محليات

سمو أمير المنطقة الشرقية يرعى حفل افتتاح المؤتمر العربي الدولي ” عربال “

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

2015-11-15_163613

 

صراحة – فيصل القحطاني : رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية اليوم ، حفل افتتاح المؤتمر العربي الدولي “عربال ” ، بحضور معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي ، وأصحاب المعالي ورؤساء الشركات المشاركة في “عربال 2015 “، الذي تستضيفه شركة التعدين العربية السعودية ” معادن ” ، وذلك في مركز معارض الظهران الدولي بالخبر .
وفور وصول سموه ، قص الشريط إيذاناً بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر ، ثم تجول على أجنحة المعرض مطلعاً على أبرز المشاركات في صناعات الألمنيوم الأساسية والتحويلية .
وبعد أن أخذ سموه مكانه في المنصة الرئيسية للحفل أعلن عن انطلاق فعاليات المؤتمر ، حيث بدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.
ثم ألقى رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر ” عربال ” محمد النقي كلمة رحب خلالها بسمو أمير المنطقة الشرقية , متطرقاً في كلمته عن المؤتمر وأبرز أهدافه وتطلعاته المستقبلية وما يحمله من أهمية للدول الأعضاء .
بعد ذلك ألقى معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي كلمة رحب فيها بسمو أمير المنطقة الشرقية ، مثمنا رعايته وافتتاحه أعمال المؤتمر العربي الدولي للألمنيوم ” عربال ” ، الذي وصفه بأنه يأتي في وقت قطعت فيه صناعة الألمنيوم شوطاً كبيراً، لتكون إضافة نوعية في معطيات التنمية للدول المنتجة ، وقيمة مضافة في اقتصاداتها ، فضلاً عن كونه يأتي تزامناً مع ما تحقق وطنياً من إنشاء صناعة ألمنيوم متكاملة من المنجم وصولاً إلى المنتج النهائي في مصانع الدرفلة ، إضافة إلى مراحل إعادة التدوير في إطار الخطوات التي اتخذتها المملكة نحو تعزيز صناعة مستقبلية للألمنيوم ، وذلك ليس بشقها الأساسي فحسب وإنما في صناعاتها التحويلية كذلك .
وأفاد النعيمي أن صناعة الألمنيوم تكتسب أهمية خاصة في منظومة التنمية الوطنية في المملكة ، كونها جزءاً لا يتجزأ من سياسة الدولة في إيجاد صناعات تُسهم في التنويع الاقتصادي ، وتعزيز مصادر الدخل الوطني ، مبيناً أن هذه الجهود أسهمت في إحداث تحولات واضحة في منظومتها الاقتصادية ، تنامي على إثرها دور قطاع التعدين الذي أصبح اليوم عنصراً مهمًّاً في التنمية ، فتاريخيًّا بدأت أعمال التعدين والمناجم في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود ـ رحمه الله – ، باستثمار منجم مهد الذهب عام 1939م – وكان ذلك بهدف إيجاد مقومات اقتصادية تسهم في تأسيس الدولة وبنائها ، تمهيداً لمسيرة مباركة من النمو والازدهار , كما أصدرت المملكة وأعادت إصدار نظاماً للتعدين ، واستثمرت في المسح والتنقيب الذي يشتمل رسم الخرائط الجيولوجية والجيوكيميائية ، والجيوفيزيائية ، واستكشاف المعادن ، وأعمال الحفر في مناطق المملكة كافة ، ومن هنا جاء إنشاء الهيئة الجيولوجية السعودية ، كما أنشئت الحكومة شركة التعدين العربية السعودية ” معادن ” كشركة مساهمة عام 1997م .

