الدكتور فهد العنزي : شعيرة الوضوء ليست مجرد طقس تعبّدي بل ممارسة صحية

صراحة – الرياض: أكّد الدكتور فهد العنزي، الأكاديمي والباحث في العلوم الطبية الحيوية، أن شعيرة الوضوء في الإسلام ليست مجرد طقس تعبّدي يسبق الصلاة، بل تمثل ممارسة صحية متكاملة أثبتت الدراسات الحديثة فعاليتها في تعزيز النظافة الشخصية والوقاية من الأمراض.

وقال الدكتور العنزي: “الوضوء يُمارس يوميًا خمس مرات، ويتضمّن غسل الأيدي، والمضمضة، والاستنشاق، ومسح الرأس، وغسل القدمين، وهي خطوات تتوافق تمامًا مع المبادئ التوجيهية لأهم المؤسسات الصحية في العالم، مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)”.

وأشار إلى أن العلم الحديث أثبت فوائد صحية ملموسة للوضوء، منها أن غسل اليدين يقلل من الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي بنسبة تصل إلى 21%، طبقًا لتقارير CDC، بينما تساهم المضمضة في الوقاية من التهابات اللثة وتقليل رائحة الفم الكريهة، حسب الجمعية الأمريكية لطب الأسنان (ADA).

كما أوضح أن “الاستنشاق، الذي أوصى به النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يساهم في تنظيف الجيوب الأنفية وتقليل مسببات الحساسية، وهي ممارسة مشابهة لما يُعرف بـ ‘nasal irrigation’ التي يدعو إليها الأطباء اليوم”، مشيرًا إلى دراسة نُشرت في American Journal of Rhinology أكّدت تلك الفوائد.

وأضاف الدكتور العنزي أن غسل القدمين يُعدّ حاجزًا ضد التهابات الجلد والفطريات، خاصة في المناخات الحارة والرطبة، مما يعزز النظافة ويحمي من العدوى.

وختم تصريحه بالقول: “الوضوء يُعدّ برنامجًا وقائيًا متكاملًا، يجمع بين الطهارة الروحية والصحة البدنية، ويجعل من المسلم إنسانًا واعيًا بأهمية النظافة والوقاية”، مؤكدًا على أن الإسلام دين الطهارة والاعتدال، وأن تعاليمه تسبق العلوم الحديثة بخطى راسخة.