الخدمة الاجتماعية والصحة المدرسية … وحماية طلبة المدارس

يمكن القول إن الخدمة الاجتماعية والنفسية تلعبان دورًا حاسمًا في تعزيز الصحة المدرسية. فمن خلال تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، يمكن للطلاب أن يطوروا مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية، ويحسنوا أدائهم الأكاديمي، ويعززوا ثقتهم بأنفسهم.
الخدمة الاجتماعية والنفسية في المدارس ليست مجرد رفاهية، بل هي ضرورة حتمية لضمان صحة ورفاهية الطلاب وحمايتهم من الاضطرابات النفسية سواء من داخل أنفسهم أو من الخارج كالتنمر والتحرش وغير ذلك من الهجمات المدمرة للشخصية، ومن خلال العمل المشترك بين الأخصائيين الاجتماعيين والأخصائيين النفسيين والموجهين الصحيين بالمدارس- رجالاً ونساءً، يمكننا خلق بيئة مدرسية داعمة وآمنة ومحفزة للطلاب، ويُعد تقاطع الخدمات الاجتماعية والصحة المدرسية أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز قدرة الطلاب على الصمود والصحة والناجحين. ويؤدي التعاون المستمر وتبادل الموارد بين هذه القطاعات إلى تدخلات أكثر فعالية وتحسين النتائج التعليمية والحياتية للأطفال.
من هذا المنطلق فالاستثمار في الخدمة الاجتماعية والنفسية في المدارس هو استثمار في مستقبل أبنائنا وشبابنا وبناء مجتمع صحي ومزدهر فتحتاج الى الدعم بالموارد والتدريب اللازمين لضمان تقديم خدمات عالية الجودة للطلاب.
وكتفصيل بسيط نشير إلى الاثار الإيجابية لهذا المشروع نستعرض التالي:
- رفاهية الطلاب وتحسين من صحتهم النفسية: من خلال معالجة العوامل البدنية والعقلية والاجتماعية التي تؤثر على حياة الطلاب والعمل على ازدهار الأطفال في البيئات المدرسية وتعزيز المرونة العاطفية، ودعم الكشف المبكر والعلاج، والحماية من الوصمة.
- التكامل في مجال الصحة النفسية لتعزيز العلاقات بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور: يواجه العديد من الطلاب تحديات في الصحة النفسية، مثل القلق والاكتئاب والصدمات النفسية. غالبًا ما يكتشف العاملين بالصحة المدرسية، مثل الموجهات الصحيات بالمدارس والكوادر الطبية العلامات المبكرة، بينما تقدم الخدمات الاجتماعية والنفسية دعمًا متخصصًا يشمل العلاج النفسي والإرشاد الأسري وإدارة الحالات….. ومعًا، سيكون هناك ضمان -بإذن الله- لحصول الطلبة على الرعاية في الوقت المناسب.
- ضمان الحصول على الرعاية الصحية: قد تُحدد برامج الصحة المدرسية الأطفال الذين يعانون من احتياجات طبية غير مُلباة. ثم تُساعد الخدمات الاجتماعية العائلات على الوصول إلى مُقدمي الرعاية الصحية، والاشتراك في برامج التأمين الصحي، وتأمين وسائل النقل أو المساعدة المالية للعلاج، وبالتالي تقليل العوائق التي تحول دون حصولهم على خدمات صحية كافية، و سد الفجوة بين المنزل والمدرسة ومقدمي الرعاية الصحية.
- العمل على معالجة المحددات الاجتماعية للصحة: تؤثر العوامل الاجتماعية، كالفقر، وعدم استقرار السكن، وانعدام الأمن الغذائي، والعنف الأسري، على صحة الطلاب وتعلمهم. لذا، تتدخل الخدمات الاجتماعية لتوفير الموارد والدعم الأساسيين. وفي الوقت نفسه، فمن جهة تعمل الكوادر الصحية على مراقبة العلامات التي قد تشير الى الحاجة للتدخل ويبلغون عنها أخصائيي وأخصائيات الخدمات الاجتماعية والنفسية لضمان عدم ترك أي طفل دون دعم.
- دعم وتعزيز الأداء الأكاديمي: يُعدّ سوء الصحة والتحديات الاجتماعية من العوائق الرئيسية أمام النجاح الأكاديمي. ومن خلال التخفيف من هذه التحديات، تُساعد خدمات الصحة المدرسية والخدمات الاجتماعية على تحسين الحضور والتركيز ونتائج التعلم، مما يُعزز في نهاية المطاف الأداء الأكاديمي ومعدلات التخرج.
- دعم برامج وأنشطة التثقيف الصحي المدرسي: بالتعاون مع المعلمين والأخصائيين الصحيين لتقديم التثقيف الصحي للطلاب والوقاية من الأمراض، وزيادة وعي الطلبة بالمواضيع الصحية مثل النظافة والتغذية وتعاطي المخدرات والصحة الجنسية.
7. التطوير المهني للموظفين: من خلال تدريب الكوادر التربوية وخاصة موجهي وموجهات الصحة المدرسية على قضايا مثل حماية الطفل، التعرف المبكر على المشكلات النفسية والسلوكية، التعامل مع الأزمات والحالات الطارئة.
بقلم: د. ماجد المنيف
مستشار التوعية والصحة المدرسية