محليات

الشيخ البعيجان: ما يدبره المفسدون حملات إعلامية تسعى لتهديد أمننا وإيقاد الفتنة

صراحة – نواف العايد : ذكر فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة اليوم أن الدنيا دار بلاء وفناء والآخرة دار جزاء وبقاء ، الدنيا متاع الغرور إنما هي ساعات وأيام وشهور ، وسنون ودهور ، تفنى الأعوام وتتلاحق الدهور وتمضي الأيام وتمر الشهور يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ، تفنى الأجيال وتنتهي الآمال وتنقضي الآجال وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام .

وتابع فضيلته : عام انقضى نقص من عمر الدنيا وقرب الآجال ومضى ، ختمت أعماله وطويت صحائفه ، فهنيئاً لمن اغتنم فرصته وربح وقته وأصلح عمله ألا وإننا قد دخلنا في غرة عام جديد يزفنا إلى القبور ويحدوا بما إلى يوم البعث والنشور ، فجدير بمن كان له قلب أو ألق السمع أن يغتنم فرصة العمر قبل الندم وقبل أن تجف المآقي ويفيض الدمع (وتقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كره فأكون من المحسنين ).

عباد الله : إن الله لم يخلقكم عبثا ولن يترككم هملا ، وقد خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ، وإن أعظم المصائب وأجل الخطوب وأفجع الأهوال وأفظع الكروب ، الحسرة على ضياع الوقت وفوات الأجل ومضي ساعات الزمان من غير عمل ، تبدأ حسرتها وندامتها من ساعة الاحتضار قال تعالى : (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) ، وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) فلحظات العمر عباد الله فرصة للعمل ونعمة تستوجب الشكر وخيركم من طال عمره وحسن عمله وشركم من طال عمره وساء عمله .

وأضاف فضيلته : ألا وإن من شكر النعم استغلال نعمة الأوقات والعمر في طاعة الله عز وجل وفق ما شرع على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم .

وفي المقابل فإن من كفر النعم وأسباب البلاء والنقم والحسرة والندم صرف نعمة الأوقات والعمر في معصية الله أو في غير ما شرع الله قال تعالى (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).

وفي الخطبة الثانية أوضح فضيلته : إن مستهل السنة الهجرية شهر محرم ، وهو شهر محرم قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ) ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقِعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ).

عباد الله : إن من هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومن مكفرات السيئات ومن شكر الله وتعظيمه صيام يوم عشوراء وهو العاشر من شهر محرم .

فعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء ، فسئلوا عن ذلك ، فقالوا هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى ، وبني إسرائيل على فرعون ونحن نصومه تعظيما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نحن أولى بموسى منكم ثم أمر بصومه ) متفق عليه .

معاشر المسلمين إن ما يدبره المفسدون ويخطط له المجرمون ويديره الماكرون الحاسدون من أعداء ديننا وبلادنا إنما هي حملات إعلامية ودعايات شيطانية وهجمات شرسة ومؤامرات خبيثة تسعى لتهديد أمننا وتفكيك وحدتنا وإيقاد الفتنة في بلادنا وبين صفوفنا ، وهتك حرمة الأشهر الحرم ونقض العهد ونكث البيعة والخروج عن الطاعة والفساد في الأرض وقد رأينا بأم أعيننا ما آلت إليه البلدان المجاورة من دمار ، فاعتبروا يا أولي الأبصار .

واختتم فضيلته الخطبة بالدعاء اللهم أحفظ هذه البلاد آمنة مستقرة اللهم أحفظها من الفتن اللهم أحفظها من كيد الكائدين ومن شر المفسدين ومن شر الأعداء والحاسدين اللهم أحفظها وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين .

اللهم كن للمسلمين في بورما ، اللهم احقن دماءهم واستر عوراتهم وآمن روعاتهم وعجل فرجهم يا رب العالمين .

اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين بتوفيقك وأيده بتأييدك اللهم وفقه وولي عهده لما فيه صلاح البلاد والعباد ولما فيه خير للإسلام والمسلمين يا رب العالمين ، اللهم أحفظ حدودنا وانصر جنودنا يارب العالمين ، اللهم اشف مرضاهم وتقبل موتاهم وأحفظهم بحفظك واكلأهم برعايتك

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى