المقالات

الوعد مع سعد

طير أبن برمان: – كان أبن برمان مولعاً بالقنص وكان لديه صقر حر من أجود أنواع الصقور وفي أحد مقانيص أبن برمان أطلق الصقر لاصطياد فريسة ولكن بدل أن يصطاد الفريسة حمل أفعى وعاد بها وانزلها على رأس أبن برمان فلدغته ومات على الفور. وأصبح مثلاً لدى العرب لكل من يُقَرِّب أحد منه ثم يُفاجأ بخيانته وجلب الضرر له، بعد ثقة عمياء وإعطائه الخيط والمخيط بالرغم من عدم كفاءته لكنه تمكن بخبثه وليس بذكائه أو دهائه من الوصول إلى أعلى المستويات. وكم مر علينا من طيور أبن برمان منهم من قضى نحبه ومنهم من هرب ومنهم من سيهرب. أنا ايضاً أشبه ما حدث من تمرد لقائد قوات المرتزقة فاغنر بريغوجين الذي صنعه بوتين بعد أن كان طباخه الخاص وصاحب مطاعم وشركات لكنه بخبثه تمكن من ثقة بوتين حتى أصبح يكلفه بمهام سريه ثم كلفه بتشكيل قوات خاصه لا ترتبط بالجيش بل ببوتين شخصياً. وبعد نشوب الحرب الأوكرانية كلفه بوتين بعمليات خاصه داخل الأراضي الأوكرانية والتواصل مع كوريا الشمالية للحصول على الأسلحة والصواريخ منها. وعندما أنتبه بوتن للرجل وأعماله وأهدافه كان الوقت متأخراً وهذا هو طير بوتن. وفي السودان طير البشير محمد دقلو تاجر الإبل وقاطع الطرق ومهرب، قربه ومكنه عمر البشير لتولي قيادة قوات الجن الاجاويد ( الجنجاويد) والمشاركة في النزاع في دارفور وإعادة تشكيل القوات وأصبحت تابعة لجهاز المخابرات ومن ثم تشكيل قوات الدعم السريع. دقلو كان مقرباً من البشير ومنحه رتبة فريق وما أن قامت الثورة ضد البشير حتى انقلب دقلو عليه وتحالف مع الفريق عبدالفتاح البرهان ومُنِحَ منصب نائب رئيس مجلس السيادة. وبعد أن اختلف الرجلان على المناصب والغنائم أشعلا حرباً دمرت السودان وستستمر لفترة طويلة لوجود من يغذيها خارجياً. كل ما حدث في العالم العربي منذ ٢٠٠٣م حتى اليوم لعبوا فيها طيور أبن برمان دوراً رئيسياً تسبب بسقوط حكومات وزعزعة استقرار دول عربية أصبحت دولاً فاشله يتناحر طيورها على المال والسلطة. اللهم اكفنا شر هذه الطيور وطيرها يالله بعيداً عن بلادنا

 

الدكتور / سعد بن عبدالعزيز العودة
أكاديمي وباحث مختص في إدارة الأزمات
23 يونيو 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )  

 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى