المقالات

القوة الخام

القوة الخام هي قوى طبيعية للُب “الشيء” لم تتعرض إلى تأثير خارجي الذي يجعل محاورها تلتف حوله نطاق قوة أُخرى خارج الصلب الطبيعي لجذورها. وبسياق اخر؛ القوة الخام لها قاعدة مبنية من المبدأ إما أن يكون مبدأ إنساني أو أساس علمي أو مبدأ مورث جيل بعد جيل لم يتغير مع مرور الوقت، ومن ناحية اخرى لكل توجه هناك قوة خام هناك بداية حقيقية لأول مرة ولسبب وجيه، كقوة الخام للفِكر الحُر الّذي يعطي أفكاره بدون أن ينحاز إلى حزب لمجرد أنه منهم أو من جنسه أو من لونه أو من منطقته الجغرافية، أيضاً كقوة الحُكم على الأمور النابعة من قوة خام أستطاع من خلالها التعزيز لذاته ولم يرتابه الخوف من ردة فعل المحيط به. والقوة الخام العلمية المبنية على أُسس وهذه الأُسس تفرعت إلى نظريات وقوانين مستخدمة كانت من لُب هذا الأساس القاعدي الأول ولم تتعرض إلى افتراضية تُزعزع صحتها وبالرغم أن العلم يتطور ولكن هناك أُسس لا تقبل التطور لأنها حقيقة كونية ووجودية مثل أن الجنس البشري (ذكر وأنثى فقط) حتى في التحليل الجيني للحمض النووي لا يوجد نتيجة للكروموسوم الصحي غير ذلك وغير ذلك هي حالات مرضية تستدعي إلى علاج لكي تعمل وظائف الأعضاء بالشكل الصحيح أو يضل يصاب بالعاهات العضوية.  هنا تكمن أهمية هذه القوى في الروح فمن خلال وازع الضمير يُرى ويتعظ به وجانب العدل يسهب والصدق والنزاهة يؤخذ به كمبدأ لا يتجزأ عن الحياة بشيء، وهذه الفطرة الطبيعية الإنسانية التي ماتت عند البعض بسبب نوائب الحياة وأصبح الضمير ميت والمصداقية تلاشت والحقيقة لا تُرى من غشاء التدليس والإغواء والكذب فأصبحنا في متاهة نبحث بتحري دقيق عن قلب كل حقيقة مُبهمة ولو كانت لأمر سطحي لا يستحق البحث فيه لأنه ظاهر للعيان، ولكن ما نراه في هذه الأحقاب الزمنية لا ظاهر ولا باطن للعيان بل أصبح صاحب القوة الخام ملفت للأنظار أصبح يُرى بأنه غير طبيعي لأن بين الأقوام من كان يتأثر ويتأدلج بناء على ما حوله من ترغيب وترهيب ومغريات، من العجيب اليوم كيف لك أن تصمد بالقوة الخام؟! تصمد بالقوة الخام من خلال قوة الوعي كلما زاد مستوى قياس الوعي زادت القوة الخام داخل الأنسان، كشخص واعي مُتلقي؛ سيفهم ماهية المتحدث أمامه وإلى أي انبنائية يضم فِكره، وهذا هو المُبتغى. ومن اتجاه اخر؛ للوعي العالي قدرة على فهم سيكولوجية الأنسان المقهور الّذي غُلب على جوهره بدون أن يشعر ليصبح له مكنون محض مبني من أحداث مكانه وزمانه وليس من بُنات أفكاره التحليلية أو من غور الروح بشعورها التفصيلي للحدس، ولفهم المتلقي لمن هو أمامه هذا طريق الحكم المنطقي من مُستقبِل القضية [الفكر الحُر والحدس]. القوة الخام هي النظام الأخلاقي الراسخ والثابت وهنا تشبيه من د. جيم لوهر بالاشتراك مع كارين كيني يقولان “يعمل النظام الأخلاقي لدى كل شخص ضمن حدود معينة، وهي التي تحدد السلوكيات المقبولة والسلوكيات الغير مقبولة بالنسبة له. قد يكون من المفيد أن نفكر في الأخلاق كدائرة؛ حيث يعد السلوك الذي يحدث داخل الدائرة صحيحاً ومقبولاً أخلاقياً؛ أما ما يحدث خارجها فهو سلوك خاطئ وغير مقبول. وتوجد اختلافات كبيرة في حجم دوائر الأخلاق، وفي مدى نفاذية محيطها؛ في حين تعني الدائرة الكبيرة أن لدينا مجال أكبر للمناورة. ونفاذية المحيط هذه ترتبط بصلابة أو مرونة المبادئ الأخلاقية التي تحتوي عليها الدائرة”. في الشطر الأول “يعمل النظام الأخلاقي لدى كل شخص وفق حدود مُعينة” هذه تشرح معدل توسع أُفق الوعي عند كل شخص، فبحسب معرفتك وثقافتك وخبراتك تكون هي حدودك في النظام الأخلاقي. حافظ على قوتك الخام أو اِبْنِها بعزم، فنحن اليوم في عالم بشري مليء بالغرابة والتحديات والأفكار والسياسات والخطط التي تبحث خلف سُبل هدم الكيان البشري السوي لأهداف إما سياسية أو تنظيمية وغيرها.

 

بقلم / عهود الغامدي

13  مايو 2022 م 

للأطلاع على مقالات الكاتبة ( أضغط هنا ) 

 

زر الذهاب إلى الأعلى