتور نعمان: ينهض “مركز التميز البحثي في الدراسات البيئية” بالجامعة؛ بالبيئة والاستدامة عبر إعداد البحوث والدراسات المتعلقة بالتقنية الحيوية كالتحليل الحيوي باستخدام التقنيات الحيوية لتعزيز تحلل الملوثات في البيئة، والوقود الحيوي بتطوير أساليب إنتاج من الموارد المتجددة، وخلايا الوقود الميكروبية بتسخيرها لتوليد الطاقة من النفايات العضوية، والاقتصاد الدائري بدمج حلول التقنيات الحيوية مع نهج الاقتصاد الدائري وإدارة النفايات، واستخدام التقنية الحيوية لاستعادة النظم البيئية المتضررة من التلوث وتغير المناخ، إلى جانب الاستفادة من الأحياء الدقيقة النباتية لتعزيز صحة المحاصيل وإنتاجها المخصب الحيوي في الإنبات، مع تطبيق السلالات البكتيرية المناسبة للظروف القاسية في معالجة مياه الصرف الصناعي، مع إنتاج الطاقة الحيوية، واستخدام سلالات بكتيرية موفرة للطاقة على الطحالب المعالجة مسبقاً الجزئية الكبيرة لتسريع إنتاج الهيدروجين الحيوي.
ولفت إلى أن “مركز التميز البحثي في الحوسبة عالية الأداء” قام بدوره في تنفيذ تطبيقات الحوسبة عالية الأداء، وتشغيل وإدارة السوبر كومبيوتر “عزيز”، ومضاعفة جهوده بتوفير الموارد الحاسوبية للمراكز البحثية والباحثين التي تصل إلى 12000 من المعالجات المتوازية المتاحة لتحليل البيانات الضخمة المتعلقة بالتقنيات الحيوية، و20 خادماً مزوداً بـ NVIDIA A100 GPU لتطبيقات المحاكاة، ومساحة تخزين البيانات للتحليل والمعالجة تصل إلى 3,1 Petabytes، ومكتبات برمجية تزيد عن 50 مكتبة متاحة للباحثين في التقنية الحيوية، وتقديم الاستشارات التقنية في تطوير أبحاث التقنية الحيوية لمواءمتها مع المعالجات المتوازية والعمل عليها بكفاءة، وبناء بنية تحتية للتعامل مع الأجهزة المتخصصة في قطاعات التقنية الحيوية بالجامعة لمعالجة البيانات بشكل لحظي على السوبر كومبيوتر، وتوفير الخوارزميات الذكية للتقنية الحيوية لرفع مستوى المخرجات البحثية.
واستطرد أن “مركز التقنيات المتناهية الصغر” بجامعة الملك عبدالعزيز؛ يكرس جهوده بشكل أساسي لدعم التحديات الموضحة في الإستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية من خلال تطوير اللقاحات، حيث عد تطوير اللقاحات الشخصية فرصة هائلة لتحسين صحة الإنسان وتحويل الصناعات التي ستدفع النمو الاقتصادي المتنوع، فقد شارك المركز في أبحاث وتطوير اللقاحات الجديدة القائمة على المواد الحيوية، مع التركيز على تحديد طرق توصيل اللقاحات الجديدة وتطوير صياغة المواد الحيوية؛ مبيناً أن أنشطة “مركز الذكاء الاصطناعي للأبحاث والابتكار” تنصب في العلاجات الدقيقة؛ في خدمة التقنية الحيوية عبر عدة مجالات لتقديم علاجات أكثر فعالية للعديد من الأمراض، كما يهدف المركز إلى إنشاء شركات ناشئة وتقديم منتجات وخدمات مبتكرة في هذا المجال.
وأفاد بأن مهام “مركز التدريب والوقاية من الإشعاع”؛ تتركز في تنفيذ جميع أنواع التحاليل الإشعاعية “كمية وكيفية” لجميع أنواع مكونات البيئة من مياه وتربة ومواد بيولوجية التي تسهم في عمل الاختبارات في مجال التقنية الحيوية؛ فيما يتلخص دور مركز “الأميرة الجوهرة البراهيم للتميز البحثي في الأمراض الوراثية”؛ في التشخيص المبكر والفحص والوقاية من الاضطرابات الوراثية، التي لها انعكاس اجتماعي واقتصادي كبير، حيث يعتمد المركز بشكل كبير على علم الجينوم.
وأشار إلى أن “مركز التميز البحثي في المواد المتقدمة” يعد شاملاً ومتعدد التخصصات البينية بين العلوم والتقنيات، ومنها التقنية الحيوية، مقترناً مع النمذجة والمحاكاة المتقدمة بالكومبيوتر، حيث تمثل الهدف من إنشاء هذا المركز بالجامعة؛ في إيجاد آفاق جديدة للبحث العلمي والتقنية في مجال تصميم وتطوير مواد جديدة قابلة للتطبيقات في التقنية الحيوية المعاصرة؛ مختتماً
بأهمية “مركز الملك فهد للبحوث الطبية” حيث يمثل مؤسسة تعليمية وبحثية رائدة متخصصة في البحث والتطوير في مجالات الطب والتقنية الحيوية، مساهماً بفعالية في تعزيز البنية التحتية العلمية والطبية في المملكة.
ولفت النظر إلى أن هذا المركز عزز صناعة اللقاحات وتطوير التقنية الحيوية في المملكة؛ وذلك عبر تطوير لقاحات جديدة ومبتكرة، وتطبيق معايير عالمية في البحث والتطوير، وتوفير بيئة بحثية تتيح تبادل الخبرات والمعرفة مع الشركاء الدوليين، وتطوير وتقديم البرامج التدريبية في مجال التقنية الحيوية الصناعية؛ والمعتمدة من هيئة التخصصات الصحية بالشراكة مع شركات تقنية حيوية وصناعية محلية ودولية. وتتميز أيضاً وحدة الكائنات المعدية بمركز الملك فهد للبحوث الطبية بإجراء الأبحاث الطبية والتقنية الحيوية المتعلقة بالكائنات المعدية، والتشخيص والعلاج والوقاية من الكائنات المعدية وتطوير لقاحات جديدة؛ مما يسهم الدور في تأهيل الكوادر البشرية وتعزيز فهمها وقدرتها على التصدي للكائنات المعدية والأمراض المعدية وتحقيق تقدم في مجال الصحة العامة وسلامة المجتمع