محليات

الموهبة والقرار !

 

عشنا سنوات طويلة تحت وطأة الخوف من المبادرة ، فلقد كان للفشل يد طولى أحكمت قبضتها على رقابنا رجالاً ونساءا ، حتى حالت بيننا وبين ذواتنا الطامعة الطامحة بالنجاح والتألق ! فكلما أردنا التقدم لفضاء الإنجاز والإبداع والتميز ومجاراة ما يحدث من تقدم في العالم ، عُوقبنا بأشد وأقذع الألفاظ السلبية المُحبطة التي نتلقاها صباحَ مساء ! أصبحنا محاصرين من عدة جهات ، وخلف كل هذه الإتجاهات ثقافة قديمة هالكة منشغله بالآخر أكثر من إنشغالها بالنفس الخاصة ، فأصبح التفكير في الفشل والسقوط والعار والهزيمة واستهزاء الشامتين هاجساً  لنا ، والنتيجة : ثقة مهزوزة ، خوف من المستقبل ، تشتت ، عدم وضوح في الرؤية ، غياب تام لثقافة الإستراتيجية و الهدف ، و تفكير دائم وخيالات واسعة بلا أي طعم للعمل !

أدوات النجاح موجودة حتى وإن كانت في بيئة ( سلبية ) ، بغض النظر عن المقارنات الغير مُجدية مع البيئة الأخرى ( الجاذبة ) للفرد من أصغر مؤسسة ( المنزل ) إلى أعلى سلطة ( الدولة ) .

عندما يأتي الحديث عن الدعم ، فالدعم لم يكن يوماً من الأيام هدراً  للمال ، بل إنه ثقافة وخطة ودراسة ومعادلة مدروسة تنتهي بنتيجة صحيحة ، فالمدن الترفيهية من الدعم ، والمعاهد في كافة الفنون للجنسين من الدعم ، وجلب الخبرات من كافة دول العالم لفترة معينة لتجيهز المواطنين للقيادة من الدعم ، ومعرفة (  قيمة ) الموهبة في حياة الإنسان وإخراج طاقاته لصالح الوطن والأمة من أكبر وأعظم الدعم ، هذه المواهب ليست ( لعبة ) ليست ( تسكيته ) ليست أمر ثانوي تكميلي تحتاج لإستجداء مجلس الشورى لمناقشتها ومناقشة وضع ميزانية لها ! كما حدث على مستوى رعاية الشباب ، عندما نادى وطالب كثيراً الرئيس العام لرعاية الشباب ، وكثير من الإعلاميين والمختصين الرياضيين ، لجعل رعاية الشباب وزارة مستقلة بميزانية تفي بمتطلبات الشباب والرياضيين .

الإحصاءات الرسمية تقول بأن هذا الشعب يحمل بين جنباته نسبة عالية من فئة الشباب ، وفي الغالب ميول هؤلاء الشباب كما تعلمون ميول رياضية مع ميول آخر مواز على حسب إهتماماتهم ومتابعاتهم .

طلال العريمة

كاتب سعودي

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى