المقالات

الفتوى والمفتي

لا حدس الفتاوي تختلف من مفتي عن اخر. فتوى عام ١٤١٧ بين اثنين من فقهاء الجزائر، وهُــما:

١- الشيـخ /موسى إسماعيل.

٢- الشيخ /محمد الطاهر آية علجت.

أبناء أصيب والدهم بالزهايمر “داء النسيان ” المعروف، فاستفتوا الشيخ الأول في هذا الأمر:

فقالوا للشيخ /موسى إسماعيل:

والدُنا مريض بـالزهايمر. يأكل ناسيًا في نهار رمضان فماذا علينا فعله؟

فأجابهم بقوله:

أبوكم قد زال عقله، والعقل مناط التكليف. غير مكلف بالصوم أصلًا، وبالتالي فلا شيء عليه.

ثم ذهبوا للشيخ الثاني/محمد الطاهر بنفس السؤال، فأجابهم الفقيه:

أطعموا عن والدكم عن كل يوم مسكينًا، فلئن تعاملوا والدكم معاملة المريض أحب إليَّ من أن تعاملوه معاملة المجنون.

فسمع الشيخ الأول موسى إسماعيل فتوى الشيخ الثاني / محمد الطاهر فتواه فبكى وقــال، حفظ الله الشيخ (الطاهر) ما أفقهه؟ فالفتوى قبل أن تكون فتوى يجب أن تكون تقــوى.

فقد لاحظ الشيخ الأول موسى أن َّفي هذه الفتوى تقوى وبر وأدب مع الأب، ورأى أنه من العقوق أن يعامل الأبناء أباهـم معاملة من ذهب عقله حاله كحال المجنون بل أمرهم أن يعاملوه معاملة المريض، وهذا الفهم هو ما أبكى الشيخ /موسى إسماعيل.

ياسادة الفقهاء يتمايزون فيما بينهم في الفقه وأصل المسالة الفقهية. فلا تستغرب من اختلاف الفتاوي والأحكام كلاً حسب منزلته الفقهية، وسعت الاطلاع على المتقدمين والمتأخرين. يكون حال المفتي. ليس كل فتوى مفتي صائبة إنما كل مفتي تقي صائبة فتواه، وهو من اسناد الأمر لأهله، وليس المفتون على حد سواء إنما البعض منهم.

اللهم ارزقنا الفقه مع الأدب وارزقنا البر بوالدينا أحياءً وأمواتنا اللهم أمين.

دام عزك ياوطن ودامت رموزك. لا صوت على الوطن، ولا على الحق.

 

بقلم/ خالد بن حسن الرويس

5 أغسطس 2023 

للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى