أمير منطقة مكة المكرمة يفتتح مركز الشركات الناشئة بجامعة أم القرى

صراحة – فيصل القحطاني : رفع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وحكومته الرشيدة، على الإنجازات التي حققتها الجامعات السعودية بوجه عام وجامعة أم القرى بصفة خاصة.
جاء ذلك في كلمة لسموه خلال افتتاحه اليوم مركز الشركات الناشئة الذي نفذته شركة وادي مكة للتقنية بالمدينة الجامعية لجامعة أم القرى بالعابدية, بحضور معالي مدير الجامعة رئيس مجلس إدارة شركة وادي مكة للتقنية الدكتور بكري بن معتوق عساس، ومعالي وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار، ومعالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار، ووكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي نائب رئيس مجلس إدارة شركة وادي مكة للتقنية الدكتور نبيل بن عبدالقادر كوشك ووكلاء الجامعة والرئيس التنفيذي لشركة وادي مكة للتقنية الدكتور أسامة بن راشد العمري وعمداء الكليات .
وأكد سموه أن انجازات مراكز الأبحاث بجامعة أم القرى أصبح صيتها الآن لدى العديد من جامعات المملكة، مؤكدا أن ما أنجزته الجامعة من خلال مركز الشركات الناشئة أسعد الجميع وحقق الكثير من الأمور التي كنا نحلم بها والآن نراها بأعيننا وقد تحققت بحمد الله على أيدي أبنائنا .
وقال سمو الأمير خالد الفيصل: نحن نحتفل اليوم بهذا الانجاز ونحتفل بإنجازات وطن ومواطن في هذا البلد الحبيب وفي هذا المشروع الذي يعتمد على التقنية وحقق إنجازا كبيراً ليس فقط في هذه الاختراعات وإنما أيضا النجاح في إيجاد الشركات التي ستنقل هذا الانجاز إلى واقع اقتصادنا وتجارتنا في بلادنا.
وتابع سموه قائلا: إن السعادة التي أشعر بها وأنا أرى هذا الانجاز ينتقل من داخل أسوار الجامعة إلى خارجها ليستفيد منها المجتمع بصفة عامة وهذا ما كنت أدعو إليه منذ سنوات لكي لا تنغلق داخل أسوارها وقد حققت الجامعات هذه الأمنية فيما تفعله من نقل المعرفة إلى مجتمع المدينة ومن نقل المعرفة لفروعها في المحافظات إلى مجتمعات المحافظات, كما أنني سعيد بأن أرى شعار ” صنع في مكة ” وهو ينتقل من الحرف اليدوية التي كان الجميع يتخيل أن هذه صناعة مكة فقط إلى وسائل التقنية الحديثة والابتكار التقني التي طبع عليها ” صنع في مكة “، لافتا سموه إلى تقديم هذه الانجازات العلمية والتقنية للقادمين إلى هذه البلاد الطاهرة من حجاج ومعتمرين منذ قدومهم من أوطانهم وحتى مغادرتهم إليها سالمين غانمين وتوظيف هذه المنجزات في خدمتهم وتذليل جميع السبل لهم لتمكينهم من أداء شعائرهم ونسكهم في سهولة ويسر.
وطالب سمو أمير منطقة مكة المكرمة أن يكون نجاح الحج نجاحاَ تنظيمياً وتقنياً وإدارياً وأمنياً وكذلك اقتصادياً وقبل كل ذلك وطنياً وأن يكون نجاحه للإنسان السعودي, مقدماً شكره في ختام كلمته لأساتذة الجامعة وطلابها وشباب الوطن على هذا الانجاز الكبير والمضي إلى السير نحو العالم الأول في أولى خطواته .
وكان سمو أمير منطقة مكة المكرمة قد قام بقص الشريط عند وصوله مقر مركز الشركات الناشئة إيذانا بافتتاح مبنى المركز , ثم تجول ومرافقوه داخل مقرات الشركات الناشئة بالمركز البالغ عددها ثمان شركات, حيث استمع إلى شرح مفصل من نائب رئيس مجلس إدارة شركة وادي مكة للتقنية الدكتور نبيل كوشك عن المنتجات المعرفية والابتكارية التي تنتجها تلك الشركات والأغراض المخصصة لكل منتج، ودور كل من تلك الشركات وإسهامها في الاقتصاد المبني على المعرفة.
