محليات

«الرياض – واشنطن: زيارة التوازن الاستراتيجي»… قراءة في مقال د. فايز الشهري

نشر الكاتب والباحث في قضايا الإعلام والسياسة الدولية والمتخصص في الإعلام الجديد د. فايز الشهري مقالًا تحليليًا في جريدة الرياض تحت عنوان «الرياض – واشنطن.. زيارة التوازن الاستراتيجي»، تناول فيه الأبعاد السياسية والاقتصادية والعسكرية للزيارة المرتقبة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى العاصمة الأميركية واشنطن غدًا 18 نوفمبر 2025. واعتبر الشهري أن هذه الزيارة تشكّل محطة محورية في مسار العلاقات السعودية – الأميركية، وتعبّر عن مرونة استراتيجية متنامية في سياسة الرياض الخارجية.

وأوضح الشهري أن التحولات الجيوسياسية المتسارعة على المستويين الإقليمي والدولي دفعت المملكة إلى تنويع شراكاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية، دون أن يؤثر ذلك على متانة تحالفها التاريخي مع الولايات المتحدة. فالنهج السعودي الجديد، كما يصفه، لا يضعف التحالفات التقليدية، بل يعززها بإعادة مواءمتها مع عالم يشهد تبدلًا مستمرًا في موازين القوى.

وأشار الكاتب إلى أن التطورات الإقليمية، من الحرب في غزة والتوترات في البحر الأحمر إلى الأزمة اليمنية، رسّخت الدور السعودي كعامل استقرارٍ رئيس في منطقة مضطربة. فقد نجحت الرياض في دفع مسارات التهدئة في اليمن، واستعادة التواصل مع إيران، وتوحيد المواقف العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية. ورغم هذه التحركات، يؤكد الشهري أن علاقات الرياض بواشنطن لم تتأثر سلبيًا، بل ازدادت قوة لكون المملكة تُعد صمام أمانٍ مهمًا للاستقرار الإقليمي وأمن الطاقة العالمي.

وفي الجانب الاقتصادي، تناول المقال انخفاض اعتماد الولايات المتحدة على النفط السعودي إلى 4.1% من إجمالي وارداتها في 2024، لكنه شدد على أن استقرار أسعار الطاقة يظل عاملًا جوهريًا للاقتصاد الأميركي. كما أكد أن التحول الاقتصادي السعودي يقلّص الصورة النمطية للعلاقة، إذ أصبح صندوق الاستثمارات العامة لاعبًا دوليًا مؤثرًا من خلال استثمارات استراتيجية في شركات أميركية كبرى، بالتوازي مع استثمارات أمريكية ضخمة تعهّدت بها شركات تقنية بقيمة 80 مليار دولار.

وفي المجال العسكري، لفت الشهري إلى أن الاحتياجات الدفاعية السعودية تشكل عنصرًا حاسمًا في صناعة السلاح الأميركية، مبينًا أن أي عرقلة للصفقات من جانب الكونغرس تدفع الرياض للبحث عن بدائل، وهو ما قد ينعكس سلبًا على الصناعات الدفاعية الأميركية نفسها. وهذا الواقع، بحسب تحليله، يفرض على واشنطن نهجًا أكثر مرونة في التعامل مع ملف التسلح السعودي.

وخَلُص المقال إلى أن زيارة ولي العهد تمثل لحظة تاريخية لإعادة صياغة الشراكة السعودية – الأميركية على قواعد أكثر توازنًا وتوافقًا مع المتغيرات الجيوسياسية المعاصرة. فالعلاقة بين البلدين اليوم قائمة على مصالح متبادلة وأوراق قوة جديدة، تجعل آفاق التعاون مرشحة لمزيد من التعزيز.

واختتم د. فايز الشهري مقاله بعبارة لافتة:
“يحترم التاريخ كل صداقة قديمة؛ إذا قرأ الأصدقاء المستقبل جيدًا.”

زر الذهاب إلى الأعلى