وأكد معالي وزير البترول والثروة المعدنية أنه نتيجة لهذه المنظومة المتكاملة من التشريعات والعمل المهني المتراكم ، شهدت المملكة بناء مدن صناعية تعدينية ، تأتي في مقدمتها مدينة رأس الخير ، كأول مدينة تعدينية في المملكة وثالث مدينة صناعية بعد مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين ، باستثمارات تقدر بنحو 130 مليار ريال وترتبط مدينة رأس الخير بمناجم الفوسفات شمال المملكة والبوكسايت في وسطها عبر سكة حديد طولها 1500 كيلو متر ، مبيناً أنه من خلال هذه المدينة شهدت المملكة تصدير الألمنيوم لأول مرة في تاريخها عبر أول ميناء متخصص للمنتجات التعدينية في المملكة ، وتحتضن مدينة رأس الخير أكبر مجمع متكامل لصناعة الألمنيوم في العالم ، يحقق صناعة تكاملية من المنجم إلى المنتج النهائي .
وأفاد المهندس النعيمي أن المملكة تشهد حالياً بناء مدينة وعد الشمال وهي أكبر مدينة صناعية بعيداً عن السواحل ، بمساحة تبلغ 440 كيلو مترا ، في أقصى شمال المملكة في منطقة الحدود الشمالية ، يفصلها أكثر من 1000 كيلو متر عن الساحل ، وهي مدينة تتوفر لها عوامل النجاح بوجود الموارد الطبيعية من الفوسفات ، والغاز ، والبنية التحتية اللازمة ، مثل سكة الحديد ، ومصادر الطاقة ، بالإضافة إلى الأرصفة المخصصة في ميناء رأس الخير لتصدير منتجاتها .
وشدد معاليه على أن ما أسهم في إنجاح خطط المملكة في الاستثمار بقطاع التعدين ، هو سياسة الدولة بعيدة المدى لهذا القطاع ، التي تتسم بوضوح الرؤية ، الهادفة لتحقيق الاستثمار الأمثل لثروات المملكة الطبيعية , وذلك بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد ـ حفظهم الله – .
وقال معاليه : ” نحن نعمل في وزارة البترول والثروة المعدنية على تسهيل وتسريع الإجراءات اللازمة للحصول على الرخص التعدينية ، ودعم المؤسسات والهيئات الحكومية بشرياً ومالياً ، لضمان قيامها بجميع مراحل أعمال المتابعة والمراقبة بكل كفاءة واقتدار ، بجانب اعتبار القطاع الخاص المحور الأساسي في جميع مراحل إنتاج وتصنيع وتصدير المعادن ، والإسهام كذلك في توفير البنى الأساسية للمشاريع التعدينية , ونسعى لاستقطاب الرأسمال الأجنبي للاستثمار في قطاع التعدين ، وفق رؤية تنموية ، مرتكزين على ما تمتلكه المملكة من موارد واحتياطات معدنية هي الأضخم في الشرق الأوسط ، والامتيازات في هذا الخصوص متاحة على نطاق واسع من البلاد ، وإلى جانب كون المملكة أكبر منطقة للموارد المعدنية فإنها تملك ميزة إضافية تتمثل في توفر البنية التحتية ، بما فيها الخدمات التي تحتاجها هذه الصناعة مثل الطرق والكهرباء ، بالإضافة إلى وجود خطوات إصلاحية على أنظمة التعدين ” .
وأضاف ” أنه أمام هذه المقومات التي تزخر بها المنطقة والقدرات التي تمتلكها الشركات المشاركة فإن ثمة مؤشرات على نجاح أحد أهم موضوعات المؤتمر ، وهو تحقيق صناعة تكاملية بين مُصنّعي الألمنيوم الخليجيين ، وقدرتهم على جعل المنطقة مركزاً عالميًّا لصناعات الألمنيوم ، بما تتميز به المنطقة من تقارب جغرافي ، وأسواق مستهدفة ، وتكامل في الأنظمة والتشريعات بتوافق الرؤى، في إطار التوجهات العامة نحو تحقيق الوحدة الخليجية .

