محليات

السعودية تأسف لتأجيل مؤتمر دولي لنزع أسلحة الدمار الشامل

صراحة – واس : أعربت المملكة العربية السعودية عن أسفها لما ورد بشأن تأجيل المؤتمر الدولي لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة منزوعة من كافة أسلحة الدمار الشامل الذي كان مقرراً عقده في هلسنكي أواخر العام الحالي.

 

جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة هولندا مندوب المملكة الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عبدالله بن عبدالعزيز الشغرود أمس الاثنين أمام الدورة السابعة عشرة لمؤتمر الدول الأطراف لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والمنعقد حاليا في لاهاي. وقال الشغرود “بداية كما تعلمون جميعا ينعقد مؤتمرنا هذا بعد فترة وجيزة من احتفالنا هذه السنة بالذكرى الخامسة عشرة لدخول اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية حيز النفاذ. وهي مناسبة بقدر ما تبعث الارتياح بما تحقق، فإنها تمنحنا الأمل بالمستقبل للبناء على ما تحقق من إنجازات. وأود هنا أن انتهز الفرصة لأشكر معالي المدير العام على الجهود التي بذلها مع زملائه في الأمانة الفنية في إبراز هذه المناسبة دولياً”.

 

وأضاف “تعلق المملكة العربية السعودية أهمية كبرى على تنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية انطلاقا من سياستها الرامية لنزع جميع أسلحة الدمار الشامل في ظل رقابة دولية صارمة وفعالة وفقاً للفقرة الأولى من ديباجة هذه الاتفاقية. و كما هو معلوم أن أهمية هذه الاتفاقية تكمن في تخليص الإنسانية من الأسلحة الكيميائية على نحو شامل و كامل مما يجعل الاتفاقية ركناً أساسيا في تعزيز السلم و الأمن الدوليين”.

 

وأكد أن التزام المملكة بالاتفاقية واهتمامها بتنفيذها على المستوى الوطني و الدولي هو امتداد لسياستها الثابتة والهادفة إلى حظر جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل ومنع انتشارها كون وجودها يشكل خطرا على السلم والأمن الدوليين ، كما أولت المملكة عناية كبيرة لجهود إزالة أسلحة الدمار الشامل على المستوى الإقليمي، وبما يؤدي إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من هذه الأسلحة الفتاكة، مبينا أن المملكة دعت في مناسبات عدة المجتمع الدولي لتقديم الدعم في سبيل هذا الهدف الذي هو حق مشروع لشعوبها، ودعامة رئيسة بلا شك لتعزيز الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي”. وقال وفي هذا السياق فإن بلادي تعرب عن أسفها لما ورد بشأن تأجيل المؤتمر الدولي لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة منزوعة من كافة أسلحة الدمار الشامل الذي كان مقررا عقده في هلسنكي في أواخر هذا العام ، وكنا نعلق على عقده أهمية للدفع بعملية السلام من خلال تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.

 

وفي شأن جهود المملكة في تطبيق متطلبات الاتفاقية، أبرز ما أولته على المستوى الوطني حيث كانت المملكة في طليعة الدول المبادرة إلى تطبيق متطلبات الاتفاقية وبنودها وعلى رأسها إنشاء هيئة وطنية لمتابعة تنفيذ الاتفاقية وإصدار نظامها الخاص بتطبيق الاتفاقية ولوائحها، وقال : قد واصلت باستمرار تطوير أنظمتها الوطنية حتى تكلل ذلك بإنشاء هيئة وطنية مستقلة لتنفيذ جميع الاتفاقيات المرتبطة بحظر الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والتي بدأت أعمالها مؤخرا على إثر صدور الأمر الملكي السامي بإنشائها وتزويدها بالموارد البشرية والمادية اللازمة لسير أعمالها.وليس هناك شك بأن عدم إتمام تدمير المخزونات من الأسلحة الكيميائية يُعد مصدر قلق للجميع. و نحن نأمل من الدول الحائزة الوفاء بالتزاماتها بأسرع وقت ممكن واتخاذ التدابير المنصوص عليها في قرار مؤتمر الدول الأطراف في دورته الأخيرة. ويبدو من خطط التدمير المقدمة من تلك الدول حرصها وشفافيتها في هذا الشأن”.

وأضاف “ولا جدال في أن إتمام التدمير بأسرع وقت ممكن، سيكون نقطة تحول في تاريخ المنظمة وسيصب في مصلحة الجميع، إذ أنه لا يمكن لهذه المنظمة أن تنطلق إلى أفاق أرحب فيما يتعلق بأولوياتها المستقبلية دون الانتهاء فعلياً من مسألة التدمير الكامل لتلك المخزونات. بالإضافة إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم ظهور الأسلحة الكيميائية ومنع انتشارها”. ونوه بالدور المهم للأمانة الفنية للمنظمة والمتعلق بالتحقق من أعمال التدمير، مبينا أن هذا هو الدور الذي يجب أن يتم تعزيزه لتحافظ الأمانة على أدائها بالمستوى المطلوب، ومنوها أيضا بجهود الأمانة الفنية في عمليات التحقق المطلوبة لهذا العام.

ورحب بجهود المدير العام في إبرام الترتيب المكمل الخاص لاتفاق العلاقة مع الأمم المتحدة. ليس هناك شك بأن منظمتنا هذه بذلت جهودا كبيرة في سبيل تعزيز تنفيذ الاتفاقية خصوصا فيما يتعلق بالمادة السابعة والعاشرة والحادية عشرة ويأتي مؤتمر المراجعة الثالث للاتفاقية فرصة سانحة وضرورية للمضي قدما في تقييم هذه الجهود و العمل على تعزيزها خصوصا فيما يتعلق ببناء المهارات و القدرات في مجالات الحماية و الاستجابة لطلبات المساعدة بالإضافة إلى المجالات المتعلقة بتسخير الكيمياء للاستخدامات السلمية وتسهيل نقل المواد والمعدات التقنية المرتبطة بها. فتحقيق هذه الأهداف يمثل أولوية لكثير من الدول النامية التي تتطلع لتطوير صناعتها الكيميائية و تنمية اقتصادياتها”.

زر الذهاب إلى الأعلى