المقالات

العبث الرمضاني

يعتبر شهر رمضان المبارك موسماً استثنائياً للقنوات التلفزيونية، لأنها تقوم بالتجهيز له والاستعداد منذ وقتاً مبكر، فهو يحصد مشاهدات عالية مقارنة بباقي اشهر السنة، ولن اتحدث هنا عن المسلسلات الكوميدية او التراجيدية فلها زملاء متخصصين يقومون بتقييم مستوى الاعمال من كافة الجوانب، ولكن عن البرامج التي قدمت على الشاشات الخليجية و المحلية، فمن غير المعقول ونحن في زمن العولمة كما يقال و زمن القنوات التلفزيونية و كذلك عصر وسائل التواصل التي أصبحت تروج للأعمال التلفزيونية ان نشاهد تقليداً لبرامج أخرى و لكن مع تغير الاسم فقط! هل هذا شي يعقل او يقبله المشاهد؟

الا إذا كان هذا المشاهد لا يتابع الا قنوات محددة لا يخرج عن نطاقها، وان افترضنا ذلك كان من الممكن قبول مثل هذه الأشياء لو لم نكن في هذا العصر، وكنا في زمن القنوات الأرضية التي لا يستطيع سكان الدول الا مشاهدتها. فمن السخف والاستهتار ان تنقل فكرة برنامج تلفزيوني ناجح في دولة او محطة أخرى الى قناتك دون أي تغيير في المحتوى او المضمون فقط تخليت عن الاسم الأصلي ووضعت اسماً معروف في مجتمعك، وان قبل بعض المشاهدين واشادوا بالعمل، ولكنهم في قرارة أنفسهم يعرفونا ان هذا البرنامج مستنسخ تماماً من برامج عرضت في مواسم سابقة، حتى وان حصلت على الحقوق الفكرية للعمل يبقى انه مستنسخ وان تلك القناة قد سبقت وقدمت شيئاً جديداً أصبح رائجاً.

أين الأفكار الجديدة اين صناعة المحتوى التي يتغنى فيها كثير من العاملين بالقنوات ومواقع التواصل، ام انها مجرد مسمى للتفاخر والتباهي امام الاخرين دون تقديم شيء يذكر يميز صناعتك للمحتوى عن غيرك.

يجب ان تدرك القنوات التلفزيونية كافة حجم التحديات والمعوقات التي تواجههم في وجود وسائل التواصل التي بدت تتوسع في اخذ الوقت الأكثر والأكبر من المشاهدين حتى أصبحت مشاهدة التلفاز من الغرائب في هذ الزمان.

لن اقدم النصائح و التنظير لكن يجب بالنهاية ان نعرف جميعاً ان التلفزيون نجح على مدار عقود في جذب الناس لأنه كان المبتكر و المساهم في تثقيف و توعية الناس و تقديم الجديد في كل مرة وليس .التقليد و النسخ ثم اللصق على الشاشة مع تغيير الـ (logo) .

الكاتب / ابجاد النافل

14 مايو 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى