المقالات

السعودية.. الإنسان أولًا في رحلة التحول الوطني

تعيش المملكة العربية السعودية مرحلةً تاريخية من التحول الشامل، تقودها رؤية 2030 التي رسم ملامحها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – لتجعل من الإنسان محور التنمية وغايتها.

لم يعد التطور في المملكة محصورًا في البناء والعمران، بل امتد إلى بناء الوعي وتجديد الثقافة وتعزيز القيم الاجتماعية. فقد تحولت مفاهيم المواطنة والعطاء والعمل إلى سلوكٍ يومي يعيشه المواطن في حياته ومجتمعه، تأكيدًا لأن التنمية ليست أرقامًا فحسب، بل وعي وهوية ومسؤولية.

 

رؤية إنسانية قبل أن تكون اقتصادية

تتجلى رؤية السعودية 2030 في تمكين الشباب والمرأة، ودعم الإبداع، وتوسيع مساحة المشاركة الاجتماعية والثقافية.

فقد أصبحت الثقافة والفن والمعرفة جزءًا من هوية التنمية الوطنية، وصار الانفتاح على العالم وسيلةً لتعزيز التواصل الحضاري، لا لفقدان الخصوصية.

ولعل تأسيس وزارة الثقافة وهيئاتها المتخصصة، وتنظيم المواسم الوطنية مثل موسم الرياض وجدة والعلا، يعكس هذا الوعي الجديد الذي يربط الاقتصاد بالثقافة، والتنمية بالإنسان.

 

مشروعات تنبض بالحياة والهوية

من مشروع البحر الأحمر على ساحل البحر الأحمر، إلى مشروع القدية الترفيهي والرياضي قرب الرياض، مرورًا بمشروعات منطقة عسير السياحية، تتجلى روح الرؤية في خلق بيئاتٍ تجمع بين الجمال الطبيعي، والبعد الثقافي، والفرص الاجتماعية.

هذه المشاريع لا تستهدف السائح فحسب، بل تهدف إلى رفع جودة الحياة للمواطن والمقيم، وصنع مجتمعٍ متوازن يجمع بين الطموح والكرم، بين الأصالة والابتكار.

 

المملكة على خريطة العالم

تتجه أنظار العالم إلى المملكة مع استضافة معرض إكسبو الدولي 2030 في الرياض، الذي يُعد أحد أبرز الأحداث العالمية في القرن الحادي والعشرين، لما يمثله من نقلة حضارية واقتصادية وثقافية.

كما تستعد المملكة لاستضافة كأس آسيا لكرة القدم 2027، في خطوة تؤكد حضورها الرياضي القاري، وتعبّر عن ثقتها التنظيمية وقدرتها على جمع الشعوب في أجواء تنافسية راقية.

أما على المدى الأبعد، فتتطلع المملكة – بإذن الله – إلى استضافة كأس العالم لكرة القدم 2034، ما يجعلها مركزًا عالميًا للرياضة والسياحة والثقافة في آنٍ واحد.

 

المجتمع السعودي.. وعي وكرم وانفتاح

يُعد المجتمع السعودي اليوم نموذجًا في الانفتاح الواعي؛ يرحب بالثقافات المختلفة ويحافظ على قيمه العريقة في الكرم والتسامح.

ففي ظل استضافة المملكة لهذه الفعاليات العالمية، يبرز الوجه الإنساني للوطن الذي يحتضن العالم بقلبٍ سعوديٍ أصيل وروحٍ عصريةٍ منفتحة.

 

خاتمة

إن التنمية الحقيقية التي تشهدها المملكة اليوم هي تنمية الإنسان قبل المكان؛ تنميةٌ تعيد تعريف النجاح بأنه مشاركة، والحداثة بأنها استمرار للقيم، والمستقبل بأنه وطن يتسع للجميع.

وفي ضوء هذه الرؤية الطموحة، تمضي المملكة بثبات نحو عام 2030، حاملةً رسالتها الحضارية: أن الإنسان السعودي هو الثروة الأولى، وهو من يصنع الفارق في الحاضر والمستقبل.

 

بقلم / د. عبدالله بن قاسم بن دغيّم

متخصص في علم الاجتماع التنمية والتغير

[email protected]

الخميس 23 أكتوبر 2025 م 

للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

 

زر الذهاب إلى الأعلى