المقالات

الخدم

دار بيني وبين زميل عمل أطراف حديث بمقر العمل عن الخدم لاسيما خدم المنازل، وأضرارهم على المجتمع. أخبرني هذا الزميل عن تفاني خادمته الأندونيسية الجنسية في عملها المنزلي. مما ذكره عمرها لم يتجاوز ٢٨ سنة. نفس عمر ابنته تقريباً، وولعة في الخدمة. تحب عملها الذي استقدمت من أجله.

يتعجب من استثمار الأعمار وبركتها على أسرتها، وعلى أسرته! أظهر تعجبه منها. تقوم بكل أعمال المنزل بعد صلاة الفجر. تجيد الطبخ بمهارة.

يذهب للعمل صباحاً، ويجدها قد وضعت على الطاولة فطوراً خفيفاً له، وبيضة واحدة، وكوب حليب ساخناً محذقاً بزنجبيل وقرفة. لا تنسى ولا تمل في عملها تقول عملي هذا عبادة أرجوا به الله، والمصحف لا يفارقها.. يعود ظهراً، ويجدها قد جهزت الغداء، ونظفت المنزل، وتحمل أبنه الصغير وتلعب معه. تقريباً كل شي تقوم به على أكمل وجه.

حقيقة سعدت بما قال، وموفق فيها ولله الحمد. الملفت فيما قال ” البركة، واستثمار العمر ” وأخبرني إنها تنفق على أسرتها، ووالدتها، وعندها طفلتان، ولا يستغني عنها إطلاقاً. إذا سافرت تكون الأسرة في ضيق وحرج. أبنته مقاربة لها في السن. وأم العيال تقول أنها مازالت صغيرة!

 

الوقت وعصرنته تغير، وهذا الجيل عادي ما يتزوجون إلا وقد ازف الثلاثين من العمر. رفضوا عددا من الخطاب لهذا السبب!! العلة انها صغيرة، وتدرس. لا تتحمل أي مسؤولية!!!

أغلب وقتها على الجوال أو تخرج مع والدتها أو صديقاتها …

توظفت فترة ثم لم تكمل مسيرتها العملية.. تقول طفشت !!!

والراتب ما يسوى شيء!!!

يرجوا الأب أن يأكل وجبة من يدها أو يرتشف حساءً من القهوة أو الشاي! فلا الأم، ولا أبنتها، والأبنة لا تجيد الطبخ.. لكنها تعرف كل المطاعم! ويطلب عن كيفية نصحها، والأسلوب النجع من أجل ان تستطيع وأن تفعل شيئاً مفيداً لنفسها ولغيرها؟

أو أن يكون لها هدف تسعى إليه؟

أو على الأقل لا تكون مكتئبة! يتسأل

هل مجرد التقدم في العمر هو الذي يصنعها …؟

دائما’ يسأل نفسه عن السبب هل نحن السبب في تربيتهم، وعدم مطالبتهم بالمشاركة في أعمال المنزل، ولو بشيء قليل على الأقل الخاص بهم. اتكالهم على الخدم وعدم تحمل المسؤولية. أثخن همم الأسر، وأضعف دورهم في تدبير منازلهم.

هل ستصبح أبنته زوجة تتحمل متاعب الحياة وأم مسؤولة عن تربية جيل أم ستتعب من أول الطريق. يرجوا من الله أن يصلح الله حال أبنائه وأبناء المسلمين وأن يكونوا لبنة صالحة في مسيرة حياتهم ومجتمعهم. ان شعور هذا الزميل والأب يؤلمني فيما ذهب اليه.

الشعور بتحمل المسؤولية شيء جميل وممتع فهو يجدد الطاقة والإبداع. عكس الاتكالية على الغير والكسل يسبب الاكتئاب والتعب.

ياسادة قيمة الإنسان ما يحسنه من عمل ومجور عليه وفي داره يتأكد ذلك الأجر وفق الأحاديث الصريحة صحاحها وحسانها.

الأنبياء والرسل عليهم السلام خدموا أنفسهم بأنفسهم وهم صفوة الخلق، ولا ريب الترف سبب التخمة والتكسل، وأورث الخمول والاتكالية على الخدم. أمةً لا تعتمد على نفسها في تدبير منازلها مهددة بالخطر واضمحلالها بالعقم. نسأل الله للجميع التوفيق، ودام عزك يا وطن، ودامت رموزك.

 

بقلم/ خالد بن حسن الرويس

للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى