محليات

الربيعة يشارك في الندوة المقامة بمناسبة مرور 90 عامًا على زيارة الملك فيصل التاريخية لبولندا

صراحة – الرياض: شارك معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة في الندوة التي نظمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في مدينة كراكوف البولندية أمس بالتعاون مع جامعة ياجيلونسكي بمناسبة مرور 90 عامًا على زيارة الملك فيصل التاريخية لجمهورية بولندا عام 1932م، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز رئيـس مجلـس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ورئيس جامعة ياجيلونسكي البروفيسور ياتسيك بوبيل، وعدد من المسؤولين والمفكرين والمتخصصين في المجالات الثقافية المختلفة.

وقدم معاليه في كلمة له خلال الندوة الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل و جامعة ياجيلونسكي على دعوته للمشاركة بهذه الندوة التي تجسد تقارب الرؤى السعودية والبولندية التي تترجم من خلال هذه الزيارات، والتي أثمرت – ولله الحمد – علاقة وطيدة وتطابقاً معرفياً وتعاوناً يتنامى بشكل سريع، لا سيما عبر برامج التعاون المعرفي والثقافي والإنساني.

وبيّن الدكتور الربيعة أن المملكة دأبت منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- على ترسيخ مبادئ التآلف والتعاون بين شعوب ودول العالم، لا سيما مع الدول الشقيقة والصديقة؛ ليعيش العالم بأمن وسلم وسلام، كما حرصت على التكافل الدولي بما يضمن دعم المجتمعات الأقل نمواً وذات الاحتياج الإنساني الكبير، ودعم الدول ذات الاقتصاد الهش بمساعدات إنمائية لتمكينها من الاعتماد على نفسها، مستذكرا بأن المملكة كانت من أوائل الدول التي حرصت على تأسيس الأمم المتحدة وضمان وجود مؤسسة دولية تُعنى بإرساء ونشر الأمن والسلام الدوليين، ومنع حدوث النزاعات والصراعات بين الدول لتعيش شعوب العالم بأمن ورخاء.

وأردف معاليه أن تاريخ المملكة حافل بمواقفها الإيجابية لحل الصراعات في جميع مناطق العالم، كما كانت سباقة في عقد الصداقات وتعزيز العلاقات الإيجابية مع دول العالم ومن ذلك المجموعة الأوروبية، ولقد كان لزيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – لبولندا في عام 1932م حينما كان وزيراً للخارجية عظيم الأثر في بناء العلاقات بين البلدين.

وأكد أن العلاقة قد شهدت تطوراً نوعياً في عام 2005م إثر مبادرة المملكة العربية السعودية بإحضار التوأم السيامي البولندي (داريا وأوليقا) لإجراء فصلهما بعملية جراحية استغرقت 18 ساعة ونصف، إذ كان لها أصداء إيجابية في تعميق العلاقة بين البلدين وبدء مرحلة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي والإنساني بين البلدين حين تحركت الدوائر الرسمية فيهما على مستويات عليا من الجانبين لتتخذ العلاقة بعداً أكثر عمقاً وأوسع مجالاً، وتبادلت الوفود الرسمية في الرياض ووارسو الزيارات يحملون خططًا متكاملة لمشروعات علمية وتعليمية واقتصادية بين البلدين، فضلاً عن كونها فرصة لتبادل الخبرات والتجارب والتواصل الثقافي والحضاري، وبذلك أصبحت كل من “داريا وأوليقا” سفيرتي مودة ومحبة بين البلدين.

وعرج معاليه على اهتمام المملكة عبر تاريخها الطويل بالعمل الإنساني والإغاثي مما جعلها تتبوأ في عام 2021م المرتبة الثالثة دولياً من حيث حجم المساعدات المقدمة من الدول، وقدمت خلال العقدين الماضيين أكثر من 95 مليار دولار لأكثر من 160 دولة حول العالم دافعها الأساسي تلبية الاحتياج الإنساني بدون تمييز.

وأبرز معاليه بهذا الخصوص التوجيهات الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود و صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عام 2015 م، الذي وحد العمل الإنساني السعودي ونظم مسيرته ليصبح الذراع الإنسانية السعودية، حيث استطاع المركز خلال سبع سنوات من إنشائه أن ينفذ برامج تربو على 2.094 مشروعاً إنسانياً في 86 دولة حول العالم، كان حريصاً خلالها على تنوع العمل الإنساني وتكوين شراكات استراتيجية مع الدول الداعمة والمستفيدة، وكذلك مع المنظمات الأممية والدولية، معتمداً على قيم المهنية والجودة والاستدامة في تنفيذ برامجه الإغاثية والإنسانية والتطوعية، منوهًا بالشراكات المهمة التي عقدها المركز مع الجانب البولندي ومع منظمات الأمم المتحدة لدعم اللاجئين الأوكرانيين في بولندا.

واسترجع الدكتور عبدالله الربيعة مسيرة المملكة في جراحة فصل التوائم السيامية التي امتدت لأكثر من 32 عاماً حافلة بالنجاح والعطاء؛ إذ تمكن البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية أن يشرف على أكثر من 124 توأماً حول العالم، ويقوم بفصل 52 توأما من 23 دولة في 3 قارات بنجاح لافت للنظر، مشيرا إلى أن هذا البرنامج ما يزال ينفذ مبادراته الإنسانية الطبية التي تعد امتداداً للعمل الإنساني التطوعي الذي يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة.
وأوضح معالي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعة في ختام كلمته حرص الجانبين السعودي والبولندي على تطوير هذه العلاقة الوطيدة وإرساء علاقات متينة في ظل التقاطعات الإيجابية بين البلدين لا سيما في مجال العمل الإنساني واحتضان اللاجئين، حيث تحتضن المملكة العربية السعودية أكثر من مليون لاجئ بينما تحتضن بولندا نحو مليون ونصف لاجئ؛ وهو ما يؤكد أهمية بناء هذه الروابط والعلاقات الإنسانية، سائلاً المولى عز وجل أن يجعل هذه العلاقة دافعا لبناء مشاريع تفيد البلدين.

 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى