المقالات

احفظ الود

تحتم طبيعة الإنسان عليه أن يكون اجتماعيا ومخالطا لمن حوله من الناس ومتفاعلا معهم في كل أحوالهم ومناسباتهم، ولذلك يبدأ الإنسان في تكوين صداقاته وعلاقاته منذ سن الطفولة إلى ما شاء الله لها أن تستمر، فهناك علاقات مرتبطة بالدراسة وأخرى بالجوار وغيرها بالعمل ورابعة بالقرابة، ومنها ما يتقوى وينشأ من خلالها علاقة تصل إلى التصاهر والتزاوج، ومنها ما هو مقيد بمرحلة معينة تنتهي بانتهاء السبب الذي نشأت من خلاله.

 

وبالطبع فإننا جميعا مررنا بتلك العلاقات سواء المستمر منها أو المنقطع ، إلا أن ما يحزننا في تلك العلاقات المنقطعة هو ما نراه أو نسمعه من الكثير عن السلبيات والنواقص والعيوب التي كانت موجودة في الآخرين ممن كانوا في فترة سابقة معهم ، فنسمع موظفا كان في قسم ما وانتقل بعد مدة من الزمن إلى قسم آخر ليقوم بالاستنقاص أو التقليل من شأن زملاءه السابقين وإظهار سلبياتهم وإفشاء أسرارهم ، وكذلك الحال ينطبق على الأزواج أو الأصدقاء أو شركاء التجارة ، فما هكذا تورد الإبل في مثل هذه العلاقات ، فالستر وغض النظر والسمع ونسيان الخطأ هو من أبرز الأشياء التي حثنا عليها ديننا الإسلامي وأمرنا بحفظ الود والمعروف ونسبه لأهله حتى ولو كان انتهاء العلاقة بسبب وجود خلاف واضح وبين ، فما بالكم إذا كان انتهاؤها لعدم وجود سبب ؟ .

 

إن أعظم الجحود وأشنعه هو جحود شخص يأكل ويشرب مع أناس كانوا له بمثابة الإخوة فإذا تركهم لأي سبب أخذ بالتقليل والتجريح والاستهزاء بهم، هنا تتجلى قمة الحقارة والوقاحة وخبث النفس، ولأمثال هؤلاء نقول إذا لم تردعك مروءتك وعزتك وقبل كل شيء دينك عن مثل هذا السلوك المشين فلن ننتظر رادعا آخر إلا أن يشاء الله.

 

الخاتمة:

إذا غادرت أناسا فانقل عنهم الجميل واستر منهم القبيح.

 

بقلم / خالد النويس

13  مايو 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

 

زر الذهاب إلى الأعلى