المقالات

انتهى زمن الهياط

لم يعد فارق السن عاملا يعتد به في النصح وأخذ الرأي واكتساب القدوة ممن يكبر الجيل الحالي سنا وخبرة في معترك الحياة وكواليسها التي صارت أشد عتمة عن ذي قبل، بل أصبح السلوك الظاهري واللفظ المسموع هو المؤثر الأكبر حاليا في توجيه الشباب وقيادتهم نحو فعل سلوكيات إيجابية أو سلبية يظهر أثرها على الفرد بدءا من طفولته وحتى تكون شخصيته.

 

ومن الواضح للعيان أن المدرسة لم يعد لها ذلك التأثير في تشكيل ثقافة وسلوك الطفل وشخصيته ، بل وحتى الأب والأم أصبح تأثيرهما محدودا وغير مؤثر بالدرجة التي كانت عليها سابقا ، وتحول دورهما من التربية والتوجيه والنصح والرقابة والتعليم إلى مجرد الإشراف الشكلي الذي لا يسمن ولايغني من دور ، وهذا الملاحظ غالبا على الكثير الذين أسندوا هذا الدور بشكل غير مباشر إلى وسائل التواصل الاجتماعي ، فأصبحت بغثها وسمينها هي المشكل الأبرز ، لتتولد لدينا بعد ذلك شخصيات غير سوية في معظمها ، سواء من الناحية الفكرية أو السلوكية والتي تتضح من خلال النقاش أو الفعل .

 

وعندما تريد أن تقدم النصح في سلوك خاطئ فإنك ستصطدم برد مخالف لما توقعته من تجاوب وتفهم ، وستزداد صدمة عندما تكتشف لاحقا أن هذا الرد هو انعكاس لسلوك موروث من أب أو أخ أكبر وكما يطلق عليه شعبيا ( الهياط ) والذي ابتلي به الكثير وبلوا معهم من حولهم من أقارب أو معارف وأدخلوهم في إشكاليات كان من السهل الابتعاد عنها بقليل من الوعي والتفكير والتأني وترك ( المهايط ) بصلة القرابة أو كثرة المعارف أو غيرها من الجمل الخادعة التي غرست في نفس هذا الطفل اللامبالاة والتكبر على الآخرين فنشأ عليها وتشكلت شخصيته على هذا الفكر العقيم الذي لاقى جزاءه عليه مع أول تجاوز ضد القانون ، ونسي أو تناسى أننا في عهد حزم وقوة لا فرق فيه بين كبير وصغير ، والجميع سواسية تحت نظام واحد يشمل الجميع ويكفل حقوقهم .

 

يجب على الكبار من الآباء والأمهات ألا يتركوا أبنائهم يتشكلون فكريا وسلوكيا بعيدا عن مراقبتهم وتوجيههم الصحيح، فنحن في زمن متسارع وانفتاح غير مسبوق لا يجدي معه نفعا إلا الاقتراب منهم ومصاحبتهم بدلا من ترك التوجيه والتشكيل للشارع أو تافهي وسائل التواصل.

 

الخاتمة:

الأبناء أمانة فأعنا يأرب على حملها

 

بقلم / خالد النويس

27  مايو 2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى