محليات

تثقيف الطلبة أم توعية الأمهات

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

التثقيف الصحي في المدارس، من أهم الموضوعات التي يفترض أن تكون محل اهتمام الآباء والأمهات لما لها من أثر كبير في ضمان مستقبل أفضل لأبنائهم، حيث تعودنا من الأهالي دائما التركيز فقط على التعليم الأكاديمي لأطفالهم، فيما يغفل جزء كبير منهم ضرورة تعليمهم وغرسهم للسلوكيات الصحية.

التثقيف الصحي المدرسي يلعب دورا حاسما في حياة الطفل في مراحل التعليم العام المختلفة (الابتدائي والمتوسط والثانوي)، فيساهم التثقيف الصحي في تعزيز الصحة البدنية والعقلية والاجتماعية والنفسية، ويساعدهم على اتخاذ خيارات صحية وتجنب السلوكيات المدمرة مثل تعاطي المخدرات والتدخين.

لذا فالتوعية الصحية في المجتمع المدرسي تركز بشكل أساسي على كيفية الحفاظ على الصحة وتجنب الأمراض وتدريب الطلاب على اتخاذ قرارات صحية في حياتهم الخاصة.

وإذا علمنا أن تعريف التثقيف الصحي يمكن تلخيصه كالتالي ” هو المعرفة الكاملة حول تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض” وعليه فهو الأساس للمراهقين والمراهقات لاكتساب المعتقدات والمعرفة الصحية وتبني نمط حياة صحي ولذا يقال أن هذه المرحلة هي الفترة الذهبية لغرس العادات الصحية السليمة.

وبشكل أدق يشمل التثقيف الصحي المدرسي استخدام الخدمات والموارد الصحية، والتربية البدنية، والخدمات النفسية، وبرامج التغذية والغذاء والنشاط البدني، بالإضافة إلى تعزيز البيئة الصحية، والوقاية من الأمراض، وتعليم المهارات الحياتية

إلا أن التثقيف الصحي لا يقف عند هذا الحد بل يمتد ليشمل مفهوم محو الأمية الصحية  health literacy  و تعزيز عملية اتخاذ القرار المناسب ومعرفة الاستفادة المثلى من الموارد والخدمات المتاحة لتقديم الخدمات الصحية بمجالاتها المختلفة  والحرص على مكافحة الأوهام والخرافات.

يقودنا هذا الكلام إلى الأسرة.. فهم شريك رئيسي في عملية التوعية الصحية بين طلاب وطالبات المدارس والعمل على دعم أبنائهم وتشجيعهم المستمر لممارسة السلوكيات الإيجابية في التغذية الصحية والحركة ونبذ الخمول والكسل ليكون جزءاً رئيسيا من حياتهم اليومية، وفي نفس الوقت المساهمة ومساعدة الأطفال والمراهقين لاتخاذ القرارات المناسبة في المواقف التي قد تجرهم للعادات الخطرة مثل السلوكيات الجنسية والقيادة المحفوفة بالمخاطر وتعاطي المخدرات والخمور ومنتجات التدخين.

السؤال المهم هو …كيف يمكن تهيئة الوالدين للمساهمة عملية التثقيف الصحي المدرسي؟

طبعاً نعرف أن فاقد الشيء لا يعطيه…ولذا فالجهات التعليمية والصحية المسؤولة عن الطلبة هم منطلق الإجابة على التساؤل المطروح.

لابد إذن من تفعيل محور الأسرة والمجتمع كأحد مكونات الصحة المدرسية من خلال برنامج ومشروع لأولياء الأمور يشمل التالي:

  1. تشجيع الأمهات والآباء لحضور المحاضرات التوعوية والندوات التي تنفذها الجهات التعليمية الموجهة لأولياء أمور الطلبة.
  2. رفع الوعي الصحي بين الوالدين بأهمية السلوكيات الصحية لبناء حياة جميلة لابنائهم.
  3. التعريف بالخدمات المتاحة التي توفرها الجهات الرسمية لتعزيز صحة الأطفال والمراهقين وحمايتهم من العادات الضارة.
  4. دعوة الوالدين أنفسهم ليكونوا قدوات ونماذج إيجابية أمام أطفالهم من خلال الامتناع عن التدخين وممارسة النشاط البدني والحرص على تناول الوجبات الغذائية الصحية.
  5. تطوير مهارات الاشراف التربوي على أبنائهم ومراقبة تصرفاتهم .
  6. تشجيعهم –أي الوالدين- على التخلص من أية حواجز في الحديث مع أطفالهم حول مواضيع مثل مرحلة البلوغ والممارسات الجنسية غير الشرعية والأمراض المنقولة جنسياً
  7. الحرص على الوصول للوالدين وتوعيتهم بالمشاكل العصرية الحديثة مثل الاثار السلبية لاستعمال الألعاب والمواقع الالكترونية دون اشراف وتنظيم والتحذير من مشكلات التحرش والتنمر والعنف وغيرها.

 

بقلم د. ماجد المنيف

زر الذهاب إلى الأعلى