محليات

المملكة تشارك في اجتماعات الدورة الـ (44) لمؤتمر العمل العربي بالقاهرة

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

2017-04-09_160813

صراحة – نواف العايد : بدأت اليوم في القاهرة أعمال اجتماعات مؤتمر العمل العربي في دورته الرابعة والأربعين، بحضور دولة رئيس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل، ومشاركة أصحاب المعالي وزراء العمل والممثلين من منظمات أصحاب الأعمال والمنظمات النقابية في 21 دولة عضو في منظمة العمل العربية .
ورأس وفد المملكة العربية السعودية إلى الاجتماع معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور علي بن ناصر الغفيص .
وبدأ الحفل الافتتاحي للمؤتمر الذي يستمر حتى 16 أبريل الجاري، بعرض مرئي تضمن إلقاء الضوء على إطلاق الإصدارة الإلكترونية الأولى من مشروع الشبكة العربية لمعلومات أسواق العمل .
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى إجراء تطوير كبير فى نظم التعليم والتشغيل لكي تستوعب المهارات المطلوبة للمنافسة فى هذا العصر ولتوفير فرص عمل للشباب .
وقال أبو الغيط في كلمته فى الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة والأربعين لمؤتمر العمل العربي إن توفير فرص العمل للشباب يستدعى إدخال إصلاحات جذرية واسعة على المنظومة الاقتصادية في الدول العربية، لربط التعليم بفرص العمل وتجاوز الفجوة الكبيرة القائمة بين الوظائف من ناحية والمهارات المطلوبة لها من ناحية أخرى، مشيرًا إلى أهمية الأخذ في الاعتبار أن النموذج التنموي العربي لا يزال فى معظمه غير قادر على توفير البيئة المناسبة التى تطلق الطاقات المبدعة لدى الشباب .
وشدد على ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام بالموضوعات الاجتماعية والتنموية كالفقر والتهميش والتعليم والصحة وتمكين المرأة والشباب، إضافة إلى العمل على إعطاء الأولوية للاستثمارات العربية المشتركة وإفساح المجال للمزيد من الفرص للقطاع الخاص والمجتمع المدني للمشاركة فى عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
وأشار الأمين العام للجامعة العربية إلى أن التحديات التى تمر بها المنطقة العربية خلال المرحلة الراهنة تضع أعباءً إضافية على كاهل الحكومات، خاصة فى المجال التنموي، وذلك فى ظل الزيادة الكبيرة فى عدد السكان والتى تمثل كتلة الشباب جزًء كبيرًا منها، الأمر الذى يستلزم الاستفادة من هذه الكتلة الكبيرة فى دفع عجلة النمو، مع العمل فى ذات الوقت على توفير فرص عمل لهؤلاء الشباب .

وكشف أبو الغيط عن أن معدل البطالة فى الوطن العربي تخطى الـ 29 في المئة، في حين أن المعدلات العالمية 13 في المئة ، وهو ما يوضح مدى الأزمة التى تمر بها دولنا العربية ، مشيرًا إلى أن هذه النسبة تتطلب توفير 60 مليون وظيفة بحلول العقد القادم، ويقرع أجراس الإنذار .
وأكد الأمين العام للجامعة العربية أن الاصلاحات الاقتصادية الجذرية تعمل على تقليص الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، منوهًا إلى أن مفهوم العمل يمر بتغيرات كثيرة، وأن مهنا كثيرة في سبيلها للاختفاء، مما يضع على الدول العربية مسئولية مواكبة هذه التغيرات .
من جانبه، أوضح معالي وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية بدولة قطر ورئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية الدكتور عيسى بن سعد النعيمي أن المؤتمر يعقد في ظل متغيرات دولية واقليمية يشهدها الجميع وتفرض على الجميع تحديات هي من صميم اختصاصات منظمة العمل العربية ، مبينًا أن ذلك يستلزم تعزيز التعاون العربي المشترك ومد مجالاته وآفاقه لمجابهة هذه التحديات والتغلب عليها ، في إطار الحوار بين الشركاء الاجتماعيين على مستوى وطننا العربي .
وأشار إلى أن وثائق المؤتمر تتضمن تقريرًا تفصيليًا عما قام به مجلس الإدارة فيما بين دورتي المؤتمر ، مؤكدًا أن المنظمة حققت العديد من الإنجازات خلال العام الماضي من خلال الأنشطة والفعاليات المتميزة التي أقامتها المنظمة وعلاقتها المتميزة مع أطراف الإنتاج الثلاثة والمنظمات الإقليمية والدولية المناظرة .
وشدد على أن ذلك ما كان ليتحقق دون التعاون الصادق والمتميز بين مجلس الإدارة والمدير العام لمنظمة العمل العربية والأطر المساعدة له .
من جانبه، استعرض المدير العام لمنظمة العمل العربية فايز المطيري في كلمته بالجلسة الافتتاحية ما تم من أعمال للمنظمة في الفترة الأخيرة، فضلًا عن الاجتماع بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لمناقشة موضوعات كثيرة أهمها الفقر والبطالة .
وأعرب عن تطلعه لدعم الدول العربية الشبكة العربية لأسواق العمل، وضرورة دعم الشباب للحصول على عمل مناسب وتدريب جيد حتى تتواءم مهاراتهم مع أسواق العمل ، مشيرًا إلى أن التقرير الرئيسي للمؤتمر جاء تحت عنوان ” عن التدريب المهني ركيزة أساسية ” .

كما أكدت معالي وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية بدولة الكويت رئيسة مؤتمر العمل العربي هند صبيح الصبيح في كلمتها أن الدول العربية في حاجة إلى تفعيل الحوار الاجتماعي ، في ظل الظروف الراهنة التى تمر بها الدول العربية من تناقص الاستثمارات، وانخفاض معدلات السياحة الأمر الذي أثر على تحقيق التنمية المستدامة .
وطالبت بضرورة الاهتمام بالتدريب المهنى، مؤكدة أنه يُعد أحد المشاريع الأساسية لدعم التشغيل والحد من البطالة ، وأنه ركيزة أساسية للتنمية الأمر الذي يقتضى تدريب العنصر البشري تدريبًا جيدًا ، فضلًا عن ضرورة تعزيز دور المرأة ومشاركتها فى تحقيق التنمية .
ورأت معاليها أن الدول العربية مطالبة بتقديم الدعم الشامل لدولة فلسطين ، منددة في الوقت ذاته بالاعتداءات التى تشهدها فلسطين .
وتلى دولة رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل كلمة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي راعى المؤتمر للمشاركين ، مؤكدًا اهتمامه بالموضوعات المطروحة على جدول الأعمال التي تمس كافة نواحي العمل والعمال في كافة أقطار الوطن العربي، متمنيًا أنه ينبثق عن المناقشات التي ستجرى خلال أعمال اللجان الحلول الفعالة التي تواجه شعوبنا العربية بصفة عامة ، والعمال بصفة خاصة من بطالة وفقر وغيرها من المشكلات التي أصبحت تتطلب حلولًا سريعة وفعالة ، وتمكين الشباب الباحث عن عمل من الحصول على العمل اللائق والمنتج والفعال في ظل التطورات المتلاحقة والمتسارعة لسوق العمل .
وعبر عن ثقته في قدرة المؤتمر فى ظل إدارة حكيمة لمنظمة العمل العربية على مواجهة تلك التحديات والنهوض بالعمالة العربية إلى مستويات قــادرة على المنافسة والعمل على رفعة أوطاننا العربية لتحقيق استقرار شعوبنا ، مشددًا علي حرص بلاده على التطوير الدائم سواًء كان من خلال التطوير التشريعي، الذى يتمثل حاليًا في مشروع قانون العمل الجديد الذى تم إعداده بدقه، وعلى أيدى خبرات قادرة على تحديد الإطار التشريعي المناسب لتطوير عالم العمل في مصر، أو من خلال النهوض بمنظومة التدريب على المستويات كافة ، لإكساب الأيدي العاملة المهارات اللازمة للمنافسة في أسواق العمل .

وأكد الرئيس المصري أن الدول العربية موحدة بقوة التاريخ والحضارة، وهى متواصلة جغرافيًا ومنسجمة إنسانيًا ومتكاملة طبيعيًا بفضل ما تزخر به من موارد بشـرية وطبيعية هائلة ، داعيًا إلي ضرورة وضع استراتيجية تنموية عربية لمجابهة التحديات الكبرى التي تواجه الشباب العربي، على أن تقوم على تفعيل دورهم في عملية البناء والتعمير، ورفع معدلات التنمية البشرية في المدن والقرى، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وتعزيز القدرات التنافسية على كافة الأصعدة .
وكان رئيس الوزراء المصري وأصحاب المعالي وزارء العمل والتنمية الاجتماعية قد التقطوا صورًا تذكارية قبيل عقد الاجتماع ،فيما تم تكريم عدد من الشخصيات والمسئولين في ختام الجلسة الافتتاحية .

زر الذهاب إلى الأعلى