الأمير سلطان بن سلمان : تمسكنا بتراثنا وتنوعه والاستثمار فيه خيار وطني

صراحة – نواف العايد : أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن التحول الاقتصادي وتهيئة القطاعات ذات القدرة الحقيقية على إحداث الفرق في الموارد الاقتصادية للمملكة وفرص العمل للمواطنين وتلك التي بإمكانها أن تكون رافدا للدخل الوطني المعتمد حاليا على النفط بشكل كبير، مذكرا سموه بأنه سبق أن نادى بأهمية إعادة هيكلة الاقتصاد قبل ما يقارب ثلاثة أعوام، بهدف تفعيل الموارد التي حبى الله بها هذه البلاد وأهمها المواطنين الذين يمثلون القيمة الأهم في المملكة، مؤكدا سموه أنه من خبرته ومعرفته الكبيرة التي اكتسبها خلال العقود الماضية بتداخله مع المواطنين في كافة المناطق أن هذا المواطن يتسم بأنه مبدع في أفكاره متقن في انتاجه إذا أعطيت له الثقة وتهيأت له البيئة العادلة والمحفزة.
وكان الأمير سلطان بن سلمان يتحدث خلال تدشين مقر شركة تراثنا للمسؤولية الاجتماعية (تحت التأسيس) التي تمتلكها شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات ( ساتورب ) بحضور صاحب السمو الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز مستشار وزارة البترول والثروة المعدنية وفواز نواب الرئيس التنفيذي لشركة (ساتورب).
وقال سموه ” إن التحول الاقتصادي يؤدي إلى تعزيز توجيه بوصلة الاستثمار صوب المجالات القادرة على إنتاج وظائف وإحداث تنمية ترفد الدخل القومي وتحقق الرفاة للمواطنين، مضيفا أن التحول الاقتصادي هو عنوان مستقبل أي بلد يريد أن يستقر، الأمن أساس الاستقرار ولكن أيضاً الاقتصاد هو الأساس الآخر.
وأوضح الأمير سلطان أن الاهتمام بالتراث الوطني له علاقة وثيقة بتعزيز الهوية الوطنية، وهذه المسألة يؤكد عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بشكل مستمر من خلال خطاباته المباشرة للمواطنين، وأيضا من خلال توجيهاته المستمرة لنا.
وأضاف إننا نؤمن إن تنوع تراثنا الوطني مصدر ثراء لنا، وليس صحيحا ما يعتقده البعض من وجود توجه إلى تكريس لون واحد وتراث واحد، مؤكدا أن قوة المملكة واجتماع أهلها يرتكز على هذه الوحدة المباركة وعلى هذا التنوع الثري في التراث الوطني، مضيفا أن اعتزاز الناس بالتراث الوطني هو مصدر قوة وحدتنا، مؤكدا أن الخصوصية التراثية لكل مدينة أو قرية تمثل جزء جميلا من التكوين الوطني ومن هنا فنحن في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني نشجع الناس على استعادة هذا التراث الجميل، مشيرا إلى أن الاستقرار والنماء في المملكة مضرب مثل.
وهنأ الأمير سلطان شركة تراثنا على هذا المشروع الرائد، موضحا : نحن مهمتنا في هذا البرنامج وفي الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بشكل عام ومهمة الدولة الآن إخراج الناس من الضمان إلى الأمان، فلا يليق بمواطني بلاد الحرمين الشريفين ذات الاقتصاد الكبير أن يظل أحد منهم يبحث عن حد الكفاف أو الضمان الاجتماعي، فالفرص كبيرة ولكنها تحتاج لتهيئتها وتحتاج لتحرك المواطنين نحو الإفادة منها، وهذه القطاعات والصناعات اليدوية مورد لا ينضب للفرص، غير أنها تحتاج للجادين.
واستعرض سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عددا من التجارب التي خاضها رجال ونساء استطاعوا فعلا أن يحدثوا نقلة اقتصادية في حياتهم من خلال دعم معنوي أو مادي تمكنوا من الحصول عليه من الهيئة، مركزا على أهمية التأهيل والدعم، سواء للحرفيين أو سواهم من المستثمرين.