بعد ذلك بدأ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي نائب رئيس مجلس إدارة شركة وادي مكة للتقنية الدكتور نبيل كوشك كلمة أوضح فيها أن افتتاح مركز الشركات الناشئة يأتي نتيجة لوجود شركات معرفية فعلية على أرض الواقع ومنتجات ذات تقنيات عالية تم ابتكارها وتطويرها وتصنيعها في جامعة أم القرى بعقول وأيدٍ سعودية تحت شعار” صنع في مكة “، مؤكدا أن مثل هذه الإنجازات لم يكن لها أن تتحقق لولا فضل الله أولاً ثم الدعم الوافر الذي حظيت وتحظى به جامعة أم القرى من قيادتنا الرشيدة – وفقها الله – ورؤيتها الطموحة والسديدة الهادفة إلى جعل المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المتقدمة وفي ركب الأمم المتفوقة في استثمار العقول ودعم المعرفة وتسخيرها في خدمة البشرية، وحرص واهتمام جامعة أم القرى ممثلة في شركة وادي مكة للتقنية إلى تحويل الأبحاث والدراسات والابتكارات إلى منتجات اقتصادية تستفيد منها المجتمعات أفراد ومؤسسات.
وتطرق في كلمته إلى الفجوات التي تواجه الاقتصاد المعرفي، مشيراً إلى أن جامعة أم القرى استطاعت تجسير تلك الفجوات في وادي مكة للتقنية من خلال ثلاثة محاور رئيسة تمثلت في إنشاء مركز الابتكار التقني المبني على البحث العلمي في تخصصات محددة ذات أسواق واعدة للمنتجات المعرفية لتوفير خدمات نقل الابتكارات إلى منتجات معرفية من خلال النمذجة والتصميم الهندسي والتصنيع ، وكذلك بناء شراكات وشبكة تعاون مع رواد الأعمال الناجحين من الشباب السعودي والمستثمرين للمساعدة في تنمية الشركات الناشئة وتطوير منتجات معرفية مناسبة للأسواق الواعدة من خلال توفير خدمات للتطوير التجاري ودراسة الأسواق، بالإضافة إلى إيجاد علاقات تعاون مع القطاع العام والخاص لمعرفة احتياجاتهم للمنتجات المعرفية المبنية على التقنيات المستهدفة، إلى جانب توفير برامج خدمية من التدريب والإرشاد والدعم اللوجستي للانتقال بالمتميزين من الشباب السعودي من مرحلة المعرفة إلى مرحلة التجربة ومنها إلى مرحلة تأسيس شركاتهم المعرفية الناشئة، علاوة على إنشاء مركز للشركات الناشئة في وادي مكة وجعله منصة يتدرب فيها المبتكرين والباحثين على تطوير مهاراتهم التقنية ومهارات السوق التي يحتاجونها لبيع منتجاتهم، والتغلب على تلك الفجوات في اقتصاد المعرفة من خلال مواءمة المنتجات المعرفية والابتكارية للسوق والقدرة على تسويقها وبيعها، وفي نفس الوقت جعله المنصة لإنشاء شراكات والتعاون بينها وبين القطاع الحكومي والقطاع الصناعي والخاص، يكون رواد الأعمال همزة الوصل فيه .
وتناول الدكتور كوشك الإنجازات التي حققتها جامعة أم القرى خلال السنوات الخمس الماضية التي بلغت منذ العام 2011م وحتى 2016م أكثر من ( 1000 ) براءة اختراع قدمتها الجامعة منها 160 براءات اختراع مسجلة، وبلغ عدد براءات الاختراع الصادرة 30 براءة اختراع، فيما بلغ عدد الابتكارات التي تم تحويلها إلى منتجات 15 ابتكارا، وبلغت المنتجات التقنية 20 منتجا، ووصل عدد الشركات الناشئة المعتمدة على الابتكار التي أنشئت 8 شركات، وبلغ عدد العملاء لتلك المنتجات حتى الآن 15 عميلا يمثلون جهات مختلفة من القطاعين العام والخاص.
