محليات

الرياض تحتضن معسكر “رواد مستقبل المعادن” لتمكين الابتكار في قطاع التعدين

تستعد العاصمة الرياض لاحتضان المعسكر الحضوري للنسخة الأولى من المنافسة العالمية للابتكار في المعادن تحت عنوان “رواد مستقبل المعادن”، التي ينظّمها برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية “ندلب”، بالشراكة مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية، وبرعاية معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، وقيادة معالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد بن صالح المديفر، ومشاركة الشريك الرئيسي للمنافسة شركة “معادن”، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تمكين قطاع التعدين وتعزيز دوره كأحد الركائز الإستراتيجية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ومن المقرر أن تنطلق أعمال المعسكر الحضوري خلال الفترة من 8 إلى 10 يناير 2026، بمشاركة الفرق المتأهلة من داخل المملكة وخارجها، حيث يشكّل المعسكر المحطة النهائية من المنافسة، والتي تعد استكمالًا لمرحلة المنافسة الوطنية التي عُقدت في جولة شاملة غطت جميع مناطق المملكة في شهر أكتوبر الماضي برعاية الشركة السعودية لخدمات التعدين “إسناد” لتأهيل الفرق الفائزة للمنافسة العالمية، والتي تسبق مرحلة التحكيم النهائي وإعلان الفائزين وتكريم الشركاء خلال انعقاد النسخة الخامسة من مؤتمر التعدين الدولي بتاريخ 14 يناير 2026.
ويأتي تنظيم المعسكر في وقت يشهد فيه قطاع التعدين السعودي تحولات نوعية غير مسبوقة، مدعومة برؤية إستراتيجية واضحة وبيئة تشريعية وتنظيمية جاذبة للاستثمار، انعكست على مكانة المملكة في المؤشرات الدولية، حيث تقدّمت المملكة من المركز 104 إلى المركز 23 عالميًا في مؤشر جاذبية الاستثمار التعديني وفق التقرير السنوي لمعهد فريزر الكندي لعام 2024، محققة بذلك أحد أكبر القفزات العالمية خلال العقد الأخير, كما سجّلت المملكة تقدمًا لافتًا في مؤشر تصور السياسات من المرتبة 82 إلى المرتبة 20 عالميًا، إلى جانب صعود مؤشر الإمكانات الجيولوجية من المرتبة 58 إلى المرتبة 24، بما يعكس الثقة المتنامية في قطاع التعدين السعودي وإمكاناته المستقبلية.
وتتكامل هذه المؤشرات مع الجهود الوطنية في استكشاف وتعظيم الثروة المعدنية، حيث تُقدَّر قيمة الثروات المعدنية في المملكة بنحو 9.4 تريليونات ريال، مدعومة بتنفيذ البرنامج العام للمسح الجيولوجي الذي يستهدف بناء قاعدة معرفية شاملة للموارد التعدينية، حيث تم إنجاز 65% من مستهدفات المرحلة الأولى من المسح الجيولوجي في منطقة الدرع العربي، الممتدة على مساحة 630 ألف كيلومتر مربع؛ بهدف توفير بيانات دقيقة وموثوقة تسهم في تحفيز الاستثمارات وتعزيز تنافسية القطاع.
وتشمل المنافسة العالمية للابتكار في المعادن ثلاثة مسارات رئيسة في التقنيات الذكية، والأمن والسلامة، واستدامة الموارد بهدف تطوير حلول عملية للتحديات في سلسلة القيمة لقطاع التعدين، وتمكين الكفاءات الوطنية والعالمية من الإسهام في بناء منظومة ابتكار متكاملة تدعم استدامة القطاع ونموه.
وقد شهدت المنافسة منذ إطلاقها إقبالًا واسعًا، حيث بلغ إجمالي عدد المتقدمين 1812 متقدمًا شكّلوا 371 فريقًا، من 57 دولة حول العالم، تأهل منهم 356 مشاركًا يمثّلون 70 فريقًا إلى المرحلة النهائية، بنسبة 68% من داخل المملكة و32% من خارجها، في مؤشر يعكس الحضور الدولي المتنامي إلى جانب الزخم المحلي للمنافسة.
ويوفر المعسكر الحضوري بيئة عمل مكثفة تجمع بين ورش العمل التوعوية، والجلسات الإرشادية، وتطوير الحلول، بما يسهم في رفع جاهزية الفرق المشاركة قبل العروض النهائية أمام لجان التحكيم، وصولًا إلى تتويج الفائزين في مؤتمر التعدين الدولي، ضمن منظومة متكاملة تهدف إلى تعظيم القيمة المضافة لقطاع التعدين وتعزيز دوره الحيوي.

زر الذهاب إلى الأعلى