المقالات

الأمن الصناعي وهؤلاء

لاشك أن المملكة العربية السعودية تمر الآن بفترة مزدهرة جداً ازهرت حياة كل قاطنيها وصلت إلى كل قطاعاتها جعلتنا نباهي و نضاهي كبرى الدول والمنظمات على مستوى العالم أجمع بعد أن كتب خريطة الطريق وخطة عملها القائد الفذ أمير الشباب ورجل المرحلة وعراب الرؤية سمو سيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حتى جعلنا نرى العالم بعيون مختلفة عن السابق وبالتالي أصبحوا  ينظرون لنا بعيون الاحترام والتقدير وهي المكانة الطبيعية التي نستحقها فنحن السعوديين وهي كافية بأن نكون في المقدمة دائماً ولذلك أود أن أوجه البوصلة إلى أحد أهم القطاعات في الدولة ينشط به عدد كبير من أبناء هذا الوطن الغالي وكونه يحتاج كثيراً من العمل والتطوير ليواكب النهضة الكبيرة التي نعيشها وتعيشها على وجه التحديد القطاعات الصناعية والشركات في الدولة فهو بحاجة إلى رؤية تنقله من حال إلى حال وهو قطاع الأمن الصناعي (الحراسات الأمنية) فهناك عدد كبير من أبنائنا وبناتنا ممن انقطعت بهم السبل حتى وجدوا أنفسهم بداخل هذه الدوامة لتلتقطه شركات تمتهن توظيفهم في شركات وجهات تقوم بالتوقيع مع هذه الشركات بمبالغ كبيرة يحصل منها هذا الشاب أو الشابة أو المتقاعد على فتات ليسد قوت يومه بالمقابل تستمر ساعات العمل للكثير منهم بما يزيد عن ١٢ ساعة عمل وبشكل يومي وطوال أيام الأسبوع في مخالفة واضحة وصريحة لنظام العمل السعودي الذي ينص على أنه لا يجوز تشغيل العامل تشغيلاً فعلياً أكثر من (8) ساعات في اليوم الواحد، إذا اعتمد صاحب العمل المعيار اليومي أو أكثر من (48) ساعة في الأسبوع، إذا اعتمد المعيار الأسبوعي. وتخفض ساعات العمل الفعلية خلال شهر رمضان للمسلمين، بحيث لا تزيد على (6) ساعات في اليوم، أو (36) ساعة في الأسبوع والأدهى والأمر بأنه لا يتقاضى راتب عالي أي بمعدل يتراوح ما بين ٣٠٠٠ ثلاثة آلاف ريال إلى ٤٧٠٠ أربعة آلاف وسبع مائة ريال كحد أقصى وعلينا حماية هذه الوظيفة التي يوجد بها أكثر من ٢٩٠ شركة أمنية وينخرط في أعمالها أكثر من ١٣٥ ألف حارس أمن فهناك بعض من هذه الشركات لا تطبق النظام المعتمد في الدولة مستغلين حاجة كبير السن المتقاعد أو حاجة الشاب الذي قطعت به السبل ليجد نفسه في رحالهم فهؤلاء هم من جعل وبكل أسف النظرة لهذه الوظيفة كعمل مستقبلي تبنى عليه الأسر والمجتمعات فلا ساعات عمل نظامية ولا مكافأت مجزية ولا يوجد تطور أو تطوير للكوادر فأصبحت كمحطة عبور ولايوجد بها استقلالية أبداً .

الأمل أصبح منبعثاً بوجود أمير الشباب صاحب الفكر الواسع والإدراك الكبير ليطور هذا القطاع وإيجاد حلول جذرية تجعله عنصراً مهماً ومنتجاً في مجاله لاسيما أن المرحلة المقبلة تشهد دخول كبرى شركات العالم للعمل في السوق السعودي الذي أصبح مطمعا جاذبا لكبرى شركات العالم وقد تكون إحدى هذه الحلول وجود شركة وطنية تنهض بالأمن الصناعي وتتيح مستقبل مبهر لقطاع الحراسات الأمنية يجعلهم يساهمون في بناء وطنهم بسواعدهم.

 

 

الكاتب / يحيى عبيري

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا ) 

زر الذهاب إلى الأعلى