محليات

الجلسة الثانية لـ”ندوة البركة” توصي أن الزكاة تبلغ نسبتها ربع الناتج المحلي في بعض الدول

صراحة – المدينة المنورة:

أكدت الجلسة الثانية لندوة البركة 43 للاقتصاد الإسلامي التي احتضنت أعمالها جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، أهمية “القطاع غير الربحي ودوره في تحقيق الاستدامة”، وأشارت إحدى الأوراق العلمية إلى أن الزكاة التي جمعت في إحدى الدول الإسلامية بلغت نسبتها ربع الناتج المحلي، وهي أكبر من المبالغ المخصصة للأعمال الإنسانية الأخرى.
جاء ذلك خلال أعمال الجلسة التي ترأسها وزير المالية المصري الأسبق الدكتور فياض عبدالمنعم، وتناولت الورقة الأولى التي قدمها الدكتور أزمان محمد نور، والدكتور أشرف شرف الدين “من معهد التمويل الإسلامي، الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا” وعنوانها “إسهامات الزكاة والصدقات في التنمية المستدامة” الفرص التي تحققها الزكاة والصدقات.
وأشار الدكتور أزمان إلى أن الزكاة التي جمعت في ماليزيا بلغت نسبتها 24٪ من الناتج المحلي، وهي أكبر من المبالغ المخصصة للأعمال الإنسانية الأخرى، لافتاً إلى أن أبرز المشروعات المطروحة إيجاد إطار لجمع وتوزيع الزكاة وذلك من خلال الذكاء الاصطناعي، مُشيراً إلى أن الوقف يقدم ما لا يقل عن 3 مليارات دولار سنوياً، وأن التنمية تهدف لتلبية حاجة الجيل الحاضر دون المساس بحاجات أجيال المستقبل، ومفهومها شامل ومتوازن وعادل، مضيفاً “الصدقة إنفاق طوعي أما الزكاة فإنفاق إلزامي، وهناك للأسف من لا يعرف أنها إلزامية.
كما ناقش مستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة الدكتور إبراهيم البيومي غانم، في ورقته “الوقف نموذج الاستدامة الفريد: بين الماضي والإمكانات المستقبلية”، مفهوم الاستدامة، واصفاً إياها بصرخة شكوى ضد الدمار بسبب توحش النظام الرأسمالي واعتدائه على البيئات والمجتمعات، مشيراً إلى أن الممارسة الاقتصادية الإسلامية لها أنساق، منها السعي لتحقيق السبق والربح وأساسه العمل، وهناك ما يعرف بالمصلحة المرسلة التي تتحدد بالمناسب، والمناسب هو الذي لو عرض على العقول لتلقته بالقبول، ونسق العقلانية العامة لديها أداتان الزكاة والضرائب ولا يغني أحدهما عن الآخر.
وقدم مدير تطوير الأعمال بالغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة في باكستان، سيد سعيد باشا ورقة علمية بعنوان “الوقف: نماذج من إمكاناته الحضارية: الوقف الأخضر نموذجا” عرض فيها لبعض المشروعات المستدامة؛ ومنها الاستفادة من أراضي الوقف في المشروعات الخضراء المفيدة مما يوقف التعدي على الأراضي، مشيراً إلى أن الوقف الزراعي ضارب في التاريخ الإسلامي وهو يهدف للعمل على استصلاح الأراضي الخصبة، من خلال الشراكة وتمويل المشروعات الخضراء، مستعرضاً بعض مشروعات الغرفة التي قامت على دراسات جدوى وأطر محددة، داعياً القطاع الخاص والبنوك التنموية للمساهمة في المشروعات المستدامة لأن الأثر سيكون خلاقاً، وذلك من خلال تحويل النقد الوقفي إلى دعم الأراضي، وإنشاء مؤسسات لإدارة الوقف تقوم بدراسة السوق “العرض والطلب” ورصد الأثر وقياسه، والوصول إلى الاندماج في جميع المشروعات المستدامة من خلال نماذج تمويلية مبتكرة.
واختتمت أعمال الجلسة الثانية بورقة بعنوان “القرض الحسن ودوره في الاستدامة الشخصية والمجتمعية” قدمها كبير الاقتصاديين في بنك شريعة إندونيسيا الدكتور نجاران سوريا الذي ذكر أن القرض الحسن يؤمِّن التكافل والاستدامة، فمفهوم الإحسان في الإسلام يمتد لكل شيء، وطموحنا عال، فدورنا دور الخليفة على الأرض، لذلك يجب أن تكون اتجاهاتنا متنوعة ومتعددة.
من جهته، تحدث عضو مجلس الخبراء الاستشاري في البنك المركزي النيجيري الدكتور بشير ألايو عمر عن الاستدامة وسعيها لتحقيق الفائدة للجميع عبر الأجيال، مبيناً أن الزكاة والوقف والقرض الحسن، ترمي لتحقيق المنفعة، منوهاً بأدوار الوقف الخيري الذي يحمل عنصر الاستدامة، مستعرضاً التحديات التنظيمية والقانونية.
أما أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والإدارة في جامعة صفاقس الدكتور برهان الطريقي فأكد أن الاقتصاد الإسلامي يمكنه معالجة المشكلات الاقتصادية في البلدان الإسلامية، ويجب الاستعانة بالعلماء والمرجعيات الاقتصادية لتحقيق ذلك.

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى