الوعد مع سعد

أبنوا الملاجئ حتى لا نفاجأ :- خلال الحرب العالمية الثانية عام 1939 م قام الألمان وأعدائهم الحلفاء ببناء ملاجئ كبيره تحت الحدائق العامة و المستشفيات وخاصه في المدن الكبرى مثل لندن وبرلين وموسكو وباريس وغيرها. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 م و بدأت الحرب الباردة بين الأمريكان والاتحاد السوفييتي شرعت جميع دول العالم المتقدمة شرقاً وغرباً بمواصلة بناء الملاجئ بحيث تكون مضادة للأسلحة النووية والفتاكة وتم بناء الملاجئ في أنفاق المترو والحدائق العامة وكذلك تحت البنايات والعمائر المكتظة بالسكان والأسواق لكي تستخدم كمواقف للسيارات في السلم وملاجئ في وقت الحرب وقد شاهدتها في جميع الدول التي زرتها شرقاً وغرباً ويوجد بها مرافق وخدمات وتصريف صحي ومياه للشرب والتدفئة يتم تفعيلها وتشغيلها عند الحاجه. ويوجد بالقرب منها صفارات الإنذار. بل وكل مواطن يتم تزويده بخرائط مواقع الملاجئ القريبة من سكنه ومن عمله ومن مكان تسوقه حرصاً على سلامة مواطنيهم وأكبر مثال أمامنا اليوم هي الحرب الروسية الأوكرانية فلولا الله ثم وجود الملاجئ المضادة للصواريخ لقضي على ملايين البشر . أصبحت الملاجئ المحصنة من الضروريات بل من الأولويات لكل دوله لحماية شعبها . بناء الملاجئ ليس حديث بل منذ الحربين العالميتين ومعروفه لدى جميع الدول . لكن مع الأسف الشديد لم تعطى أهميه في الدول العربية لأن الكل كان يستبعد وصول الصواريخ والأسلحة النووية إليها. بالرغم من أن الأسلحة النووية أصبحت في منتصف الشرق الأوسط منذ عقود في إسرائيل والان قاب قوسين أو ادنى ستكون في إيران ولا توجد خطط في الدول العربية لبناء الملاجئ بعد. لا أعتقد أن مواقف السيارات الموجودة تحت الأسواق والفنادق وبعض العمائر مهيئة كملاجئ أبداً. هل سيبدئون في بنائها؟ لا أعتقد لأن بناء الملاجئ تحت المرافق العامة في الوقت الحاضر مكلفه جداً وخاصه الفولاذ والحديد و الأسمنت الخاص بها. تعمل العديد من الدول العربية الآن على مشاريع كبيره وبناء حدائق عملاقه ومباني وأسواق. هل سيتم الأخذ في الحسبان ببناء ملاجئ تحتها؟ الله أعلم وأشك في ذلك . هل سيجبر من يبنون الأسواق الكبيرة والعمائر ببناء ملاجئ تحتها؟ لابد من الاستعجال في بناء الملاجئ لأن الوقت ليس في صالحنا. على الأقل للأجيال القادمة ( الله خير حافظ وهو أرحم الراحمين )
الدكتور / سعد بن عبدالعزيز العودة
أكاديمي وباحث مختص في إدارة الأزمات
٢٠٢٢/٣/١٣ م