بعد ذلك ألقى معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان كلمة شكر فيها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية على حرصه ودعمه الدائم لكافة الفعاليات الاستثمارية بالمنطقة الشرقية ورعايته ” المؤتمر العربي الدولي للألمنيوم “, كما شكر معالي وزير البترول والثروة المعدنية على حرصه الدائم و دعمه للصناعات التعدينية مثلها كمثل باقي الصناعات الأخرى الرائدة بالمملكة .
وقال معاليه : ” تتشرف الهيئة العامة للاستثمار أن تكون هي الجهة التي حظيت بمسئولية العناية بالبيئة الاستثمارية وتسويق الاستثمار في وطننا العزيز ، ومنذ تأسيسها ، عملت الهيئة على تكريس أن يكون تشجيع المستثمر هو الهدف الأساسي وتحسين البيئة الاستثمارية هو المعيار لقياس حسن أداء العمل والإنجاز ، مشيراً إلى أن الهيئة العامة للاستثمار تسعى لجذب استثمارات ذات قيمة مضافة في جميع المجالات ولا سيما مجال قطاع التعدين وصناعة الألمنيوم ” .
وأفاد معاليه أن المملكة حققت وبكل جدارة انجازات عده على الوجهين الاقتصادي والاستثماري ، فعلى المستوى الاقتصادي تعد احد دول العشرين وثالث اقتصاد في سرعة النمو ويتمتع بنظام مالي مستقر ومتين ، وعلى مستوى الاستثمار فالمملكة تتمتع بمراكز مرموقة عالمياً وتعد احد أهم دعامات الاستثمار لما يتمتع به من بيئة استثمار وسوق وموقع استراتيجي ووضوح في الأنظمة والتشريعات وتنعم باستقرار سياسي واقتصادي فريد الأمر الذي جعل المملكة تشهد نمو في الاستثمارات بحوالي أربع أضعاف خلال السنوات 2002 – 2013 إلى “591” بليون ريال , والمملكة اليوم لديها كل المقومات والفرص لتحقيق الأهداف ومن هذا المنطلق الهيئة العامة للاستثمار وبالتعاون مع عدة جهات حكومية تعمل على توفير بيئة استثمار عالمية تنعش وتطلق إمكانات المملكة وتحقق مردوداً ايجابيا للمستثمر و للوطن, حيث تعمل لتحقيق الهدف على ثلاث محاور تتمثل في جعل القطاعات الحيوية والواعدة منافسة من خلال خطط استثمار قطاعية موحدة والتطوير المستمر لبيئة الاستثمار والمحافظة على توفير خدمات مميزة للمستثمرين واستثمارات متميزة لتنميه مستدامة .
وبين أنه بناء على الدراسات التي أجريت والمراجعة الشاملة لواقع أداء الاستثمار في المملكة قامت الهيئة بتحديد ثلاث مسارات أساسية لتفعيل دور الاستثمار والقطاع الخاص فيها لدعم جودة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإسهام الفعال في نقل التقنية وتوطينها وتنمية القطاعات الاستثمارية الواعدة وتوزيع القاعدة الإنتاجية للاقتصاد السعودي بشكل عام ، حيث تتلخص هذه المسارات فيما يلي : مسار الخطة الاستثمارية الموحدة لتأسيس كيانات استثمارية لتحقيق تنمية مستدامة بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة ويتلخص هذا التوجه بالأمر الملكي الكريم بإعداد ” خطة موحدة للاستثمار لكل قطاع ” تحدد فيه الآليات والمعايير لإحلال الواردات وتمكين الاستثمارات بصورة متكاملة لجعل هذه القطاعات ذات تنافسية عالمية ورافداً من روافد الاقتصاد مستفيدة من الإنفاق الحكومي ومتميزة بشراكات محلية وأجنبية , وتمكين مبدأ الاستثمار الأمثل للاقتصاد الأمثل ، وذلك بالتعاون المطلق بين جميع الجهات ذات العلاقة في المملكة , أما المسار الثاني فهو تحسين البيئة الاستثمارية وتحديد التحديات التي يتطلب معالجتها ، وفي هذا الصدد قامت الهيئة العامة للاستثمار خلال الفترة الماضية بإعداد دراسة تشخيصية لواقع بيئة الاستثمار , أما المسار الثالث فهو الارتقاء بمستوى الخدمات ونوعية الاستثمارات المستقطبة.