وأوضح سموه أن الهيئة قررت منذ عامين عدم منح ترخيص أو تمويل أي مشروع استثماري إلا بعد أن يتم التأكد من تأهيل المستثمر، مستشهدا بالورشة التي شهدتها الطائف الأسبوع الحالي لتأهيل المستثمرين في القطاع السياحي، وهذا التأهيل يسهم فيه حتى المستثمرين القدامى، الذين ينقلون خبراتهم للمستثمرين الجدد، مؤكدا أن التراث الوطني مصدر إلهام واهتمام من زوار المملكة، مشيرا إلى أن جميع هؤلاء عندما يأتون إلى المملكة يرغبون في التعرف على عاداتنا وتقاليدنا وحتى مأكولاتنا، باعتبار أن المأكولات الأخرى متاحة لهم سواء في السعودية أو خارجها.
وقال سمو الأمير سلطان إن التحولات الاقتصادية التي نتحدث عنها تشمل الاستثمار في السياحة والتراث الوطني، ومسار التراث الحضاري الوطني اليوم أصبح يمثل نافذة من نوافذ الاقتصاد المعرفي والوطني الواعد”، مخاطبا الحرفيين والحرفيات برؤيته أنهم نواة في مجالهم وأنهم جزء من هذا المشروع الوطني الواعد المتمثل في العناية بالتراث الحضاري.
من جهته قال مدير عام شركة تراثنا الدكتور ماجد الحربي إن نطاق الشركة هو الحافظ على التراث الوطني، وتوفير مخرجات جيدة للسوق السعودي بالحفاظ على التراث، وكذلك توفير فرص العمل للحرفيين السعوديين. وتحقيق أوجه الدعم المادي والقني والتدريبي للحرفيين، وهناك مشاريع مستقبلية كثيرة للشركة من ضمنها تطوير الحرف اليدوية، مؤكدا أن الحرف اليدوية الموجودة معمولة بطريقة جيدة لكن هناك توجه نحو تطويرها بطريقة تكون تمثل المعايير الدولية من الجودة ومن حيث القيم التسويقية، كذلك إتقان الحرفة نفسها.
وقال إن الشركة تسعى أيضا إلى توفير فرص العمل بدعم الحرفيين أحد الشروط الرئيسية لدعم الحرفيين هو توظيف الطاقات السعودية 100% فهذه بتوفر فرص دعم كبيرة للشباب السعودي.
مما يذكر أن شركة “تراثنا” تمولها شركة (ساتورب) خلال مدة الاتفاقية التي تمتد لعشر سنوات ، وهي مبادرة من وزارة البترول والثروة المعدنية بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للحفاظ على الموروث السعودي الأصيل في صناعة الحرف التقليدية من الاندثار عن طريق دعم أصحاب المبادرات الحرفية وذات الجودة الاقتصادية الواعدة وتدريبهم وتمويلهم وتقديم الاستشارة ذات الصلة.
وتهدف الشركة بشكل رئيس إلى المحافظة على التراث وتمكين الحرفيين بتحويلهم إلى رواد أعمال ناجحين ، من خلال تشكيلة من الخدمات والوظائف وتزويد المتقدمين بالتدريب المكثف والدعم الإشرافي والإرشاد والتمويل ، حيث طورت الشركة برنامج ذو عملية بسيطة من شأنها تحويل الفنانيين والحرفيين إلى رواد أعمال ناجحين و، ستبدأ المرحلة الأولى من البرنامج بعد اختيار المتقدمين.
كما تهدف الشركة إلى الحفاظ على التراث الثقافي بالمملكة وإبقائه للأجيال القادمة وترويجه وضمان موثوقيته وانتقاء مشاريع ومبادرات محتملة تتعلق بالقطاع الثقافي وتوفير التدريب والدعم والتطوير والتمويل والمراقبة لضمان النجاح والديمومة لجميع المشاريع وإنتاج مشاريع سعودية يتم بناؤها وصيانتها بأيد سعودية لضمان موثوقيتها ، إضافة إلى تحويل الحرفيين إلى رواد لأعمال مستدامة وإكمال جهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الحفاظ على مهن الحرف اليدوية في المملكة وإشراك الخبرات العالمية في الترويج للتراث والآثار.
وتقدم الشركة الدعم المالي للمشاريع الحرفية على هيئة أقساط عقب كل إنجاز رئيسي، كما تقدم الدعم لفني من خلال مبادرة اتخذتها “تراثنا” للتعاون مع النافذين وذوي الخبرة في مجال المهارات الحرفية مثل فناني وخبراء المجوهرات وخبراء الزجاج والسيراميك والتطريز والأعمال والحرف الخشبية والجلدية ، وذلك لإيجاد نظام بيئي صحي للأعمال الحرفية ، إضافة على أي دعم فني مطلوب للمساعدة في المحافظة على موثوقية المنتجات السعودية.