القسم الداخلي

تجربة فريدة داخل بئر زمزم في مكة المكرمة

في عام 2024، عاش أحمد الجابر تجربة استثنائية عندما خاض مغامرة غوص داخل بئر زمزم في مكة المكرمة، واصفًا إياها بأنها مختلفة تمامًا عن أي تجربة غوص سابقة له. فقد أشار إلى أن فتحة البئر ضيقة، ويبلغ عرضها نحو ثمانية أمتار، فيما يصل عمقها إلى اثني عشر مترًا تقريبًا. إلا أن المفاجأة الكبرى كانت في الداخل، حيث اكتشف ممرات متشعبة تمتد لمئات الأمتار، مما أثار دهشته ودفعه للتعبير قائلًا:

“سبحان الله… منظر غريب لا يشبه أي مكان غصت فيه من قبل.”

تحولت هذه اللحظة بالنسبة له من مغامرة غوص تقليدية إلى رحلة استكشاف أشبه بالكهوف البحرية، لتشكّل فصلًا جديدًا في مسيرة طويلة مليئة بالتجارب الفريدة في عالم الغوص.

يؤكد أحمد أن قصته ليست مجرد حادثة عابرة، بل امتداد لتاريخ طويل من الغوص، بدأ باستخدام الأدوات البدائية في الماضي، وتطورها اليوم باعتمادها على أحدث التقنيات. فالغوص مهنة قديمة عرفها أهل الخليج قبل اكتشاف النفط، و كان البحر مصدر رزقهم الرئيسي، ومنه تعلموا الصبر وقوة التحمل رغم ما يكتنفه من مخاطر وصعوبات.

روى أحمد موقفًا شخصيًا يلخص مدى خطورة هذه المهنة، حين واجه خللًا في قطعة بلاستيكية حول رقبته تُستخدم لمنع تسرب الماء. الخطأ في المقاس تسبب بضغط على أوردة العنق ومنع تدفق الدم إلى المخ. وبعد أربع ساعات دامت في الأعماق، وعند خلع الخوذة، اكتشف أن عينيه كادتا تبرزان من مكانهما نتيجة الضغط الشديد والاختناق الذي تعرض له. ومن تلك التجربة الصعبة، خرج بمبدأ راسخ يقول:

“من السهل أن تقول سأخرج، لكن المحترف يواصل مهمته حتى في أقسى الظروف.”

عبارة تلخص الالتزام المهني وروح التحمل التي تميز الغواصين المحترفين.

كما تطرق أحمد إلى المخاطر العلمية والجسدية التي ترافق الغوص في الأعماق الكبيرة، موضحًا أن النزول إلى عمق يقارب 147 مترًا يؤدي إلى انكماش حجم الرئة حتى تصبح بحجم فص التمرة، مما يجعل التنفس شبه مستحيل وقد يؤدي إلى الوفاة ما لم تُتخذ احتياطات دقيقة. لذلك يعتمد الغواصون على سفن مزودة بغرف ضغط خاصة يُضخ فيها مزيج غازي يساعد الجسم على التكيف مع التغيرات الفيزيائية في الأعماق.

وأشار أيضًا إلى أن الجانب المادي يعكس حجم المخاطرة في هذا العمل، إذ ذكر أن أول راتب تقاضاه من الغوص التشبعي كان مرتفعًا جدًا، بما يتناسب مع مستوى الخطورة التي يواجهها الغواصون في مثل هذه المهام.

وقد قدّم اللقاء مع أحمد الجابر في برنامج “الليوان” صورة إنسانية متكاملة لغواص سعودي يُعد واحدًا من اثنين فقط على مستوى المملكة العربية السعودية ممن يمارسون هذا النوع من الغوص الاحترافي.

 

إعداد الطالبات:
ريناد الدوسري – الجوهرة البواردي – مرام الفوزان – آلاء الشهري
بإشراف: الأستاذة غالية آل ظافر

زر الذهاب إلى الأعلى