ثم ألقى رئيس البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية المهندس خالد السالم كلمة أكد فيها أن المملكة حققت خلال السنوات الماضية نقلة كبرى في القطاع الصناعي غير البترولي ، وبات اقتصادها يعتمد إلى درجة كبيرة على الصناعة الحديثة والتصنيع للتوجه نحو المستقبل بخطى راسخة بما يضمن تحقيق استدامة عملية التنمية الصناعية , مشيراً إلى أن البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية يعمل على تحقيق توجهات المملكة للتوسع في صناعة منتجات الألمنيوم الأساسية والتكامل بينها وبين صناعة المنتجات الوسيطة والنهائية ، ليفتح المجال لاستقطاب شركات عالمية في صناعة السيارات ، والقطع والمعدات الصناعية المستخدمة في قطاع النفط والغاز والطاقة وتحلية المياه وغيرها من المنتجات ذات القيمة المضافة للاقتصاد السعودي.
ثم ألقى الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية المهندس خالد المديفر كلمة بيت فيها أن ” معادن ” منذ طرحها للاكتتاب العام كشركة مساهَمة في 2008م ، تضاعفت أنشطتُها عبر محفظةٍ تعدينيةٍ متنوعة ، شمِلت الذهبَ والنحاس والفوسفات والألمنيوم ، حتى أصبحت اليوم من أكبرِ شركات التعدين نمواً في العالم ، موضحاً أن الشركة وشركائها استثمرت حتى الآن ما يقاربُ 100 مليار ريال ، لقيادةِ بناءِ قطاعِ التعدين ، وتعزيزِ مواردهِ كركيزةٍ ثالثةٍ للصناعاتِ السعودية ، في وقت نمت فيه إيرادات الشركة السنوية إلى من 240 مليوناً في 2007م ، لتقارب 11 مليار ريال .
إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية راعي المؤتمر كلمة رحب فيها بالمشاركين في المؤتمر العربي الدولي ” عربال “، متمنياً أن تحمل مخرجاته رؤى جديدة تمضي بصناعة الألمنيوم إلى فضاء أرحب وتكامل أمثل وتسهم من خلاله في استدامة اقتصادية واجتماعية وبيئية للعالم أجمع .
وقال سموه ” إن مؤتمر ” عربال ” الذي تستضيفه المملكة لأول مرة يتزامن مع النهضة الذهبية لقطاع التعدين الوطني , وذلك بعد أن تم استكمال تشريعاته وتنظيماته وبنيته التحتية ، وبقيام صناعة تعدينية تنافسية أصبحت اليوم الركيزة الثالثة للصناعة السعودية ، وإننا لسنا بعيدين بالزمان أو المكان عن بدايات الركيزة الأولى ، نعمة النفط والغاز التي أشرف المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه – بنفسه على بداياتها ونهضتها حتى أصبحت المملكة المزود الأول والأمن للطاقة في العالم ، ثم سار على نهجه أبنائه البررة من بعده الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله ـ رحمهم الله ـ حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ ، فاستشرفوا خيرات الصناعات البتروكيماوية كركيزة ثانية.
وأضاف سموه : حقق قطاع التعدين السعودي قفزات تنموية مباركة ، كتلك التي في رأس الخير ، بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – ، ولم تكن لتتحقق لولا الرؤية التنموية والتوجيهات السديدة والدعم المستمر من قيادتنا الرشيدة ، وهان نحن اليوم على بعد كيلو مترات قليلة من أكبر مدينة صناعية في الشرق الأوسط ومركزا للصناعات البتروكيماوية السعودية ، مدينة الجبيل الصناعية .
وتابع سمو أمير المنطقة الشرقية قائلاً : ” إن ما تشهده المملكة اليوم في صناعة الألمنيوم خاصة وصناعات التعدين عامة ، من تذليل لصعاب هندسية وإنشائية ، ومن تطوير لمواهب فنية وطنية ومن مخرجات اقتصادية مستدامة ، فإننا أمام خير برهان على نهضة تنموية قادمة ، وركيزة صناعية ثالثة تسهم – بإذن الله – في تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز إمدادات أسواق العالم بسلع تعدينية واعدة ، وبجودة عالية .
وفي ختام كلمته جدد سموه ترحيبه بضيوف المؤتمر في المنطقة الشرقية ، معرباً عن شكره لمعالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي ومعالي محافظ المؤسسة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف بن أحمد العثمان على مشاركتهم , كما شكر سموه شركة معادن على استضافتها المؤتمر وللمنظمين والمشاركين بالمؤتمر ، سائلا الله عز وجل التوفيق والسداد للجميع .
وفي ختام الحفل كرم سموه الرعاة ، ثم تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة من قبل معالي وزير البترول والثروة المعدنية .
ثم التقطت الصور الجماعية مع سموه .

زر الذهاب إلى الأعلى