أمانة جدة تغلق 309 مصبات لمياه المجاري بسبب العثور على أسماك سامة

صراحة – متابعات :

كشفت مصادر على كورنيش جدة استمرار عملية تصريف مياه المجاري في البحر رغم أخطارها البيئية الشديدة والتي تؤدي الى تراجع معدلات النمو السمكي وربما تحولت إلى أسماك سامة وبعضها جالبة للأمراض الخطيرة نتيجة الخلل البيئي فيما تؤكد أمانة محافظة جدة حصر المصبات النظامية, وغير النظامية وانه تم إغلاق (309) مصبات مؤخرا, وإنذار أصحاب المواقع المخالفة من قبل البلديات الفرعية.
وعن الأخطار البيئية والصحية الناجمة عن تصريف مياه المجاري في البحر، أكد الخبير البيئي عبدالحميد طيب أنّ تصريف هذه المياه في البحر يعتبر جريمة بيئية كبيرة؛ لأنها تحتوي على مواد عضوية ضارة ولها تأثير بالغ على تركيبة الماء ومع ذلك التلوث تبدأ كمية الأوكسجين في الماء بالانخفاض، بالإضافة إلى أن هذه المياه تمنع أشعة الشمس من الوصول للمياه وبالتالي التأثير على بعض الأسماك التي تعيش تحت الضوء.
وأشار إلى أن مياه المجاري تؤدي الى تراجع معدلات النمو السمكي أو تقل جودته ومواصفاته وربما تحولت إلى أسماك سامة وبالتالي يؤثر تأثيرا سلبيا على الاقتصاد.
وبين أن مياه المجاري تحتوي على ميكروبات مرضية مثل البكتيريا والفطريات والطفيليات وبعض أنواع الطحالب، وربما تشتمل على السامونيلا أو فيروسات سامة لو شرب منها الأطفال أثناء السباحة، أو تعرض لها شخص وفي جسده جرح كما تشتمل على مخلفات الصرف الصناعي.
وقال: «لم نسمع عن حلول لتصريف مياه الصرف الزراعي والصناعي، حيث تختلط مياه المجاري التي تصب في البحر، وتسبب خللا في البيئة البحرية وإبادة أنواع من الأسماك وظهور أسماك غريبة لم تكن في السابق».
واوضح الغواص فيصل الحربي أن الغواصين يبتعدون عن تلك المنطقة نهائيًا، لأسباب متعددة أهمها موت الشعب المرجانية فيها وسوء الرؤية داخل البحر، بالإضافة إلى الروائح الكريهة التي يصعب على الإنسان تقبلها.
وقال الخبير البيئي سامي محمد علي الغامدي ان ملوثات البحر عديدة وتشكل مخلفات الصرف الصحي المصدر الرئيس وهو يحدث إما بالإلقاء المباشر لمياه الصرف الصحي عن طريق المنشآت الساحلية بدون أي معالجة، أو عن طريق محطات معالجة الصرف الصحي عندما تقوم بإلقاء الفائض عن قدرتها الاستيعابية من المياه العادمة إلى البحر بدون معالجة، أو إلقاء مياه الصرف عن طريق التوصيلات غير النظامية على شبكة تصريف الأمطار وشبكة المياه الجوفية، أو تصريف المياه المعالجة جزئيًا (معالجة أولية) من محطات المعالجة.
وتأتي تلك الانتهاكات البحرية فيما تؤكد أمانة محافظة جدة أنه تم حصر المصبات النظامية والبالغ عددها 615 مصبا, وغير النظامية منها (330) مصبا, وذكرت ان إجمالي المصبات التي تم إغلاقها (309) مصبات, والمتبقي من المصبات غير النظامية (21) مصبا وهي عبارة عن مصبات عادية وليست مصبات صرف صحي وجار متابعتها وإغلاقها حيث تم إنذار أصحاب تلك المواقع المخالفة ومتابعتها من قبل البلديات الفرعية.
وفي سياق متصل قال المتحدث الرسمي في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني انه يوجد بالرئاسة مركز للبلاغات ورقم مجاني (988) لاستقبال بلاغات الكوارث الطبيعية والبحرية، كما أن هناك خطة وطنية للاستجابة ومكافحة التلوث تضم في عضويتها الجهات ذات العلاقة بالتلوث البحري.
وأوضح أن مستوى التعامل مع حالات التلوث أو تدمير الشعب المرجانية يختلف باختلاف مستوى الحادثة, وذكر انه إذا كانت الحادثة فوق مستوى تعامل الجهات في المنطقة، ترفع إلى المستوى الوطني، وعند عدم القدرة على التعامل معها بهذا المستوى، يتم التعامل معها بتنسيق إقليمي ودولي، ويعمل وفق هذه الخطة نظام إبلاغ، وضباط اتصال في كل الجهات المشاركة في الخطة. ( المدينة )