محليات

“القاسم” في #خطبة_الجمعة بالمسجد النبوي: من أراد الهداية فعليه بالقرآن، ومن أراد الانتفاع به فليجمع قلبه عند تلاوته وسماعه

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

صراحة – المدينة المنورة: أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، المسلمين بتقوى الله عز وجل، مبينًا أن الله سبحانه خلق الخلق وأمرهم بعبادته، وبعث إليهم رسله رحمةً بهم، وأنزل مع كل واحد منهم كتابًا لكمال الحجة والبيان، وخص القرآن الكريم من بين سائر الكتب بالتفضيل.

وقال فضيلته: جمع سبحانه في القرآن محاسن ما قبله، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره؛ فكان شاهدًا وأمينًا وحاكمًا عليها كلها، فكل كتاب يشهد القرآن بصدقه فهو كتاب الله. لم يُنزِل سبحانه من السماء كتابًا أهدى منه، وهو أحسن الأحاديث المنزلة من عند الله، ووصفه بأنه مجيد وكريم وعزيز، وتحدى الخلق بأن يأتوا بمثله، أو بمثل عشر سور منه، أو بمثل سورة منه.

وأضاف: فصاحة القرآن الكريم وبلاغته ونظمه وأسلوبه أمر عجيب بديع خارق للعادة، أعجزت الفصحاء والبلغاء معارضته؛ فإنه ليس من جنس الشعر ولا الرجز، ولا الخطابة ولا الرسائل، ولا نظمه نظم شيء من كلام الناس غريبهم وعجمهم، آياته جمعت بين الجزالة والسلاسة، والقوة والعذوبة.

وتابع: مع إعجازه سهل الله على الخلق تلاوته، ويَسَّر معناه، والإعجاز في معناه أعظم وأكثر من الإعجاز في لفظه، وهو قول فصل مشتمل على قواعد الدين والدنيا والآخرة، فيه العقائد، والأحكام والتشريعات، والأخلاق والقصص، والأخبار والمواعظ، وأسس السعادة والفلاح.

القرآن المجيد يأخذ بالألباب، وهو أقوى سبيل للدعوة إلى الإسلام، وقد استمعت له الجن فآمنوا واغتبطوا، ولو أنزل الله القرآن على جبل لتذلل وتصدع من خشية الله؛ حذرًا من أن لا يؤدي حق الله عز وجل في تعظيم القرآن، فأمر الله الناس أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع.

واختتم الخطبة بقوله: من أراد الهداية فعليه بالقرآن، ومن أراد الانتفاع به فليجمع قلبه عند تلاوته وسماعه، وليصغ إليه السمع، وليستشعر كلام الله إليه؛ فإنه خطاب منه للعبيد على لسان رسوله، وليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته من تلاوة القرآن، ومن تدبر القرآن طالبًا منه الهدى تبين له طريق الحق.

زر الذهاب إلى الأعلى