من جانبه, تحدث معالي مدير جامعة أم القرى رئيس مجلس إدارة شركة وادي مكة للتقنية الدكتور بكري بن معتوق عساس في كلمة بهذه المناسبة، رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، والحضور، وقال : قبل نصفِ عامٍ احتفلت جامعة أم القرى بتدشين ثمانِ شركاتٍ ناشئةٍ صِيغتْ كلُّ تفاصيلِها في هذه الجامعةِ وبأيدي أبنائها ومنسوبيها منذُ أنْ كانتْ فكرةً إلى أنِ استوتْ كِياناً، وسَهِرت على هذه المشاريعِ عقولٌ شابةٌ ذكيةٌ من أبناءِ الوطنِ وبناتِهِ، ورعَتْها كفاءاتٌ إداريةٌ وعِلْميةٌ لها خبرتُها وتَجْرِبتُها، ودعمَتْها جامعةٌ عريقةٌ تؤمنُ أنَّها انتقلتْ من التلقينِ إلى التكوينِ، ثم من التكوينِ إلى التمكينِ، وتَعلمُ أنَّ الانتقالَ من مرحلةٍ إلى أخرى يعني اصطحابَ الأولى إلى أُفُقِ الثانيةِ، لا تركَ الأولى لأجلِ الثانيةِ.
وتابع معاليه قائلا : اليومَ نحتفلُ بتدشين مبنى (الشركاتِ الناشئةِ) الذي يستوعبُ أولئكَ وغيرَهم، الذي يُمثِّلُ رؤيةً متقدمة في منظومةِ دعمِ الجامعةِ لهؤلاءِ الروادِ، فهذا التدشينُ في حقيقتِهِ تدشينٌ لكيانٍ وليس تدشيناً لبنيانٍ، واحتفاء بمنظومةٍ متكاملةٍ يمثلُ هذا المبنى أيقونةً لها، مضيفا أن ما سيقدمُه مبنى الشركاتِ الناشئةِ ليس (المكانَ) فحسب، بل سيقدِّمُ (المكانَ) و(الإمكانَ) .. ذلك أن مجموعةً من خدماتِ الدَّعمِ اللوجستيِّ، إضافةً إلى الرأيِ المنهجيِّ، والمشورةِ العلميةِ، والتجاربِ العمليةِ، ستكونُ بين يديِ المستفيدينَ من هذا المشروعِ.
وبين أنَّ مسيرةَ جامعةِ أمِّ القرى في دعمِ (روَّادِ الأعمالِ) مسيرةٌ حافلةٌ بدأتْ بمسرِّعاتِ الأعمالِ التي أسهمتْ في إنضاجِ الأفكارِ، ثم مكتبِ الملكيةِ الفكريةِ الذي ساعدَ على توثيقِ الابتكاراتِ، تلاها تقديمِ الدّعمِ اللازمِ لتأسيسِ الشركاتِ وتكوينِ أُطُرِها القانونيةِ، والمساعدة على ( إخراجِ ) المنتجاتِ إلى السوقِ وتسويقِها تجارياً وتوقيعِ عقودِها مع المستفيدينَ، وهاهي اليوم توفر المقرَّ والدَّعْمَ التشغيليَّ الضروريَّ لاستمرارِ العملِ ونموِّهِ، مؤكداً أنَّ تشريفَ سموِّ أميرِ المنطقةِ لهذا الحفلِ هو في ذاتِهِ دعمٌ استثنائيٌّ لهذهِ المسيرةِ، وتعزيزٌ لها، وتسديدٌ، وترشيدٌ.
وفي ختام كلمته توجّهُ أعرب معاليه عن شكره لخادمِ الحرمينِ الشريفينِ وسموّ وليِّ عهدِهِ الأمينِ وسموّ ولي وليِّ العهدِ – حفظهم الله -، كما شكر سمو أميرِ منطقةِ مكةَ المكرمةِ ومعالي وزير التعليم، مثمنا جهود رجالاتِ جامعةِ أم القرى في وكالةِ الأعمال والإبداعِ المعرفيّ، ومعهدِ ريادةِ الأعمال، وشركةِ وادي مكة، وقطاعاتِ الجامعةِ المختلفة، معربا عن شكره لشباب وشابات الوطن المبدعين.
ثم ألقى مستشار أمير منطقة مكة المكرمة الأمين العام لهيئة تطوير مكة الدكتور هشام الفالح كلمة بين فيها أن احتفال الجامعة يعد نتاجاً طبيعيا للرؤية الإستراتيجية التنموية لمكة المكرمة التي دعمت الإنسان أولا.
ودعا الدكتور الفالح أصحاب الشركات الناشئة إلى الاستفادة من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة وجميع الجهات ذات العلاقة بالتنمية في مكة المكرمة, معرباً عن سعادته بتوقيع اتفاقية تعاون بناء وتنمية لهيئة تطوير مكة والمعهد.
وفي نهاية الحفل تسلم سمو الأمير خالد الفيصل هدية تذكارية من معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس وهي عبارة عن إحدى المنتجات لشركة وادي مكة للتقنية .