المقالات

تحديد نوع ومستقبل الجنين ومتابعة الحمل والولادة في مصر القديمة

أولاً: اهتمام المصري القديم بفكرة الإنجاب :

حرص المصري القديم علي الزواج والإنجاب لسعادة الدنيا والآخرة ، فقد استعانت المرأة كي تحمل بمجموعة من التمائم لنجاح عملية الحمل ، كان بعضها علي هيئة الضفادع والقطط وذلك لكثرة انجابهما ، ويشكل بعضها من إناث الحيوان ممتلئة البطن والثديين مثل أفراس النهر ، كما التمس نفر من الأزواج والزوجات عون الأولياء وكرام الموتي علي تحقيق الخلف ، ومن هذا القبيل أن وضعت مصرية تمثالاً صغيراً  في قبر أبيها كتب عليه ” أرجو أن تهب ابنتك سح طفلاً ” ، وأسقط شاب رسالة في قبر أبيه توسل إليه أن يساعد امرأته علي نجاح الحمل ، واهتم بفكرة الولادة التي كانت تباركها معبودة الحمل والولادة مسخنت وتقوم بها قابلات متخصصات ، وكذلك استعان بفكرة كرسي الولادة وكان يضنعونه من اللبن أو الحجر ، وكان فكرة الكثرة في الإنجاب معروفة في العائلات المصرية القديمة عكس ما اعتاد عليه الاغريق وانجاب الذكور هو المفضل.

ثانياً: معرفة الأنثي المخصبة والأنثي العقيم:-

استعان المصري القديم في سبيل انجاح الحمل بعلم الأطباء ، وتعاويذ الرقاة والسحرة ، كما توسلن إليه بفيض المعبودات ، وبركات الأولياء وصالح الموتي ، وذكرت بردية خصصت لتشخيص أمراض النساء ، وبرديتان للتمييز بين الأنثي المخصبة والعقيم ، وشاءت المصادفات أن تتصف هذه الوسائل بسذاجة واضحة من وجهة النظر الحديثة علي أقل تقدير ، فأوصت إحداهما بأن تخلط الزوجة قطعة شمام بلبن والدة ولدت طفلاً ذكراً ، ثم تأكل الخليط ، فإن قاءته استبشرت بقرب حملها ، وإن استقر في جوفها وشعرت بانتفاخ بطنها أيقنت من عقمها.

تردد صدي هذه الوصفة في أغلب العصور القديمة والعصور الوسطي الأوروبية بمثلها ، بحيث أوصي طبيب إنجليزي من القرن التاسع تلميذه بوصفة ” لمعرفة المخصب من العقيم رجلاً كان أو إمرأة  ، وقال له ” ضع خمس قمحات في حفرة صغيرة ، وسبع حبات فول في حفرة أخري ، واجعل من استشارك يبول في الحفرتين ولاحظ الحبوب بعد اسبوع ، فإن نبتت كان صاحبها مخصباً ، وإن أضمرت كان عقيماً “.

ثالثاَ : تحديد نوع الجنين :

صورت برديات الطب والرقي المصرية القديمة المحفوظة بمتحف برلين بعض جوانب العناية بالحوامل ، كما صورت شغف أهلها بتخمين نوع الجنين ذكراً كان أو أنثي ، وكان من وسائل هذا التخمين أن تبول الحامل علي حفنتين من الشعير والحنطة ، كل حفنة في خرقة علي حدة ، فإذا نما الشعير أكثر من نمو الحنطة كان الجنين ذكراً ، وإذا نمت الحنطة أكثر من نبات الشعير كان الجنين أنثي ، وربما ظن أصحاب هذه  الوصفة أن بول الحامل يتضمن بعض الإفرازات التي تخرج من الجنين أو تحيط به ، وتوهموا أن غلبة بعض هذه الإفرازات علي بعض تئم عن جنس طفلها ، ولعلهم لاحظوا بالتجربة أو بوحي المصادفة أن حبوب الشعير ( وهو ذكر ) تنمو بإفرازات الذكر أكثر مما تنمو بإفرازات الأنثي ، وأن العكس بالعكس صحيح بالنسبة إلي حبوب الحنطة ( وهي مؤنثة )

والغريب أنهم حددوا نوع الجنين في الشهور الأولي من الحمل رغم عجز العلم الحديث من معرفته في الشهور الأخيرة.

كما ابتدع الأطباء المصريون وسائل عدة لتيسير الولادات العسرة ،  فقد نافس الكهان والرقاة الأطباء والقوابل في معالجة ما كانوا يندبون إليه من الولادات العسرة وكان بعضهم يرتدون ملابس معينة ويمسكون عصا خشبية ذات اشكال خاصة يلوحون بها حين يتلون رقاهم لإقصاء ما يتوهمونه من أشباح وشياطين قد يتجمعون حولها ويعملون علي تعويق الوضع أو إفساده.

رابعاً: شغف المصري القديم بمعرفة المستقبل للمولود :

كانوا المصريين القدماء يعتمدون علي مجموعة من سبع معبودات معروفة بإسم الحتحورات السبع “وهي اخت ، حسات ، إحت ، موت-مين ، محت ورت ، أوريرت ، سخات – حور.

ولد في اليوم الرابع من الشهر الأول لفصل الشتاء ( برت ) سيموت أكبر سناً من كل أقاربه ، وسيبلغ من العمر أكثر من عمر أبيه ، فكان هذا اليوم ، يوماً سعيداً ، ومن يولد في اليوم التاسع من الشهر الثاني من فصل الخريف ( آخت ) فأنه سوف يموت بسبب الشيخوخة ، وأكثر من ذلك من كان يولد في اليوم التاسع والعشرين من الشهر نفسه فإنه يكون محترماً، كما جاء في بردية ايبرس الطبيه أنه إذا نطق المولود بكلمة Hii  عاش ، وإذا قال Mbi فسوف يموت ، فإذا أدار وجهه تجاه الأرض فسوف يموت.

 

د/ أحمد محمد عبد العال

للأطلاع على مقالات الكاتب الاخرى ( أضغط هنا ) 

  هه

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى